مساقات عبر الإنترنت Online Courses

  • التسجيل
  • تسجيل الدخول
الرئيسية / الدورات الدراسية / نؤمن بيسوع / الدرس الرابع: الكاهن

نؤمن بيسوع – الدرس الرابع – القسم الثالث

تقدم القسم:
← العودة إلى الدرس
  • الفيديو
  • الملف الصوتي
  • النص

التطبيق المعاصر
الذبيحة
الثقة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aJES04_13.mp4
موضوعات ذات صلة
What was the main point of Jesus' High Priestly Prayer?

الخدمة
العبادة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aJES04_14.mp4
موضوعات ذات صلة
Can true believers lack confidence and doubt their salvation?

المصالحة
السلام

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aJES04_15.mp4
موضوعات ذات صلة
If we have peace with God, why does he still discipline us?

الوحدة
الرسالة
التشفع
نتوسل

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aJES04_16.mp4

ندافع
الخاتمة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aJES04_17.mp4
موضوعات ذات صلة
How do Christians minister to God in his heavenly temple?
  • التطبيق المعاصر
    الذبيحة
    الثقة
  • الخدمة
    العبادة
  • المصالحة
    السلام
  • الوحدة
    الرسالة
    التشفع
    نتوسل
  • ندافع
    الخاتمة

التطبيق المعاصر
الذبيحة
الثقة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aJES04_13.mp3
موضوعات ذات صلة
What was the main point of Jesus' High Priestly Prayer?

الخدمة
العبادة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aJES04_14.mp3
موضوعات ذات صلة
Can true believers lack confidence and doubt their salvation?

المصالحة
السلام

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aJES04_15.mp3
موضوعات ذات صلة
If we have peace with God, why does he still discipline us?

الوحدة
الرسالة
التشفع
نتوسل

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aJES04_16.mp3

ندافع
الخاتمة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aJES04_17.mp3
موضوعات ذات صلة
How do Christians minister to God in his heavenly temple?
  • التطبيق المعاصر
    الذبيحة
    الثقة
  • الخدمة
    العبادة
  • المصالحة
    السلام
  • الوحدة
    الرسالة
    التشفع
    نتوسل
  • ندافع
    الخاتمة

التطبيق المعاصر

إحدى الطرق المناسبة للنظر إلى التطبيق المعاصر لعمل المسيح الكهنوتي يمكن رؤيتها في كتاب وستمنستر للتعليم الديني الموجز، الجواب رقم خمسة وعشرين، الذي يقول:

يتمِّم يسوع وظيفة الكاهن، في تقديم نفسه ذبيحة للوفاء بمطالب العدل الإلهي، ومصالحتنا مع الله، وفي تشفُّعه المستمرّ لأجلنا.

في هذا الجواب، يلخِّص كتاب التعليم الديني عمل المسيح الكهنوتي من زاوية خدمته للمؤمنين. وهو يذكر ثلاث نواحٍ على الأقل في هذا العمل. أولاً، يتكلم عن خدمة يسوع في تقديم نفسه ذبيحة. ثانياً، يقول إن الذبيحة الكاملة التي قدّمها فعّلت المصالَحة بين الله والمؤمنين. وثالثاً، يذكر تشفُّعه المستمرّ ما بين المؤمنين والله.

سنتتبع في معالجتنا للتطبيق المعاصر لوظيفة يسوع الكهنوتية نقاط تشديد “كتاب وستمنستر للتعليم الديني الموجز”. فأولاً، سننظر إلى ذبيحة المسيح. ثانياً، سنركِّز على عمل المُصالَحة. وثالثاً، سننظر إلى تطبيق تشفُّع يسوع. ولنبدأ أولاً بالحديث عن الذبيحة.

الذبيحة

سندرس أولاً تطبيق ذبيحة المسيح بالنظر إلى ثلاث استجابات ينبغي أن تكون لدينا: الثقة بمنحه إيانا الخلاصَ؛ والخدمة الأمينة له وللذين يحبّهم؛ والعبادة. ولنبدأ بالنظر إلى موضوع الثقة.

الثقة

يعلِّم الكتاب المُقدَّس أن ذبيحة المسيح على الصليب هي القاعدة الفاعلة الوحيدة لهبة الخلاص من الله. مات المسيح على الصليب ليخلِّص الخطاة. وباستخدام مفرداتٍ درسناها مُسبقاً في هذا الدرس، أرضى يسوع الله، أي أوفى بمطالب عدل الله وغضبه ليزيل ذنب كل واحدٍ يؤمن به.

وهذا الإيمان أمرٌ أساسي. فحتى ننال غفران الخطايا الذي يقدِّمه المسيح، علينا أن نثق به، وبه “وحده”. ينبغي أن نؤمن أنه ابن الله الذي مات لأجل خطايانا، وأننا نحصل على الغفران فقط بسبب الذبيحة التي قدّمها لأجلنا. ويتكلّم الكتاب المُقدس عن هذا الإيمان والثقة في مقاطع مثل يوحنا 20: 31، ورومية 10: 9-10، رسالة 1 يوحنا 4: 14-16.

ينبغي لأتباع المسيح أن يثقوا ويؤمنوا أن خلاصهم يعتمد على ذبيحة يسوع، وبأنه أمرٌ حقيقي وفاعل اليوم فقط بسبب عمل المسيح. ولا أحد غيره يستطيع أن يخلِّصنا. كما نادى بطرس في أعمال 4: 12:

وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ. (أعمال الرسل 4: 12)

لا نستطيع أن نكتسب الخلاص اكتساباً. وليس من كنيسة أو قديس يستطيع منحه لنا. علينا ألا نثق إلا باستحقاقات المسيح وذبيحته لأجل خلاصنا.

حين نضع ثقتنا بيسوع وحده، يمكننا أن نتمتّع بالثقة والفرح أمام الله. عمل يسوع كلَّ شيءٍ أمره الآب بعمله بكل أمانة. ويمكننا أن نكون على يقين بأنه سيعمل بأمانة كل ما وعدنا به أيضاً. كما نقرأ في عبرانيين 10: 19-22:

فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى “الأَقْدَاسِ” بِدَمِ يَسُوعَ … وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بَيْتِ اللهِ، لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ. (عبرانيين 10: 19-22)

الثقة المذكورة هنا هي الإيمان. إنّها الاعتقاد الراسخ بأن ذبيحة يسوع كافية للتكفير عن خطيتنا وبأنه لا يمكن لكفارته أن تعجز عن تخليصنا.

