مساقات عبر الإنترنت Online Courses

  • التسجيل
  • تسجيل الدخول
الرئيسية / الدورات الدراسية / من هو الإنسان؟ / الدرس الأول: في البدء

من هو الإنسان؟ – الدرس الأول – القسم الأول

تقدم القسم:
← العودة إلى الدرس
  • الفيديو
  • الملف الصوتي
  • النص

المقدمة
الخلق

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aMAN01_01.mp4

القصص الكتابية

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aMAN01_02.mp4

التاريخية
التكوين

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aMAN01_03.mp4

العهد القديم
العهد الجديد

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aMAN01_04.mp4

السمو

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aMAN01_05.mp4
  • المقدمة
    الخلق
  • القصص الكتابية
  • التاريخية
    التكوين
  • العهد القديم
    العهد الجديد
  • السمو

المقدمة
الخلق

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aMAN01_01.mp3

القصص الكتابية

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aMAN01_02.mp3

التاريخية
التكوين

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aMAN01_03.mp3

العهد القديم
العهد الجديد

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aMAN01_04.mp3

السمو

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aMAN01_05.mp3
  • المقدمة
    الخلق
  • القصص الكتابية
  • التاريخية
    التكوين
  • العهد القديم
    العهد الجديد
  • السمو

المقدمة

هل حدثَ لك أن اشتركتَ يومًا في حديثٍ من منتصفِهِ؟ أو شاهدت عرضًا بعد أن بدأَ بالفعل؟ أو ربما تأخرتَ في الوصول إلى حدثٍ رياضيٍّ؟ إن كان كذلك، فإنك تعلمُ بالتأكيد أنهُ حين تفوتُنا بدايةُ الشيء، فهذا يكون مربكاً للغاية. فحين لا نعلمُ كيف بدأت القصة، نعاني في فَهمِ سبب أهمية بعضِ التفاصيل، ومَن هُم الأبطالُ والأشرارُ، وما هو الهدف الكُليُّ منَ القصة. ينطبقُ هذا أيضًا على دراستِنا للجنسِ البشريِّ. فمعرفتَنَا للكيفية التي جئنا بِها إلى العالم، وكيف صارَ حالُنا، وما المفترضُ أنْ نفعلَهُ، لها فائدةٌ ضخمةٌ من جهةِ فَهمِنا لتفاصيلِ حياتِنا وتنظيمها.

هذا هو الدرسُ الأول في سلسلتِنا من هو الإنسان؟، وقد وضعنا له عنوانًا “في البدءِ”. وفي هذا الدرس، سنرى كيفَ كانَ حالُ البشرِ حينَ خلقهمُ اللهُ في البداية، ووضَعَهُم في جنةِ عدْن. لا بدَّ أن عنوانَ هذه السلسلة – من هو الإنسان؟ – مألوفٌ لدى غالبيةِ المؤمنين، بما أنه يظهرُ عدةَ مراتٍ في الكتابِ المقدس. على سبيلِ المثال، يقول المزمور 8: 4:

فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟ (مزمور 8: 4).

في كلِّ مرةٍ قامتِ الشخصياتُ الكتابيَّة أو كُتّابُ الأسفارِ المقدسةِ بطرحِ هذا السؤال “من هو الإنسان؟”، كانوا يتساءلونَ عن طبيعةِ الجنسِ البشريّ. فقد أرادوا أن يعرفوا أمورًا من قَبيْلِ: من نحن مقارنةً بالله، وما دورُنا على الأرض، وما نَوْعُ القدراتِ الأدبيةِ التي لنا. وكي نصيغَ الأمرَ في مصطلحاتٍ لاهوتيةٍ رسميّة، كان هؤلاءِ يطرحون أسئلةً تختصُّ بالأنثروبولوجيا أي علم دراسة الإنسان. تأتي كَلِمَةُ “أنثروبولوجي” من أصلَيْنِ يونانييْن: أنثروبوس (ἄνθρωπος)، بمعنى “إنسان” أو “كائن بشري”، ولوجوس (λόγος) بمعنى “دراسة”. وبالتالي، فإن “أنثروبولوجي” هو:

دراسة الإنسان.

أو في علمِ اللاهوت هو:

العقيدة عن الإنسان.

في الدراساتِ العلمانيّة، يسلِّطُ “علمُ دراسةِ الإنسان” الضوءَ على أشياءٍ مثلِ المجتمع، والثقافة، وعلمِ الأحياء، وتطورِ البشر. لَكِنْ تعدُّ العقيدةُ اللاهوتيّة عنِ الإنسان أضيقَ نطاقًا من هذا.

قامَ لويس بيركوف، الذي عاشَ في الفترةِ ما بين عام 1873 إلى 1957م. بتعريفِ هذا العلم على النحوِ التَّالي في الجزءِ الثاني من الفصلِ الأول من مؤلَّفِهِ اللاهوتِ النظاميّ:

ينصَبُّ اهتمامُ العقيدةِ اللاهوتيّة عنِ الإنسانِ فقطْ على ما يقولُه الكتابُ المقدس عنِ الإنسان، وعلاقتِهِ الحاليَّةِ بالله، وما ينبغي أن تكونَ عليهِ هذه العلاقة.

بكلماتٍ أخرى، حينَ يتعلَّقُ الأمرُ بعلمِ اللاهوت، يعدُّ علمُ دراسةِ الإنسان هو دراسةُ البشريةِ في حدِّ ذاتِها، وفي علاقتِها بالله.