إحدى العلامات على أنّنا حصلنا على الخلاص هي شعورنا بأنّنا خلصنا. هو شعورنا بأنّنا أصبحنا جزءاً من عائلة الله. يقول الكتاب المقدّس إنّ الروح القدس يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله. وبالتالي، إنّ أولاد الله الحقيقيين لديهم ذلك الشعور بالتبني. لكن ذلك لا يعني أنّنا لن نمرّ بأوقات تتأرجح فيها درجة يقيننا وثقتنا في خلاصنا. نريد أن ننمو في هذه الثقة، لكنّها طبعاً قد تقوى حيناً وتضعف حيناً آخر. من الضروري أن نسعى إلى فهم الإنجيل، أن نعظ أنفسنا يوميّاً حتّى يتسنّى لنا فهم ما صنع المسيح لأجلنا حين عاش مثلنا في الجسد، وان يساعد أحدنا الآخر. هذا ما نفعله في الشركة، يساعد أحدنا الآخر ليكون أكثر ثقة في تبنّي الآب لنا، في خلاصنا وغفران خطايانا، والروح القدس يوضح لنا هذه الحقيقة فيما نحن جالسون نصغي إلى تعليم الكتاب المقدس وننمو في ثقتنا بالمسيح وبما صنعه لأجلنا. فإنّ الثقة في الخلاص قد تقوى وتضعف في حياة كلّ مؤمن من يومٍ إلى آخر، لكن على هذه الثقة أن تستمرّ في النمو على مرّ الوقت. [د. إريك ثيونيس]

هل يمكن للمؤمنين الحقيقيين أن يشكّوا في خلاصهم؟ بكلّ تأكيد. ويرى المرء أمثلة على ذلك في الكتاب المقدس. وأعتقد أنّكم ترونها في حالة إيليا حين جلس تحت رتمة، نراها في بعض مزامير داود التي فيها الكثير من النواح وهو يطرح أسئلة عن علاقته بالله. أعتقد أنّكم ترونها في سيرة حياة بطرس، ربّما مباشرةً بعد حادثة إنكاره، حين خرج وبكى. طبعاً، يمكن للمؤمنين الحقيقيين أن يشكّوا في خلاصهم. أتعلمون؟ إنّ خلاصنا ليس مرتبطاً بدرجة الثقة التي لدينا بالنسبة لخلاصنا. أحياناً في بعض الأوساط الإنجيليّة، نذهب في هذا الاتجاه. نطلب من الناس أن يعطوا شهادتهم: أنا لديّ شهادة، حصل لي تغيير كلّي على غرار ما حصل مع بولس، من حيث إنّه كان تغييراً فجائيّاً ودراماتيكيّاً. أستطيع أن أعطيك شهادتي في ساعةٍ وفي دقيقةٍ إن ضغطت عليّ. كان هناك وقتٌ لم أكن أؤمن فيه بوجود المسيح أو آبه لوجوده. وفي غضون أربعٍ وعشرين ساعة، آمنت انّه ابن الله وأنّه مخلّصي. لكنّنا مخلّصٌون بالنعمة، بالإيمان بعمل المسيح الكامل، بالعمل الذي تمّمه المسيح وحده، وليس بمقدار الثقة التي لدينا. هناك أمورٌ شتّى يمكن أن تسلب منّا ثقتنا. كبعض الأحداث القاتمة المفاجئة، كأن يأخذ الله المرأة أو الرجل الأحبّ إلى قلبنا في هذا العالم، أمرٌ كهذا من الممكن أن يخضّنا. أحياناً تكون الأسباب جسديّة أو نفسيّة جسديّة. فبعض الناس يميلون إلى رؤية النصف الفارغ من الكأس. هم مشككون بالفطرة. جميعنا نعرف متشائمين في العالم، وأعتقد أنّني واحدٌ منهم، متشائمين يتجهون إلى طرح أسئلةً من هذا النوع. هناك عوامل، عوامل إلهيّة، فمثلاً جاء في إقرار إيمان وستمنستر في القرن السابع عشر اقتراحٌ يقول إنّ الله أحياناً يشيح بنور وجهه عنّا، تاركاً مسافةً بيننا وبينه ليجعلنا نرغب به أكثر، وهكذا فإنّ هذا الشوق إليه ينمِّي فينا إيماننا ويجعلنا في النهاية نترسخ في إيماننا. بالطبع ليست هذه تجربة سارّة. لكنّ الأهل يقومون بذلك أحياناً. نراهم يفلتون من أيديهم طفلهم وهو يسير أولى خطواته. إنّهم هنا، مستعدّون لالتقاطه إذا وقع، لكنّهم يتركونه وحده للحظة. والله يقوم معنا بأمرٍ مماثل، يجعلنا نشتاق إليه ونتيجةً لذلك، نحن ننمو بإيماننا به. [د. ديريك توماس]

والآن، بعد أن نظرنا إلى استجابة الثقة تجاه ذبيحة المسيح، لننتقل إلى الخدمة التي ينبغي أن تشجِّعنا ذبيحته على عمله.

الخدمة

يعلِّم الكتاب المُقدس أن ذبيحة المسيح لأجلنا ينبغي أن تُلهِمنا وتشجِّعنا على أن نخدمه بكل أمانة. وفي رومية 6، يوضِّح بولس هذا الأمر جيداً، لأنّ يسوعَ مات ليخلِّصنا، فإننا مدينون بأن نُحِبَّه ونطيعه. هو مات ليعطينا حياةً جديدة، حياةً متحرِّرةً من سيادة الخطية. وإحدى الطرق التي بها يمكننا التعبير عن شكرنا على هذا الخلاص هي أن نحارب الخطية في حياتنا، ونرفض الخضوع لها ثانيةً. كما كتب بولس في رومية 6: 2-4:

نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟… فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ. (رومية 6: 2-4)

جزءٌ من هدف موت المسيح هو تحريرنا من سيادة الخطية وسيطرتها. والاستجابة المناسبة الوحيدة لتلك الذبيحة هي العيش بطرقٍ تُرضيه.

كما يذكر الكتاب المُقدَّس طرقاً أخرى يمكننا بها أن نخدم المسيح استجابةً لذبيحته العظيمة. واضح أنّ علينا أن نتبع مثال المسيح بالاستعداد للتألُّم، بل والموت لأجل مقاصده وأهدافه. وفي الحقيقة، إن مقاطع مثل أعمال 5: 41، وفيلبّي 1: 29 تشير إلى أن التألّم لأجل المسيح امتياز وإكرام عظيمَان وبركة سامية.

كما يشجِّعنا الكتاب المُقدَّس على أن نخدم المسيح بالتضحية بأنفسنا لأجل الناس الذين مات المسيح لأجلهم. فهو يعلِّمنا في أفسس 4: 32-5: 2 بأن نكون صبورين وعطوفين ومتسامحين بعضنا نحو بعض. وهو يعلِّمنا أن نضحّي بحرياتنا ونتخلّى عنها لأجل الأضعف منا في الإيمان، وذلك في رومية 14، و1 كورنثوس الأولى 8، بل إنَّه يأمرنا بأن نبذل حياتنا، مثلما فعل يسوع المسيح لأجل المؤمنين الآخرين. كما كتب يوحنا في رسالته الأولى 3: 16:

بِهَذَا قَدْ عَرَفْنَا الْمَحَبَّةَ: أَنَّ ذَاكَ وَضَعَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، فَنَحْنُ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَضَعَ نُفُوسَنَا لأَجْلِ الإِخْوَةِ. (1 يوحنا 3: 16)

ذبيحة المسيح الكفارية الواحدة والكاملة على الصليب كانت كافيةً تماماً للغرض المقصود، أي أن يحمل في نفسه عقاب الله العادل على خطايانا. لا يمكننا أن نكفِّر عن خطايانا، فكم بالحري التكفير عن إنسانٍ آخر. ولكننا نستطيع أن نتبع مثال يسوع في بذل حياتنا لأجل الآخرين.

وإن كان ينبغي أن نكون مستعدّين للموت لأجلهم، لا بد أن نكون أيضاً مستعدين لتقديم تضحيات أقل لأجلهم، بحيث نعطيهم جزءاً يسيراً من وقتنا ومالنا وراحتنا وأملاكنا لنخدمهم بها.

يَسْهُلُ الكلامُ عَنْ أَهَمِّيَّةِ مَحَبَّةِ الآخَرينَ والتَضْحِيَةِ لِأجْلِهِم. لكنْ يَصْعَبُ عَلَيْنا أنْ نَعيشَ هَذِهِ الأفكارَ ونُطَبِّقَها. حتّى نُحِبَّ الناسَ بِشَكْلٍ صَحيحٍ، عَلَيْنا أنْ نُضَحِّيَ بِأَشْياءَ غَاليةٍ عَلَيْنا: مثلِ وَقْتِنا، أمْوالِنا، وراحَتِنا. هذه بَعْضٌ مِنَ التَضْحِياتِ الضَرورِيَّةِ التي نُظْهِرُ مِنْ خِلالِها مَحَبَّتَنا لِلآخَرين. يَصْعَبُ عَلَيْنا أنْ نُعْطيَ لِمَلَكوتِ اللهِ وبِرِّهِ قيمَةً أعظَمَ مِنْ راحَتِنا. حِينَ لا نَميلُ لِلتَضْحِيَةِ لِأجْلِ المَلَكوتِ، تَفوتُنا حَقيقَةٌ مُهِمَّةٌ: بِتَقْديمِنا هَذِهِ التَضْحياتِ نَحْصُلُ على ما هو أعْظَمَ مِنْ هَذه التَضْحِياتِ نَفْسِها. فَنَحْنُ نَحْصُلُ عَلى فُرْصَةِ عِبادَةِ اللهِ ورُؤيَةِ مَلَكوتِهِ يَمْتَدُّ في هذا العالَمِ مِنْ خِلالِ بَذْلِ حَياتِنا وأنْفُسِنا لِأجْلِ الآخَرين.

نظرنا حتى الآن إلى الثقة، والخدمة باعتبارهما تطبيقين معاصرين لذبيحة المسيح. ولنوجِّه انتباهنا الآن للحديث عن العبادة.

العبادة

كثيراً ما نجد أنفسنا كمؤمنين مُدفوعين لعبادة يسوع حين نفكِّر بما عمله لأجلنا على الصليب. تُلهِمنا ذبيحته وتشجِّع قلوبنا على أن نسبِّحه على محبته العظيمة التي أظهرها لنا. وهي تدفعنا لأن نشكره بشكلٍ متكرِّر على بركة الخلاص العظيمة التي اشتراها وأمّنها لنا بحياته.

وينبغي لذبيحة يسوع وتضحيته أن تدفعنا لعبادة الآب والروح القدس. فبحسب مقاطع كتابية مثل يوحنا 14: 31، كانت ذبيحة المسيح هي خطّة الآب. وعبرانيين 9: 14 تعلِّمنا أن يسوع قدّم ذبيحته من خلال قوة الروح القدس. وهكذا، تدفعنا ذبيحة يسوع وتضحيته إلى تسبيح الآب والروح القدس.

وبالإضافة إلى تحفيز ذبيحة المسيح لنا على العبادة، فإنهّا تمثل مثالاً لنا في العبادة. استمع إلى ما كتبه الرسول بولس في رومية 12: 1:

فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. (رومية 12: 1)

يثير هذا المقطع سؤالين: أولاً، كيف كان موت المسيح على الصليب عمل عبادة؟ وثانياً، كيف يمكننا أن نتّخذ من موته على الصليب نموذجاً لنا في العبادة؟

في الإجابة عن السؤال الأول، موت المسيح على الصليب كان عمل عبادة لأنّه تمّم رموز وظلال العهد القديم المتعلقة بالذبائح. كانت عبادة الله في العهد القديم تتمحور حولَ الذبيحة. وعبرانيين 9 تعلِّمنا أن ذبيحة يسوع كانت الحقيقة التي كانت كل ذبائح العهد القديم تشير إليها. كما أنّها تُخبِرنا بأن يسوع لم يضحِّ لأجلنا ضَعْفاً أو استسلاماً، ولكنّه قدّم نفسه بكل إرادةٍ وتصميم. كان يسوع رئيس الكهنة الذي اتّبع أنظمة العبادة الخاصّة في العهد القديم، وقدّم نفسه لله كعمل عبادة مُضحّية. ولهذا، فإن تضحياتنا تشكِّل هي الأخرى أعمال عبادة.