سينقسمُ درسُنا الذي يختصُّ بالحالِ الذي كانَ عليهِ البشرُ في البدءِ إلى ثلاثةِ أجزاء. أولًا، سنتناول خلقَ الإنسان. وثانيًا، سنصف تكوينَ كياناتِنا. وثالثًا، سنتناول علاقةَ العهدِ الأولى بينَ اللهِ والإنسان. لنبدأ الآنَ بموضوعِ خَلْقِ الإنسان.

الخلق

في الشرقِ الأدنى القديم، حيثُ كتبَ موسى سفرَ التكوين، كانتْ قصصُ الخلقِ تَحْظَى بأهميةٍ كبيرةٍ للغاية. وفي الثقافاتِ الأخرى خارجَ الكتابِ المقدس، كانت قصصُ الخلقِ في العادة تشرحُ ما كان من المفترضِ أن يكونَ عليهِ العالم في حالتِهِ المثاليّة. كما أنَّها كانت تصفُ الكيفيّةَ التي أرادتْ الآلهةُ للعالمِ أن يعملَ بها في الأساس، وكيف أَوْكَلَتْ أدوارًا متنوعة لمخلوقاتِ هذا العالم. ويستخدم الكتابُ المقدسُ قصصَ الخلقِ على نحوٍ مُمَاثِلْ.

بالطبعِ، كانتْ قصصُ الخلقِ في الثقافاتِ المحيطةِ بإسرائيلَ القديمةِ كلُّها زائفة. فقد نَسبت هذه القصصُ أعمالَ الخلقِ إلى آلهةٍ زائفة. وتم استخدامُ هذه القصصِ المُختلَقةِ للترويجِ لكياناتٍ اجتماعيةٍ وسياسيةٍ فاسدة، ولتشويهِ العلاقاتِ بين البشرِ والمخلوقاتِ الأخرى.

في المقابل، يروي الكتابُ المقدسُ قصةَ الخلقِ الحقيقيةِ كي يفسرَ الكيفيةَ التي صُمِّم بها البشرُ بالفعلِ كي يعملوا بداخلِ العالم. ولهذا السببِ يحتكمُ الكثيرُ من الأجزاءِ الأخرى من الكتابِ المقدسِ إلى قصصِ الخلقِ للبرهنةِ على الكيفيةِ التي كان من المفترضِ أن يعملَ بها العالم، وما هو الدورُ الذي أُلزِمَ البشرُ أدبيًا بتأديتِهِ. عادةً ما يشيرُ علماءُ اللاهوتِ إلى هذه الالتزاماتِ باعتبارِها “فرائضَ الخلقِ” لِأنها:

متطلباتٌ أدبية وضَعَتْها أعمالُ اللهِ في الخلق.

الفكرةُ المقصودةُ هنا هي أنَّ أعمالَ اللهِ كاملةٌ، وبالتالي، تُعدُّ هي معيارُ سلوكِنا الشخصيّ.

أحيانًا نجدُ فرائضَ الخلقِ صريحةً، مثلَ وصيةِ الله “أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا” الموجودةِ في سفرِ التكوين 1: 28. لكنَّ أخرى ضمنية، مثل وجوبِ حفظِ يومِ السبت مقدسًا. لم تَقُل قصصُ الخلقِ بشكلٍ صريح إنَّ البشرَ لا بدَّ أن يستريحوا في اليومِ السابعِ من كلِّ أسبوع. لكن في الوصايا العشر، في سفرِ الخروجِ 20: 11، أوضح موسى أنَّ نمطَ الله بالعملِ لستةِ أيامٍ، والاستراحةِ في اليومِ السابع هو ما أَلزَم البشرَ بفعلِ الشيء ذاته. وهكذا، حين نفكرُ في أهميةِ البشرِ ودورِهم، فمن الطبيعيّ، بل ومن المفيد، أن نبدأَ منَ الخلق.

سندرسُ خلقَ البشرِ في ثلاثِ خطوات. أولًا، سنوجزُ القصصَ الكتابيةَ للخلق. ثانيًا، سنتناول تاريخيةَ آدمَ وحواء. وثالثًا، سننظر إلى سموِّهما على خلائقِ الله. لننظر أولًا إلى القصصِ الكتابية.

القصص الكتابية

يحتوي سفرُ التكوينِ على قصتينِ للخلق. القصةُ الأولى في سفر التكوين 1: 1-2: 3، والقصةُ الثانية في سفر التكوينِ 2: 4-25. تقدم لنا هاتانِ القصتانِ معًا صورةً عامة تُظهِرُ كيف ولماذا خَلَقَنا الله.

إنَّ قصتَيْ الخلقِ في تكوينِ 1 و2 هما قصتان متكاملتان تنظران إلى الحقيقةِ ذاتِها، إلى المجتمعِ البشريِّ الأولِ الذي خلقه الله، حيث كان السكانُ الوحيدون آنذاك هما كائنان بشريان. ولكنّ القصتين تنظران إلى هذا المجتمعِ من وجهين مختلفين. في الأصحاحِ 1 قصةُ الخلقِ التي تتحدث عن العمليةِ ككلٍ، لكنّ من بدايةِ الأصحاح ِ2 نحصلُ على صورةٍ أقربَ عن اليومِ 6 لخلقِ الحياةِ البشرية، تتحدث بالأكثرِ عن علاقةِ هذين الكائنين ببعضِهما البعض. وبالتالي، فإننا نحصلُ على ما يشبهُ لقطةً فيلميةً مختلفةً للصورةِ نفسِها في كلتا هاتين القصتين، ويَلْزَمُنا أن نتمكَّنَ من قراءةِ هذا الجزءِ، غير باحثين بالضرورةِ عن تناقضٍ، بل نرى فيهِما، حقًا، تكاملًا وإثراء. [د. مارك كورتيز]

في قصةِ الخلقِ الأولى، في سفرِ التكوين 1: 2، نقرأُ أن الخليقةَ كانت في الأصلِ “خَرِبَةً وَخَالِيَةً”. ثم في بقيةِ الأصحاح، نقرأُ أن اللهَ قضى ستةَ أيامٍ يشكِّلُ الكونَ ويملؤُهُ.