ولكن كيف يمكننا أن نعبد على مثال ذبيحة المسيح وتضحيته؟ ما نوع أعمال التضحية التي علينا تقديمها؟ يشير الكتاب المُقدَّس إلى أشياء كثيرة يمكننا عملها مما يعتبره الله تضحيةً. كما رأينا، تخبِرنا رومية 12: 1 أن إحدى الطرق التي بها نستطيع التمثُّل بذبيحة المسيح هي بتقديم أجسادنا لله. ولكن العدد الثاني يكمِل ويشرح معنى هذا: علينا ألا نسلك سلوكاً شبيهاً بسلوك العالم، بل علينا أن نسمح لأذهاننا المُجدَّدة في المسيح بأن تقودنا في أنماط سلوكنا الجديدة. علينا أن نمتنع عن الاستخدامات الآثمة لأجسادنا، وأن نسلك بطرقٍ جديدة تكرِم الله.

تعلِّمنا رسالة أفسس 5: 1-2 طريقةً أخرى نتمثّل من خلالها بذبيحة المسيح، وهي بأن نعيش حياة المحبة. كان موت المسيح على الصليب أسمى أعمال المحبّة. ولذا، حين نتعامل باللطف والشفقة والرحمة بعضنا مع بعض فإننا نعيش حياتنا على مثال ذبيحة محبة المسيح.

وتقدِّم فيلبي 4: 18 طريقةً ثالثة يمكننا بها عبادة الله من خلال ذبيحة تضحيتنا: بإعطائنا مالنا وما لدينا ووقتنا لمساعدة المؤمنين الآخرين. قال بولس لأهل كنيسة فيلبّي إن عطاياهم له كانت قرابين مُقدَّمة لله لأنّها كانت مكلفة بالنسبة إليهم، ولأنّهم بها أفادوا الذين يحبُّهم الله. والآن، هذه الطرق الثلاث ليست قائمةً شاملةً بالطرق الممكنة لعبادة الله من خلال التضحية. ولكنّها نقطة بداية جيدة لنا لنتبع بها خطوات يسوع في عبادة الله من خلال التضحيّة المُحِبة.

بعد أن نظرنا إلى بعض الطرق التي يمكننا بها تطبيق ذبيحة المسيح في حياتنا عملياً، صِرنا مستعدّين لأن نرى كيف ينبغي لمصالحته الكهنوتية أن تؤثِّر في حياتنا.

المصالحة

سننظر إلى التطبيق المعاصر لعمل المصالَحة الذي أتمّه المسيح بعمله الكهنوتي، وذلك في ثلاث نواحٍ. أولاً، سنرى أن هذا العمل أعطانا السلام مع الله. ثانياً، سننظر إلى الوحدة التي يعزّزها هذا العمل. وثالثاً، سننظر إلى الرسالة التي يوكِلها إلينا. لننظر أولاً إلى سلامنا مع الله.

السلام

حين يصالحنا يسوع مع الله، فإنّه يجعلنا في سلام مع الله. قبل المصالحة، جعلنا تمرُّدنا وعصياننا على الله أعداءً له، كما نقرأ في مقاطع مثل رومية 5: 10، وأفسس 2: 2. في ذلك الوقت، كُنّا نستحق عدل الله وعقابه. ولكن بمصالحتنا مع الله، أنهى يسوع حالة العداوة هذه. فقد أوفى بمطالب عدل الله وأبطل عقابه، وأحلَّ السلامَ بيننا وبين الله.

والآن، بعد أن كُنّا أعداءً لله، صرنا أولاده الذين يُحبّهم ومواطنين أمناء في ملكوته. هذا يعني أننا لسنا مُضطرين أن نخاف الله كما نخاف الأعداء. ولم يعُد علينا أن نفكِّر بأنه يريد أن يُهلِكنا. حياتنا مخفية في المسيح، ولذا، فإنّ السلام القائم بين الله الآب والله الابن هو موجود أيضاً بيننا وبين الله. وينبغي لهذا النوع من السلام أن يحرِّك قلوبنا لتسبِّح، وأيدينا لتعمل، وأذهاننا لتسعى للمعرفة أكثر وأكثر عن إلهِنا العظيم. استمع إلى ما يقوله الرسول بولس عن هذا الأمر في كولوسي 1: 19-22:

لأَنَّهُ فِيهِ [يسوع] سُرَّ انْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ، وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ … وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً اجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى امَامَهُ. (كولوسي 1: 19-22)

إنّ مسألة أنّ ” لنا سلاماً مع الله”، لا جدل فيها، هي واضحة كلّ الوضوح. ما الغاية إذاً من تأديب أولاده، تأديب المؤمنين؟ أظنّ أنّ الجواب هو بكلّ بساطة لأنّه يحبّنا. أن يكون لنا سلامٌ مع الله يعني أنّنا استرجعنا علاقتنا به؟ لقد خُلقنا لنعرف الله، ونخدمه، ونحبّه، ونطيعه، ونعرفه عن كثب. لكنّ خطايانا سلختنا عن ذلك كلّه. والخلاص أعادنا مجدّداً-السلام، والمصالحة، وصورٌ أخرى أيضاً تعبّر عن الخلاص-أعادنا وصار لنا الآن علاقةٌ به. عندما نخطئ هو يحبّنا لدرجة انّه لا يسمح لنا أن نبتعد عنه، بل يؤدبنا ويردّنا إليه. وهذه هي الصورة التي يصوّرها الكتاب المقدّس، تأديب الأب لولده. فأنا لا أكون اهتمّ بأولادي وأحبّهم إن تركتهم يقومون بما يؤذيهم، بأمورٍ لا تتوافق مع ما أمرتهم به. إنّ أبانا الذي في السماء، يؤدبنا من خلال الرب يسوع المسيح لكي نصير على صورة المسيح. فذلك لصالحنا. وبالتالي علينا أن نقلق إن كنّا لا نختبر تأديب الله. فالتأديب ليس أمراً مكروهاً بل على العكس إنّ التأديب أمرٌ جيّدٌ، يدلّ بشكلٍ واضح على محبّة الله لأولاده. [د. ستيفين وِلَم]

ينبغي للسلام الذي لنا مع الله أن يحرّك قلوبنا لنسبِّحه ونشكره على إحسانه العظيم نحونا. وينبغي أن يشجّعنا هذا السلام لنتكلّم إلى الله ونتحدث عن صفاته في الصلاة. كما ينبغي أن يدفعنا للتأمُّل بالأمور العظيمة التي عملها في حياتنا، ونفكِّر بطرقٍ جديدة يمكننا أن نعبِّر من خلالها عن محبتنا له ونطيعه. كما ينبغي أن يضع فينا الرغبة لنشجع الذين حولنا بتذكيرهم بالسلام الذي يتمتَّع به المؤمنون مع الله، ونخبِّر غير المؤمنين بأنّهم هم أيضاً يستطيعون أن يتصالحوا مع الله.