في الأيامِ الثلاثةِ الأولى، تعاملَ الله مع حقيقةِ أن الأرضَ كانت خربةً بأنْ أضفى شكلًا على أجوائِها المختلفة. ففي اليَوْم الأول، فصل اللهُ بين الظلمةِ والنور. وفي اليومِ الثاني، كَوَّنَ الجلَدَ والغلافَ الجويّ، كي يفصلَ بين المياهِ من فوقٍ والمياهِ من أسفل. وفي اليومِ الثالث، فصل اللهُ بين اليابسةِ والبحار.

وفي الأيامِ الثلاثةِ التالية، تعاملَ اللهُ مع حقيقةِ أن الخليقةَ كانت خاليةً. ففي اليومِ الرابع، مَلَأَ النورَ والظلمةَ بالأجرامِ السماوية، كالشمسِ والنجوم. وفي اليومِ الخامس، وَضَعَ الطيورَ في الجلدِ، والكائناتَ البحريةَ في المحيطات. وفي اليومِ السادس، ملأ اليابسةَ بجميعِ أصنافِ الحيوانات. وخَلَقَ البشرَ كي يتسَلَّطوا على الخليقةِ بأكملِها نيابةً عنه. كما نقرأُ في سفرِ التكوين 1: 27-28:

فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: ‎“أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ” (التكوين 1: 27-28).

عندَ هذه المرحلةِ من القصةِ الكتابية، نجدُ البشريةَ وقد تميَّزَتْ بوضوحٍ عن بقيةِ الخليقة. فقد خُلِقَ البشرُ على صورةِ الله، ودُفِع إليهم سلطانٌ على خلائقِهِ الأخرى. سنتحدَّثُ عن هذا لاحقًا بأكثرِ عمقٍ. لكن يكفي الآن أن نشيرَ إلى أنَّ البشريةَ لم تكن مجرَّدَ جزءٍ من الخليقةِ؛ بل كانت تاجَها.

تحتوي قصةُ الخلقِ الثانية، في سفرِ التكوينِ 2: 4-25، المزيدَ من التفاصيلِ المتعلقةِ بما عَمِلَه اللهُ في اليومِ السادس، حينَ خلقَ وحوشَ الأرضِ والبشر. ونقرأُ أن اللهَ خلقَ الحيواناتَ من ترابِ الأرض. ثمَّ خلقَ الإنسانَ الأول، آدم، بالطريقةِ ذاتهِا بوجهٍ عام، مُكوِّنًا ومُشَكِّلًا جسدَه من ترابِ الأرضِ. لكنْ من المثيرِ للاهتمام أن نلاحظَ أنَّ آدمَ وحدَه قِيْلَ عنه إنَّه أخذَ نَسَمَةَ حياةٍ عندما نفخَ اللهُ هذه النسمةَ بداخلِهِ.

بعدَ هذا، أُحْضِرَتِ الحَيَواناتُ للعرضِ أمامَ آدم، حتى يتمكَّنَ من محاولةِ إيجادِ معينٍ نظيرِه – معينًا من شأنِهِ أن يساعدَهُ في أداءِ المهامِ التي أوكلَها لهُ الله. وفي غضونِ هذه العمليةِ، دعا آدمُ الحيواناتَ بأسماءٍ، مُظهرًا بهذا سلطانَه عليها. والشيءُ المتوقعُ هو أنه لم يتبينْ أنَّ أيًا من هذه الحيواناتِ معينٌ نظيرُهُ.

وهكذا، ولكي يعطيَ اللهُ آدمَ المعينَ الذي كان يحتاجُهُ، خلقَ المرأةَ الأولى، حواءَ، كي تكونَ زوجةَ آدمَ. لكنْ لمْ يخلقْ اللهُ حواءَ من ترابِ الأرضِ، بل خَلَقَها من ضلعِ آدمَ. وهذا جعلَ حواءَ متفردةً بينَ جميعِ الخلائقِ التي خلقَها الله. كما قال آدمُ في سفرِ التكوينِ 2: 23:

هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ (التكوين 2: 23).

وقد أَظْهَرَتْ دعوةُ آدمَ لامرأتِهِ باسمٍ سلطانَ آدمَ على زوجتِهِ. إلا أنَّ الاسمَ الذي دعاها بهِ – إيشاه (אִשָּׁה) في اللغةِ العبرية، الذي نترجمُهُ “امرأةٌ” – يبدو وقعُهُ مثل اسمِ آدمَ نفسِهِ – إيش (אִישׁ)، الذي نترجمُهُ “امْرُؤٌ”.

يوحي التكافؤُ بينَ هذين الاسمين بأنَّه في حينِ كانت حواءُ تحتَ سلطانِ آدمَ في زواجِهما، إلا أنَّها كانت مساويةً له في المهامِ التي أوكلَها الله لهما كجنسٍ بشريّ. فكلاهُما خُلقا على صورةِ الله. كان على كليهما أن يملآ الأرضَ ويُخْضِعاها. وكلاهما أُعطيا سلطانًا ليتسلَّطا على الخليقةِ نيابةً عنِ الله.

بعدَ أن تناولْنا القِصَصَ الكتابية عن خلقِ البشرية، لنتَّجه الآنَ إلى تاريخيةِ آدمَ وحواء، أو إلى الصحةِ التاريخيةِ لآدمَ وحواءَ.

التاريخية

في السنواتِ الأخيرة، اعتبرَ الكثيرُ من عُلماءِ اللاهوت القصصَ الكتابية المختصة بخلقِ البشر استعارات أو صُورًا مجازية، وليس تاريخًا حقيقيًا. لكنَّ الكتابَ المقدس نفسَهُ يتبنَّى وِجهةَ نظرٍ مختلفةٍ في هذا الشأن. فبحسبِ الكثير من النُّصوصِ الأُخرَى في الكتابِ المقدس، كان آدم وحواء شخصيْنِ حقيقيين. وعندما خُلقا، كانا الكائنينِ البشريين الوحيدين على الكوكب. وقد أثمرا نسلًا حقيقيًا، تضاعفَ في النِّهايةِ ليأتيَ بالجنسِ البشريِّ كما نعرفُهُ اليوم.

بالطبعِ كان آدمُ وحواء شخصياتٍ تاريخية. هكذا قال الكتابُ المقدسُ، ونحن نؤمنُ بالكتابِ المقدس لأنه موحى به من الله. ويمكنُنا، كي نفهمَ هذا العالمَ وكي نفهمَ التاريخَ، أن نستخدمَ علمَ الحفريات، والوثائقَ التاريخية، وكافةَ أصنافِ القصصِ والرواياتِ التي استلمناها من تقاليدَ مختلفة، إلا أنَّ الأساسَ الراسخَ الذي يمكنُنا به إثباتَ كونِ آدمَ وحواءَ شخصياتٍ تاريخيةً هو تصديقُنا لما أخبرَنا به الكتابُ المقدس. [ق. شياوجون فانغ]

وكي نُظْهِرَ تاريخيةَ آدمَ وحواء، سنتناول ثلاثةَ خيوطٍ من الشهادةِ الكتابيةِ. أولًا، سنتناول السياقَ الأكبرَ لسفرِ التكوينِ نفسِه. وثانيًا، سنفحصُ أسفارَ العهدِ القديم فيما بعدَ سفرِ التكوين. وثالثًا، سننظرُ إلى العهدِ الجديد. ولنبدأ الآنَ بالسياقِ الأكبرِ لسفرِ التكوينِ نفسِهِ.

التكوين

يحوي سجلُّ حياةِ آدمَ وعائلتِهِ الأقربِ في سفرِ التكوين 2-4 كلَ سماتِ سجلٍّ مكتوبٍ بغرضِ وصفِ تاريخٍ فعليّ. تميلُ بعضُ القوالبَ الأدبيةِ إلى أن تكونَ مجازيةً واستِعاريةً بشكلٍ كبير، مثلَ الشعرِ والأمثال. بعضُ القوالبَ الأخرى تميلُ إلى أن تكونَ مباشرةً للغاية، مثلَ السردِ القصصيّ التاريخيّ. تعدُّ غالبيةُ سفرِ التكوينِ دون شكٍّ سردًا قصصيًّا تاريخيًّا، مثلَ تاريخِ الآباءَ الأوائلَ الذي نجدُهُ في الأصحاحاتِ 11-37، وتاريخُ الآباء الأواخرَ، مثلِ يوسُفَ، والذي نجدُهُ في الأصحاحاتِ 37-50. ويوافقُ أدبُ سفرِ التكوينِ 2-4 هذه النصوصَ الأخرى على نحوٍ كبير. بل وفي حقيقةِ الأمر، يُستهَلُّ الأصحاحُ 2 من سفرِ التكوين بالعلامةِ الأدبيةِ نفسِها التي تَستهلُّ الكثيرَ من الأحداثِ التاريخيةِ الأخرى طوالَ السفر. استمع إلى صيغةِ الكلماتِ التي دوَّنها موسى في سفرِ التكوينِ 2: 4:

هذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ (التكوين 2: 4).

يمكن ترجمةُ عبارةَ “هذِهِ مَبَادِئُ” – التي هي إلّيه توليدوت (אֵלֶּה תוֹלְדוֹת) في اللغةِ العبرية – حرفيًا “هذه مواليد”. تَستهلُّ هذه العبارةُ نفسُها قوائمَ وقصصَ مواليدَ البشرِ في كلِّ أنحاءِ سفرِ التكوينِ. فهي تَستهِلُّ نسلَ آدمَ في 5: 1، ونسلَ نوحٍ في 6: 9، ونسلَ سامٍ في 11: 10، ونسلَ تارحَ في 11: 27، ونسلَ إسماعيلَ في 25: 12، ونسلَ إسحاقَ في 25: 19، ونسلِ عيسو في 36: 1، 9، ونسلِ يعقوبَ في 37: 2.

علاوةً على ذلك، يقدمُ سفرُ التكوينِ تفاصيلَ تخصُّ سيرةَ حياةِ آدمَ. على سبيلِ المثال، نقرأُ أنَّ حواءَ حبِلَت، وتردُ أسماءُ ثلاثةٍ من أبنائِهِم: قايينَ، وهابيلَ، وشيثَ. كما نقرأُ أيضًا عن مدةِ حياةِ آدمَ، وأنه كانَ في سنِّ 130 عامًا حين وُلد شيثُ، وأنه مات عن عمرٍ يناهزُ 930. وعلى الرغم من أن مدةَ حياتِه كانت أطولَ كثيرًا من مدةِ حياةِ البشرِ اليوم، لكنَّ هذه المدةَ مع ذلك قُدِّمَت باعتبارِها بياناتً تاريخية.