كما ينبغي لسلامنا مع الله أن يدفع أيدينا إلى العمل. ينبغي أن نكون في علاقة سلام مع الآخرين. وينبغي أن نُظهِر بركات ملكوت الله المُتّصِف بالسلام والمُصالحة من خلال العدالة الأخلاقية والاجتماعية والعناية بالمحتاجين والمساكين. وينبغي أن نقدِّم المشورة والتعزية لأصحاب القلوب المجروحة والمكسورة لانعدام وجود السلام والبركة في حياتهم.

كما ينبغي لسلام الله في حياتنا أن يدفعنا للمعرفة أكثر فأكثر عن إلهِنا ومخلِّصنا العظيم وفهمه أكثر فأكثر أيضاً. تُخبِرنا كلمته بأنه ينبغي أن تتغيَّر أذهاننا لتشاكِل طريقة الله في التفكير، وأن نسترخي بسلامٍ وهناء في كفايته، غير قلقين من إمكانية أن يتركنا الله للعالم، ولكنْ بأنْ نبقى واثقين بمعرفة أنّه يُحِّبنا ويهتمّ بنا.

الطريقة الثانية التي يمكن بها أن نطبِّق في حياتنا خدمة المُصالَحة الكهنوتية التي أجراها يسوع هي في إظهار الانسجام والوحدة في شعب الله.

الوحدة

أحد المواضيع المتكرِّرة في العهد الجديد فكرة أن الذين يحبّون الله سيحبون الناس الذين يحبُّهم الله. كما نقرأ في 1 يوحنا 4: 21:

مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضاً. (1 يوحنا 4: 21)

حين يتصالح الله مع شخصٍ ما، ينبغي لنا أن نتصالَح نحنُ أيضاً مع ذلك الشخص.

لهذا حثّ الرسول بولس قراءه على أن يدرِكوا القيمة العظيمة للمُصالَحة التي نالوها من الله، وأن يعبِّروا عنها بالوحدة مع المؤمنين الآخرين. وفي الكنيسة الأولى، طبَّق الرسول هذه الفكرة على العلاقة المتوتِّرة ما بين اليهود والأمم في الكنيسة. استمع إلى ما قاله الرسول بولس في أفسس 2: 13-16:

وَلَكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ … لِكَيْ يَخْلُقَ الِاثْنَيْنِ [اليهود والأمم] فِي نَفْسِهِ إِنْسَاناً وَاحِداً جَدِيداً، صَانِعاً سَلاَماً، وَيُصَالِحَ الِاثْنَيْنِ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ، قَاتِلاً الْعَدَاوَةَ بِهِ. (أفسس 2: 13-16)

كما نجد تشديداً شبيهاً على الوحدة في مقاطع مثل يوحنا 17: 23، ورومية 15: 5، وأفسس 4: 3-13.

نادراً ما تواجه الكنيسة المعاصرة قضية العلاقة الصحيحة بين اليهود والأمم. ولكنّ لدينا مشاكل شبيهة بهذه المشكلة. فنحنُ نعاني من العداءات العرقية والقومية بين المؤمنين. وتستطيع خدمة يسوع في المصالحة أن تساعدنا في السعي إلى الوحدة في هذه النواحي. كلّنا تصالحنا مع الله وتصالحنا بعضنا مع بعض من خلال اتّحادنا بيسوع المسيح. وينبغي التعبير عن هذه الوحدة في علاقاتنا في الكنيسة. ينبغي للمصالَحة أن تجعلنا نرغب بقصد الله بكنيسةٍ مُوحَّدة ونسعى إلى تحقيقة، مع أن هذا قد يعني أحياناً ترك الأمور التي تميِّزنا عن الآخرين.

بالإضافة إلى السلام والوحدة، يمكننا أن نرى تطبيقاً ثالثاً لخدمة مصالحة يسوع الكهنوتية، وهو أنّنا أعطينا رسالة تتميم خدمة المُصالحة في العالم.

الرسالة

خدمة مصالحة يسوع الكهنوتية غير مكتمِلة بعدُ. فقد أسست ذبيحته المصالَحة وضمنتها، ولكن تلك المُصالَحة لم تصل إلى كل العالم بعدُ. ولذا، في هذه المرحلة من التاريخ، عيَّن يسوع الكنيسة لتنشر خدمة المصالحة التي وفَّرها بذبيحته. نحنُ سفراء مصالحته، وعملنا هو إعلان بشارة الإنجيل التي بها يتصالَح الخطاة مع الله. استمع إلى الطريقة التي يصف بها بولس رسالته في 2 كورنثوس 5: 18-20:

الله … صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ، أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعاً فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ. إِذاً نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ. (2 كورنثوس 5: 18-20)

المناداة بالمصالحة مع الله لا تزال خدمة ضرورية وأساسية للكنيسة. يقول الرسول بولس لمؤمني كورنثوس إن الله صالحنا لنفسه من خلال المسيح، وأنه مستمرّ في مصالحة كل العالم إلى نفسه. ومسؤوليتنا، كأتباع المسيح وتلاميذه، أن نُعلِن هذه الرسالة إلى الآخرين، حتى يمكِنهم أن يتصالحوا مع الله من خلال المسيح. ونحنُ نعمل هذا بشكلٍ أساسي بإعلان الأخبار السارة بأنه من خلال حياة يسوع وموته وقيامته وصعوده، يمكن للخطاة أن يجدوا السلام مع الله.

بعد أن نظرنا إلى خدمة يسوع الكهنوتية باعتبارها ذبيحة ومصالحة، علينا الآن أن نتحوَّل إلى التطبيق المعاصر لخدمة تشفُّع يسوع الكهنوتي.

التشفع

سندرس التطبيق المعاصر لتشفُّع يسوع الكهنوتي ضمن جزأين أو عنوانَين. أولاً، سنرى أن خدمته هذه تمكِّننا من أن نتوسَّل ونتضرَّع إلى الله لأجل أنفسنا. وثانياً، سنرى أن تشفُّع المسيح يجعلنا مُلزَمين بأن ندافع عن الآخرين أمام الله، ونناشد الله لأجلهم. ولننظر أولاً إلى الطريقة التي بها تمكّننا خدمة يسوع الشفاعية من أن نتوسل إلى الله بشأن حاجاتنا.