وهكذا، وفي ضوءِ نوعِ أدبِ السردِ القصصيّ لهذه الأصحاحات، وصيغةِ المواليدَ التي تستهلُّها، وتفاصيلَ حياةِ آدمَ، يمكننا أن نكونَ على يقينٍ من أن موسى أرادَ أن يُقرَأَ سفرُ التكوينِ 2-4 باعتبارِه تاريخًا. بكلماتٍ أخرى، أرادَ لقارئيه أن يصدقوا أن آدمَ وحواءَ كانا شخصيتين حقيقيتين تاريخيتين.

الآن وقد رأينا تاريخيةَ آدمَ وحواءَ في سفرِ التكوين، لنلتفتْ إلى أسفارٍ أخرى من العهدِ القديم.

العهد القديم

لم يرِد ذكرُ اسمَ حواءَ في أي موضعٍ آخر في العهدِ القديم. لكن ورد ذكرُ اسمِ آدمَ مرتين. في كلا المرتين، قُدِّم آدمُ باعتبارِه شخصيةً تاريخية. يردُ ذكرُهُ في بدايةِ سلسلةِ النسبِ في سفرِ 1 أخبارِ الأيامِ 1: 1 باعتبارِهِ الأبَ التاريخيَّ لشيثَ. ثم تتتَبَّع السلسلةُ المواليدَ من آدمَ وحتى الفترةِ التي أحاطتْ برجوعِ إسرائيلَ ويهوذا من السبيِ البابليّ، قربَ نهايةِ القرنِ السادسِ قبلَ الميلاد. وبالنسبةِ للمسبيين العائدين، كانت هناك أهميةٌ لوجودِ سلسلةِ نسبٍ تاريخيةٍ دقيقة، لأنها ساعدتهم على ترسيخِ أدوراِهِم الصحيحة، ومعرفةِ ميراثِهم في أرضِ الموعد. لم يَكُن من شأنِ سلسلةِ نسبٍ مؤسسةٍ على أسطورةٍ أن تُتَمِّمَ هذا الغرضَ، وبالتالي، لم يكن من شأنِها أن تكونَ مقنعةً لمستمعِي كاتبِ سفرِ أخبارِ الأيامِ الأصليين.

ونجدُ الذكرَ الآخرَ لآدمَ في سفرِ هوشع. يشبُّه هذا العددُ خطايا شعبِ إسرائيلَ التاريخي بخطيةِ آدم. استمع إلى سفرِ هوشع 6: 7:

وَلكِنَّهُمْ كَآدَمَ تَعَدَّوْا الْعَهْدَ. هُنَاكَ غَدَرُوا بِي (هوشع 6: 7).

يعتقدُ بعضُ المفسرين أن هذه إشارةٌ إلى مدينةٍ تُدعى آدم، وردَ ذكرُها في سفرِ يشوع 3: 16. لكن لم تَرد أيةُ إشارةٍ في سفرِ يشوع إلى ارتكابِ تلك المدينةِ للخطية. وهكذا، سيبدو من الغريبِ أن تُستخدم المدينةُ في هوشع كمثالٍ أو عبرةٍ – خاصةً وقد كانت خطيةُ أبينا الأول معروفةً جدًا، وكانت لها تلك التداعياتُ البشعة على البشرية. قد يَفترضُ آخرون أنه ليس بالضرورةِ أن يكونَ آدمَ شخصيةً تاريخية كي يسري هذا التشبيه. لكن كما سنرى في العهدِ الجديد، تكمُنُ أهميةُ العهدِ مع آدمَ فقط في كونِ هذا العهدِ تاريخيًّا.

الآنَ وقد تناولْنا تاريخيةَ آدمَ وحواءَ في سفرِ التكوين وفي بقيةِ العهدِ القديم، لنلتفتْ إلى العهدِ الجديد.

العهد الجديد

يتحدثُ العهدُ الجديد عن آدمَ عدةَ مراتٍ، وكثيرًا ما أَوْلَى كتّابُ العهدِ الجديد قدرًا كبيرًا من الأهميةِ اللاهوتية لتاريخيتِهِ. على سبيلِ المثال، في رسالةِ رومية 5: 12-21، أصرَّ بولُسُ على كونِ خطيةِ آدمَ هي السببُ وراءَ موتِ البشر. وإضافةً إلى ذلك، علَّم بأنَّ يسوعَ يخلصُ شعبَهُ الأمينَ من اللعنةِ التي نقاسي منها في آدم. يمكنُنا أن نرى تصريحاتٍ مماثلة في رسالةِ 1 كورنثوس 15: 22، 45. وهكذا إذًا، إن لم يكن آدمُ شخصيةً تاريخية، فممَّ يخلصُنا يسوع؟ وإن لم يوجد آدمُ تاريخيٌّ أخطأ في حقِّ الله، فلم يكن يلزمُنا إذًا موتٌ تاريخيٌّ ليسوعَ على الصليب.

أكد بولُسُ أيضًا على تاريخيةِ آدمَ في رسالةِ 1 تيموثاوس 2: 13-14، حيث قال إنَّ آدمَ جُبل قبل حواء، وإن حواءَ أخطأت قبلَ آدم. وبالمثلِ أيضًا، تَعتَبر رسالةُ يهوذا 14 سلاسلَ أنسابِ آدمَ ذاتَ موثوقيةٍ، إذْ تُحْصِي أخنوخ باعتبارِه السابعَ من آدم. وفي حقيقةِ الأمر، لم يوجد موضعٌ واحد سواءٌ في العهدِ القديم أو في العهدِ الجديد يفترضُ أن آدمَ لم يكن شخصيةً تاريخيةً حقيقية.

أعتقدُ أنَّ رفضَ تاريخيةِ آدمَ وحواء له تأثيراتٌ ضخمة على ما نؤمنُ به بشأنِ ما جاء يسوعُ المسيحُ ليعملَه. وبالتالي، فإنْ كان آدمُ وحواءُ مجردَ أسطورةٍ أو قصةٍ تم اختلاقُها – أيْ لم يوجدْ آدمُ وحواءُ حقيقيان تاريخيًا – فسيبدو منَ الحماقةِ حقًا أن يأتيَ اللهُ ويموتُ لأجلِ أسطورةٍ غيرِ حقيقيةٍ، وأعتقدُ، بالطبيعةِ، أننا بهذا نقوِّضُ أيضًا من تاريخيةِ يسوعَ المسيح، لأنَّنا حينَ نقرأُ على سبيلِ المثالِ كلماتِ الرسولِ بولُس، نجدُه يحبُّ دائمًا أن يستخدمَ التشبيهَ بأن الجميعَ ماتوا في آدمَ، بينما آدمُ الجديد، الذي هو يسوعُ المسيح، يهبُنا حياةً. وبالتالي، إنْ لمْ يوجدْ آدمُ قط، فهل يمكنُني أنْ أضعَ ثقتي في آدمَ الجديد؟ [ق. فوياني سيندو]

الآن وقد تناولْنا خلقَ الإنسانِ من خلالِ إجمالِ القصصِ الكتابيةِ والدفاعِ عن تاريخيةِ آدمَ وحواء، لنلتفتْ إلى سموِّ البشريّة.

السمو

كما ذكرنا قبلًا، يُعلِّم الكتابُ المقدسُ بوضوحٍ أن آدمَ وحواءَ خُلِقا كي يكونا في سموٍّ فوقَ بقيةِ خلائقَ اللهِ الأرضيّة. ربما نجدُ تلميحاتٍ لهذا في حقيقةِ ذكرِ سفرِ التكوينِ 1: 27 لخلقِ الإنسانِ في اليومِ السادسِ كعملٍ منفصلٍ عن خلقِ الحيوانات، باعتبارِه ذروةَ الخلق. وفي حقيقةِ الأمر، لم تتحولْ قصةُ الخلقِ من وصفِ الخليقةِ بكونِها “حسنةً” إلى وصفِها بكونِها “حسنةً جدًا” إلا بعدِ خلقِ الإنسانِ في سفرِ التكوينِ 1: 31. ربما نجدُ أيضًا تلميحاتٍ عن سموِّ البشريّةِ في سفرِ التكوينِ 2: 7 حيثُ يُقال عن آدمَ وحدَه بشكلٍ صريح إنه صارَ نفسًا حيّة عندما نفخَ اللهُ نسمةَ حياةٍ فيهِ.

لكننا نجدُ البرهانَ الحقيقيّ لسموِّ آدمَ وحواءَ فوقَ بقيةِ الخليقةِ في حقيقةِ خلقِ اللهِ لهما على صورتِهِ، وتعيينهِ لهما للتسلُّطِ على الخليقةِ نيابةً عنهُ. لنستمعْ مرةً ثانية إلى سفرِ التكوينِ 1: 27-28:

فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: “أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ” (التكوين 1: 27-28).

ذُكِرت هذه الفكرةُ نفسُها في مواضعَ أخرى مثلِ سفرِ التكوينِ 9: 2 وفي المزمورِ 8: 6-8.

خلقَ اللهُ البشرَ كي يعكسوا مجدَه وصفاتِهِ على نحوٍ ليس ممكنًا للخلائقَ الأخرى القيامُ به. وفي درسٍ لاحق، سنتناول مفهومَ صورةِ اللهِ بأكثرِ تفصيل. لكن يكفي الآنَ أن نقولَ إن كوننا صورةَ اللهِ يشبه كوننا لوحةً مرسومةً لله. في الشرقِ الأدنى القديم، كان الملوكُ ينصبون صورًا تذكاريّةً لهم في أنحاءِ ممالكِهِم كي يذَكِّروا مواطنيهم بإحسانِ الملكِ وعظمتِهِ. وهكذا أيضًا، يُعدُّ البشرُ صورًا تمثيليةً لله. فإن وجودَنا في حدِ ذاتِهِ يشيرُ إلى قوةِ اللهِ وصلاحِهِ. وإذ لم توصَفْ أيةُ خليقةٍ أخرى بأنها صورةُ الله، فلا خليقةَ أخرى تحملُ هذا الشرفَ العظيم، أو هذه الكرامةَ المتأصِّلةَ العظيمة.

عِلاوةً على ذلك، أقام اللهُ أبوينا الأولَيْن للتسلّطِ على كلِّ خليقةٍ أخرى. وبالتالي، فإن الإنسانَ ليس ساميًا بطبيعتِهِ فحسب، بل قد دُفع إلينا أيضًا دَوْرٌ سامٍ. فإن وظيفتَنا هي أن نُجريَ حكمَ اللهِ على الأرض. فقد أَوْكلَ اللهُ إدارةَ خليقتِهِ لنا، وليس لأيٍّ من الحيوانات. ونرى تأكيدًا على هذه الفكرةِ في سفرِ التكوينِ 2: 20، حيث مارسَ آدمُ سلطانَهُ على الحيواناتِ بأن دعاها بأسماء، وحيث لم يوجدْ أيُّ حيوانٍ كان يمكنُه أن يعينَه على تنفيذِ مهمتِهِ الموكلةِ له.