نتوسل

كما سبق فرأينا، يتشفع يسوع لأجلنا بتذكير الله الآب بذبيحته لأجلنا، وبطلبه من الآب أن يغفر لنا ويباركنا على أساس هذه الذبيحة. ولأن الآب يُحِب الابن ويثمِّن ذبيحته، فإنّه يستجيب بإيجابية لتشفُّع الابن لأجلنا. إنه يسمع طلبات المسيح الكهنوتية ويستجيب لها، حتى يمكن تطبيق الغفران والتقديس والحياة وكلّ بركات الخلاص في حياتنا باستمرار.

وإحدى نتائج ذلك هو أنه بإمكاننا أن نأتي إلى الله كل يوم بحاجاتنا، عالمين أنه يسمع لصلواتنا لأن رئيس كهنتنا العظيم يصلي من أجلنا. ونجد ذلك في أفسس 3: 12، وفي عبرانيين 10: 19، وفي العديد من الأماكن الأخرى. وكمثال على مقطع كتابي يوضِّح هذه الأفكار، استمع إلى عبرانيين 4: 14-16:

فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ. أَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْناً فِي حِينِهِ. (عبرانيين 4: 14-16)

كما أشار كاتب العبرانيين، يسوع اجتاز السماوات، أي أنّه دخل إلى المقدِس السماوي بدمه ليشفع بنا. وبسبب شفاعته، نستطيع أن نثق بأن الله قبلنا، وبأنه سيعطينا الرحمة والنعمة حين نصلّي إليه.

نستطيع أن نصلّي إلى خالق كل الأشياء لأجل حاجاتنا، سواء أكانت حاجاتٍ عميقة مثل الغفران والخلاص، أو حاجات عادية مثل الطعام اليومي والملبس والمسكن. ليس من حاجة أصغر من أن تكون ضمن مجال تشفُّع المسيح لأجلنا. وليس من حاجة أكبر من ألا تستطيع ذبيحته أن تشملها وتغطّيها. ولهذا، علينا أن نتشجَّع فنكون جريئين وواثقين في صلواتنا، رافعين طلباتنا إلى الآب السماوي بشأن كل حاجاتنا ورغباتنا الصالحة والبارة.

بهذا الفهم لإعطاء تشفُّع المسيح الحق والثقة لنا بأن نتوسل الى الله لأجل أنفسنا، لننظر إلى تشجيع شفاعة المسيح لنا بأن ندافع عن الآخرين.

ندافع

ما دام المسيح يشفع بالآخرين، لمَ نزعج أنفسنا بالصلاة من أجلهم؟  أختصر السبب الرئيسي بكلمة واحدة -اتبعني. إذا كان المسيح يشفع، فهو يقول لنا أريدكم أن تحذو حذوي وتقوموا بالتشفّع. وأؤمن أنّ لصلواتنا تأثيراً أيضاً. كما أؤمن وهذا ما يعلّمه الكتاب المقدّس أن ليس لصلواتنا تأثير فحسب، بل ستأتي أوقات لا تصلّي فيها والأمور لن تسير على ما يرام لأنّك لم تصلِّ. إذاً هل من مفعول للصلاة؟ أجل. والسبب هو أنّ يسوع قال اتبعوني ثمّ صلّى. [د. ماثيو فريدمان]

أحد الدروس المهمة التي نتعلَّمها من حقيقة تشفُّع المسيح في السماء هو أن علينا أن نتبع مثاله في الدفاع عن الآخرين في الصلاة. ينبغي لمحبتنا للآخرين واهتمامنا بهم أن تدفعانا للتكلُّم مع الله بشأنهم، طالبين منه أن يريهم رحمته ومحبته في الظروف التي يمرّون بها مهما كانت. استمع إلى ما كتبه الرسول بولس في أفسس 6: 18:

مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهَذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ. (أفسس 6: 18)

يعلِّم الرسول بولس هنا كلَّ المؤمنين بأن يأتوا إلى الله لأجل الآخرين. وبالطبع، حينما نعمل هذا يكون دفاعنا مبنياً على ذبيحة المسيح لأجلهم، مثلما كان دفاع المسيح لأجلنا.

فعندما أسأل نفسي، لماذا يصلّي يسوع، فهو يعلم حاجاتي، ويعرف ما أمرّ به، فلماذا يجب أن يتشفّع من أجلي؟ لا بدّ أن نرى هنا في أساس التشفع قلب الله الذي يحمل حاجاتنا ويحتملها. ففي حياة الرب في الجسد، في حياة الثالوث، هناك قدرة على التحمّل، هناك حبٌّ يتّسع لكلّ حاجات الإنسانيّة. هذا هو أساس الصليب، أساس مسيرتي مع المسيح. وهذا ما قاله الرب بصيغة الأمر لأنّه يريدني أن أدرك الحقيقة، لكنّه ايضاً يمنحني فرصة أن أرفع شخصاً آخر في الصلاة. إنّ الحلّ لكلّ حاجاتنا نلقاه حتماً في قلب المسيح. لكنّه، إذ جعلنا على صورته ودعانا لنكون تلاميذه، قال أريدكم أنتم أيضاً أن تتشفّعوا. أريدكم ان تكونوا كهنةً ككهنة شعب إسرائيل. أريد ان يكون لكم قلبٌ كقلب هارون، قادر على التحمل. أريدكم ان تحملوا في قلوبكم، كما حملت أنا، حاجات العالم. وهكذا فإنّ التشفع هو تعبيرٌ عن كلّ نبضٍ ينبض في قلب الله. [د. بِل يوري]

الصلاة التشفُّعية للدفاع والمحاماة يمكن أن تنطبق على أية ناحية في الحياة. فمثلاً، يشجِّعنا الكتاب المُقدَّس على الصلاة لأجل نجاح الخدمات المسيحية في مقاطع مثل رومية ا15: 30، أفسس 6: 20، كولوسي 4: 4، 1 تسالونيكي 5: 25، وعبرانيين 13: 19.

يعلّمنا الكتاب المُقدَّس بأن نصلّي للذين هم في خطرٍ روحي أو في خطية، كما نرى في رسالة 1 يوحنا 5: 16. وعلينا أن نصلّي لأجل آخرين لينالوا الحفظ من التجربة، حسب تعليم يسوع في متّى 6: 13، وما نراه في مثال صلاته في لوقا 22: 32. وعلينا أن نصلي لأجل صحة الناس، طالبين من الله أن يشفي أي أضرارٍ أصابت الجسد والذهن. استمع إلى التعليمات التالية من يعقوب، أخي الرب، في يعقوب 5: 14-16:

أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ، وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ. اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالّزَلاَّتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ لِكَيْ تُشْفَوْا. طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا. (يعقوب 5: 14-16)

يعلِّم يعقوب هنا بأننا حين ندافع عن الآخرين باسم الرب، أي حين نتشفّع لأجلهم بتذكير الربّ بأنّهم يخصّون المسيح، فإن الرب يقبل دفاعنا، ويمنحنا ما نطلبه. ولهذا، علينا أن نستفيد بأفضل صورة من هذا الامتياز، فندافع دائماً وبشكلٍ منتظم عن الذين هم في حاجة.