ولاحقًا، تؤكد الأسفارُ المقدسةُ على سموِّ البشريةِ إذ تضعُنا تقريبًا على مستوى الملائكةِ في الوقتِ الحاضر، وفي سموٍّ فوقَها في المستقبل. كما نقرأُ في المزمورِ 8: 5:

وَتَنْقُصَهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ (المزمور 8: 5).

أحدُ الأشياءِ الرائعةِ في المزمورِ الثامن، هي أنَّه يرددُ صدى ما يجري في تكوين 1: 26-28. فمن جهةٍ، يوجدُ الكثيرُ من الأشياءِ في الكتابِ المقدسِ التي تخبرُنا عن مقدارِ عظمةِ الله، وعن مدى اتساعِ الكَوْن، بل وتوجدُ نصوصٌ تخبرُنا بعظمةِ الكَوْن؛ وبأننا لسنا سوى شيء ضئيلٍ بالمقارنةِ به. إلا أن كلًّا من تكوينِ 1: 26، و28، ومزمورِ 8 يخبراننا عن تميُّزِ البشر، إذ أخذوا مكانةً خاصة في عالمِ الله، لكونِهم خُلِقوا على صورتِهِ. لسنا نجدُ تعبيرَ “مخلوقين على صورةِ الله” بشكلٍ محدد في مزمور 8، لكنَّنا نقرأ أنَّنا خُلقنا “قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ”، وأنَّنا أيضًا “مكللون بالمجد”، ثم يَرِد مرةً ثانية ذِكْر ما يفيدُ بأن البشرَ قد نالوا سيادةً على الخليقة وهذا ما يتكررُ في المزمورِ الثامن. وهكذا، يساعدُنا مزمور 8 بأن نرى أن اللهَ خلقَنا لأهميةٍ ومكانةٍ كبرى، ولغرضٍ عظيم. [د. فنسنت باكوت]

للأسف، حاولَ كثيرون اليومَ تبديدَ وإفسادَ التميُّزِ بينَ البشرِ والحيوانات. على سبيلِ المثال، يؤمن كثيرون بأن الجنسَ البشريَّ نتاجَ تطورٍ عارض. فبالنسبةِ لهم، يعدُّ الاختلافُ بينَ البشرِ والحيواناتِ هو في الأساسِ اختلافٌ تاريخيّ، تفسرُهُ بعضُ الأحماضِ النوويّة. وفي حينِ لا يزالُ هذا الرأيُ يقر سموِّ البشرِ عقليًا عن الحيوانات، لكنه مع هذا ينفي الكرامةَ المتأصلةَ التي لنا بصفتِنا صورةَ الله، ويحقِّرُ من سلطانِنا كحكَّامِ الخليقةِ الشرعيين.

وقد استجابَ الإنجيليون لهذه الادعاءاتِ بمختلفِ الطرق. فمن جهةٍ، يؤمنُ البعضُ منا بأن اللهَ خلق العالمَ في ستةِ أيامٍ شمسيّة. وكثيرون يؤمنون بأن آدمَ وحواءَ ربما خُلِقا منذ ما يقارب من ستةِ آلافِ عامٍ فحسب. لكن من الجهةِ المقابلة، يؤمنُ البعضُ منا بأن الخلقَ استغرقَ وقتًا أكثرَ من هذا، وأن آدمَ وحواءَ خُلقا منذ حواليِّ عشراتِ الآلافِ من السنوات، إن لم يكنْ أكثر. لكن، بغضِّ النظرِ عن الرأيِّ الذي نميلُ إليه، فإننا ينبغي أن نتفقَ جميعُنا على أن البشرَ خُلِقوا كي يكونوا أسمى من بقيةِ الخليقةِ في كلِ من كرامتِهِم وسلطانِهِم.

إلى الآن، قمنا في دراستِنا لِما كان عليهِ البشرُ “في البدءِ” بالتركيزِ على خلقِ أبوينا الأولين. والآن، لنلتفتُ إلى تكوينِ كياناتِنا.

  • دليل الدراسة
  • الكلمات المفتاحية

القسم الأول: الخليقة

1. نشجعك على أن تنسخ وتلصق أدلة الدراسة في ملف Wordجديد.
2. قم بمشاهدة الفيديو مع تدوين ملاحظاتك أسفل كل عنوانٍ من عناوين أدلة الدراسة.

الخطوط العريضة لتدوين الملاحظات

المقدمة

الخلق

أ. القصص الكتابية

ب. التاريخية

١. التكوين

٢. العهد القديم

٣. العهد الجديد

ج. السمو

أسئلة المراجعة

  1. ما هو المصطلح الذي يستخدمه اللاهوتيون كثيرًا حول عقيدة الإنسان؟
  2. ما هي “فرائض الخلق”؟
  3. كيف يشرح الدرس الفارق بين السردين المختلفين حول الخلق في التكوين 1 و 2 ؟
  4. بحسب الدرس، ما الفارق بين طريقة خلق الحيوانات والطريقة التي خُلق بها الإنسان؟
  5. ما هي الطريقة الفريدة التي خُلقت عليها حواء؟
  6. الإسم العبري لـ “الرجل” هو “إيش”، والإسم العبري لـ “المرأة” هو “________.”
  7. علام يدل تشابه إسمي “الرجل” و”المرأة”؟
  8. ما هي بعض الأدلة التي يقدمها الدرس لقبول أن قصة آدم وحواء هي تاريخ حقيقي؟
  9. “والآن، سيكون كافيًا القول أنه لكي تكون على صورة الله أن تكون__________.”
  10. في تاريخ الشرق الأدنى القديم، ما الذي كان يفعله الملوك ليُذكِّروا مواطنيهم بإحساناتهم وعظمتهم؟
  11. ما الذي فعله آدم في الجنة لكي يُظهر سموُّه على الحيوانات؟

 أسئلة تطبيقية

  1. كيف تؤثر قصة الخليقة على الطريقة التي ترى بها الناس؟ كيف تغير طريقة معاملتك للناس المختلفين، أو من قد يكونوا غير جذابين؟
  2. كيف تؤثر قصة الخلق على الطريقة التى ترى بها المرأة؟ والعلاقة بين الرجل والمرأة؟ ما هي الطرق التي تراهم بها متساوون؟ ما هي كيفية رؤيتك لمنظومة السلطة في الأسرة؟
  3. كيف تؤثر قصة الخلق على نظرتك للعلاقة بين البشر والحيونات؟ كيف يجب علينا أن نعامل الحيوانات؟ كيف يمكن مقارنة التعليم الكتابي بالنظرات التي كثيرًا ما يتم التعبير عنها في المجتمع المعاصر؟
  4. ما الذي تتوقع أن تتعلّمه من هذه المادة؟ ما أهمية ذلك بالنسبة لك؟
AJAX progress indicator
Search: (clear)
  • إلّيه توليدوت
    عبارة عبرية (مترجمة بحروف عربية) تعني "هذِهِ مَبَادِئُ" أو "هذه مواليد".
  • الضامن
    الشخص الذي يضمن دفع دَين شخص آخر عن طريق أنه يصبح مسؤولًا قانونيًا عن دَين الآخر.
  • العهد
    اتفاق قانوني مُلزم يُقطع بين شخصين أو مجموعتين من الناس، أو بين الله وشخص أو مجموعة من الأشخاص.
  • النعمة التي لا تُقاوم
    نعمة من الروح القدس والتي تضمن أن من يختار أن يخلصهم سيختارون طريق الخلاص.
  • بروتو-ايفانجيليون
    أو بروتوايفانجيليوم؛ تعبير لاهوتي "للإنجيل الأول" أو الوعد الأول للفداء الموجود في التكوين 3: 15.
  • بيريت
    مصطلح عبري (مترجم بحروف عربية) يتُرجم عادة "عهد".
  • دياثيكي
    مصطلح يوناني (مترجم بحروف عربية) يعني "عهد".
  • فرائض الخلق
    المتطلبات أو الأوامر الأدبية التي وضَعَتْها أعمالُ اللهِ الأولى في الخلق.
  • نعمة استباقية
    نعمة من الروح القدس تأتي قبل الإيمان الذي يُخلّص وتمكننا من اختيار طريق الخلاص.
  • الأنثروبولوجي
    مصطلح لاهوتي لدراسة الإنسان أو العقيدة عن الإنسان.
  • التقسيمُ الثنائيّ
    أو Dichotomy؛ ويعني التقسيم إلى جزئين. في اللاهوت تعني: العقيدة التي تُعلم بأن البشر يتكونون من جزئين (الجسد والنفس)؛ تُسمى أيضًا "التفريع الثنائي".
  • إيش
    مصطلح عبري (مترجم بحروف عربية) ويعني رجل.
  • إيشاه
    مصطلح عبري (مترجم بحروف عربية) ويعني امرأة.
  • التقسيم الثلاثي
    أو Trichotomy؛ وهو التقسيم إلى ثلاثة أجزاء؛ في اللاهوت، هي العقيدة القائلة بأن البشر يتكونون من ثلاثة أجزاء (الجسد، والنفس، والروح). تُسمى أيضًا "التفريع الثلاثي".
الاختباراتالحالة
1

من هو الإنسان؟ – الدرس الأول – الامتحان الأول

‫القسم ‫السابق

انجازك في الدورة

محتوى الدورة الدراسية

ابدأ هنا- مخطط الدورة الدراسية
الدرس الأول: في البدء
  • التحضير للدرس الأول
  • من هو الإنسان؟ – الدرس الأول – القسم الأول
  • من هو الإنسان؟ - الدرس الأول - القسم الثاني
  • من هو الإنسان؟ - الدرس الأول - القسم الثالث
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس الثاني: صورة الله
  • التحضير للدرس الثاني
  • من هو الإنسان؟ - الدرس الثاني - القسم الأول
  • من هو الإنسان؟ – الدرس الثاني – القسم الثاني
  • من هو الإنسان؟ – الدرس الثاني – القسم الثالث
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس الثالث: لعنة الخطية
  • التحضير للدرس الثالث
  • من هو الإنسان؟ – الدرس الثالث – القسم الأول
  • من هو الإنسان؟ - الدرس الثالث - القسم الثاني
  • من هو الإنسان؟ - الدرس الثالث - القسم الثالث
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس الرابع: عهد النعمة
  • التحضير للدرس الرابع
  • من هو الإنسان؟ – الدرس الرابع – القسم الأول
  • من هو الإنسان؟ – الدرس الرابع – القسم الثاني
  • من هو الإنسان؟ – الدرس الرابع – القسم الثالث
  • من هو الإنسان؟ – الدرس الرابع – القسم الرابع
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس الخامس: القراءات المطلوبة
  • متطلبات القراءة 1
  • متطلبات القراءة 2
  • متطلبات القراءة 3
العودة إلى من هو الإنسان؟

Copyright © 2021 · Education Pro 100fold on Genesis Framework · WordPress · Log in