إنّ ثقتي في سيادة الله ثقةٌ لا تتزعزع. ولي كامل الثقة بأنّ يسوع المسيح هو، في الوقت الحالي، يشفع لي وللمؤمنين جميعهم أمام عرش الآب. ولي كامل الثقة أنّ كلّ ما احتاجه ألقاه في المسيح. فهل من ضررٍ إذا لم أتشفّع بالصلاة لأولئك الذين اعرف انّهم في عوز؟ دعني أقول لك إنّه ليس أحد يسأل سؤالا مماثلا إن كان هو أو هي المحتاج. لقد مررت في حالة من العوز الشديد، كنت من الناحية الطبيةّ، في وضعٍ حرج. وكنت أعرف أنّ صلوات المؤمنين مهمّة. وكنت اعلم أنّ إخوتي وأخواتي في المسيح المصلّين من أجلى كانوا يقومون بعملٍ كبير سوف يكون له تأثير في حياتي. وضعت مطلق إيماني وثقتي في الإله الملك والمسيح المجيد، لكن أمانتنا للمسيح تقتضي أن نعمل ما أمر به المسيح، أي أن نصلّي من أجل المؤمنين. وأعرف سبباً واحداً يجعل من الأمر مهمّاً؛ هو أن أكون أميناً أكثر في إيماني عندما أصلّي لمن هم في عوز. [د. آلبرت مولر]

وطبعاً ينبغي لنا أن ندافع عن الآخرين فيما يتعلَّق بحياتهم اليومية. فمثلاً، كما أنّنا نصلّي لأجل خبزنا اليومي، علينا أن ندافع عن الآخرين، طالبين من الله أن يسدّ احتياجاتهم اليومية أيضاً. ينبغي لنا أن نطلب منه أن يعطي كل أنواع البركات لشعبه، بما في ذلك الصحة والعمل والنجاح في العلاقات. وحين نكون في ظروف وأوضاع تضايقنا وتزعِجنا، علينا أن نصلّي إلى الله كي يساعدنا. وبالطريقة نفسها، علينا أن نطلب من الرب أن يعيننا. كما أن علينا أن نصلِّي لأجل حاجات الآخرين، سواء أكانت هذه الحاجات كبيرةً أو صغيرة.

كثيراً ما يتساءل الناس حول سرّ الصلاة. لم نحتاج أن نصلّي؟ إن كان الله يعرف مسبقاً كلّ شيء، وإن كان المسيح في الأصل يتوسّط لنا، لمَ نحتاج أن نصلّي؟ هل ينقص شيءٌ أم هل يحصل من ضررٍ إن لم نصلِّ أو نتشفّع للعالم والآخرين؟ حسناً، أظنّ أنّ الجواب هو نعم، هناك ضررٌ حاصلٌ، وهذا هو السبب؛ أوّلاً، إن لم نتشفّع نعصى أمر الله، لأنّ الله أمرنا أن نصلّي. هذا كلّ ما علينا معرفته بالدرجة الأولى. ليس علينا أن نفهم سرّ الصلاة وكيف تعمل. الله أمرنا أن نصلّي. وإن كنّا نثق بالله ونحبّه، فسنصلّي. لكن ثانياً، لم يأمرنا الله أن نصلّي فحسب، بل بطريقةٍ ما، وسط هذا الغموض كلّه، جعل صلاة القديسين جزءاً من شفاعة المسيح بالذات. بصراحة، أنا مصعوقٌ بهذه الصورة من كتاب الرؤيا التي فيها يحرق البخور ويتصاعد أمام الله على أنّه صلوات القديسين. فإذاً إن كنّا لا نصلّي، فنحن نسيء أيضاً إلى علاقتنا بالله لأنّ الله يريد من خلالنا أن يعمل عمله في العالم. لذا هو يدعونا إلى علاقة أعمق وإلى علاقةٍ أكمل معه حيث نكون له كشركاء في العمل، كما يصف بولس نفسه والآخرين، شركاء الله في عمل الفداء هذا من خلال تشفّعنا؟ إذاً علاقتنا بالله تتضرّر. أمّا ثالثاً، وهنا يكمن السرّ الأكبر. فالله صمّم بطريقةٍ ما، أن يفدي العالم، ولم يشأ أن يعمل على خلاصنا عن بعد، بل أراد أن يعمل من خلال قوّة النعمة التي تتولّد فينا. وبالتالي إذ نتشفّع لدى يسوع، ليس علينا أن نفكّر بالأمر كما لو أنّنا نحاول إقناع الله ليقوم بأمرٍ لا يريد القيام به، أو أنّنا نحاول أن نزايد على صلوات يسوع. لكن أن نرى أكثر أنّه في تشفّعنا للعالم أو للآخرين، نحاول أن نحمل العالم والآخرين ونرفعهم بصلواتنا إلى حيث يريدهم الله أن يكونوا لكي يسكب عليهم بركته ونعمته. وأجل، نعم في تصميم الله الذي يحيط به الغموض، سوف نظلّ نفتقد شيئاً ما إذا لم نصلِّ، لأنّه من ضمن الخلق، لم يعمل الله على أن يكون أولاده المفديين أولئك الذين ينتظرون خلاصهم الأخير، بل أن يعملوا الآن ويرفعوا ويحملوا في صلواتهم العالم والآخرين إلى حيث يستطيع الله أن يخلّصهم. [د. ستيف بليكمور]

الخاتمة

في هذا الدرس عن يسوع الكاهن، نظرنا إلى خلفية العهد القديم لوظيفة يسوع الكهنوتية، فرأينا أن الله عيّن كهنةً ليُعدّوا ويقودوا شعب الله إلى محضره المُقدَّس حتى ينالوا بركاته. ورأينا أن يسوع تمّم مؤهّلات هذه الوظيفة في العهد الجديد، فصار رئيس كهنتنا العظيم. وقد نظرنا إلى بعض الطرق التي يمكننا من خلالها أن نطبّق مبادئ خدمة يسوع الكهنوتية على حياتنا في العالم المعاصر.

يسوعُ هو التَتْميمُ النِهائِيُّ والأسْمى لِوظيفَةِ الكَهْنوتِ الكِتابِيَّة. وَهُوَ بِصِفَتِهِ رَئيسَ كَهَنَتِنا العَظيمَ يُعِدُّنا لنَحْيا في مَحْضَرِ اللهِ المُقَدَّسِ، ونَتَبارَكَ مِنَ اللهِ بِطُرُقٍ مُدْهِشَةِ. وهذه البَرَكاتُ لَيْسَتْ قاصِرَةً على المُسْتَقْبَل. فَمِنْ خِلالِ ذَبيحَةِ المسيحِ وتَشَفُّعِهِ، الآبُ مَسْتَعِدٌّ لِأنْ يُعْطِيَنا امْتِيازَ تَذَوُّقِ حَياتِنا الأبَدِيَّةِ الآنَ، في الدَهْرِ الحالي. ولِهذا، يِنْبَغي لِأتْباعِ يَسوعَ أنْ يَفْرَحُوا بِخِدْمَةِ يسوعَ الكَهْنُوتِيَّةِ وَيَتُوقوا إلى اليَوْمِ الذي فيهِ يُرَحِّبُ يسوعُ بِنا في مَحْضَرِ اللهِ الخاصِّ في السماءِ الجَديدَةِ وَالأرْضِ الجَديدة. ولكنْ عَلَيْنا أيْضَاً أنْ نَتَّكِلَ على خِدْمَةِ يَسوعَ الحاليَّةِ بِصِفَتِهِ رَئيسَ كَهَنَتِنا العَظيمَ ونَسْتَفيدَ مِنْها، فَهُوَ في الوقتِ الحاليِّ أيْضاً يَشَفعُ لِأجْلِنا في بَلاطِ السَماء.

د. دان دورياني هو نائب رئيس المشروعات الأكاديمية الاستراتيجية وأستاذ اللاهوت بكليّة كوفننت للاهوت. عمل سابقًا كراعٍ للكنيسة المشيخيّة المركزية بولاية ميزوري. حصل على درجة الماجستير الرعوي والدكتوراة من كليّة وستمنستر للاهوت، وكذلك درجة الماجستير في اللاهوت من جامعة يل. وله العديد من المقالات والمطبوعات.

 د. فرانك باركر هو قس فخري في كنيسة برايروود المشيخية، وهو مؤسس كلية برمنجهام للاهوت.

د. ستيف بليكمور هو أستاذ مساعد للفلسفة في كليّة ويسلي الكتابيّة للاهوت.

د. ستيفين تشان هو أستاذ مشارك للاهوت الدراسات الدينيّة بجامعة سياتل.

د. بيتر تشو هو رئيس كلية اللاهوت الصينية – تايوان.

ق. لاري كوكريل هو الراعي الرئيسي لكنيسة عائلة الإيمان وعضو في هيئة التدريس بكلية برمنچهام للاهوت.

د. دان دورياني هو نائب رئيس المشروعات الأكاديمية الاستراتيجية وأستاذ اللاهوت بكليّة كوفننت للاهوت.

د. جون فريم هو أستاذ اللاهوت النظامي والفلسفة في كليّة اللاهوت المُصلح في أورلاندو، فلوريدا.

د. مات فريدمان هو أستاذ الكرازة والتلمذة في كليّة ويسلي الكتابيّة للاهوت.

د. مارك غينيليات هو أستاذ مشارك للعهد القديم في كلية بيسون للاهوت.

ق. مايكل جلودو هو أستاذ شريك للدراسات الكتابيّة بكليّة اللاهوت المُصلح، أورلاندو، فلوريدا.

د. ستيف هاربر هو نائب الرئيس المؤسس لكلية آسبوري للاهوت فرع أورلاندو، فلوريدا.

د. كيث جونسون يشغل منصب مدير التعليم اللاهوتي في خدمة الحرم الجامعي لهيئة الخدمة الروحية وتدريب القادة من أجل المسيح وهو أستاذ زائر لعلم اللاهوت النظامي في كلية اللاهوت المُصلَح.

د. بيتر كوزميتش هو الأستاذ المتميّز الجالس على كرسي بول إي. تومز للإرساليات والدراسات الأوروبيّة بكليّة غوردن كونويل للاهوت، والشريك المؤسس ومدير كليّو اللاهوت الإنجيلية بأوسييك، كرواتيا.

د. جيف لومان هو راعي الكنيسة الإنجيلية المشيخية في ألاباستر، ألاباما وأستاذ الوعظ واللاهوت النظامي بكليّة بيرمنغهام للاهوت.

د. جون ماكينلي هو أستاذ مساعد للدراسات الكتابيّة واللاهوتية بكلية تالبُت للاهوت.

ق. ألبرت مولر هو رئيس كلية اللاهوت المعمدانيّة الجنوبيّة.

د. ريتشارد برات، الابن هو رئيس خدمات الألفيّة الثالثة وأستاذ زائر للعهد القديم بكليّة اللاهوت المُصلح بأورلاندو.

د. توماس شراينر هو الأستاذ الجالس على كرسي جيمس بوكانان هاريسون لتفسير العهد الجديد والعميد المشارك لقسم الكتاب المقدس والتفسير بكلية اللاهوت المعمدانية الجنوبية.

د. جلين سكورجي هو أستاذ اللاهوت في كليّة بيثيل للاهوت، بمدينة سان دييجو.

د. جوناثان بينينغتون هو أستاذ مساعد لتفسير العهد الجديد ومدير أبحاث الدكتوراه في كليّة اللاهوت المعمدانيّة الجنوبيّة.

د. بيل يوري هو أستاذ اللاهوت النظامي والتاريخي بكلية ويسلي الكتابية للاهوت.

د. سايمن فايبرت هو الراعي السابق لكنيسة القديس لوقا، ويمبلدون بارك، بالمملكة المتحدة، ويشغل حاليًا منصب نائب مدير ويكليف هوول، بأكسفورد، ومدير كلية الوعظ.

د. بيتر واكر هو أستاذ الدراسات الكتابيّة بكليّة ترينتي للخدمة (عمل سابقًا استاذًا للدراسات الكتابيّة وكنائب مدير مشارك في ويكليف هوول، جامعة أوكسفورد.

د. ستيفين ويلوم هو أستاذ اللاهوت المسيحي في كلية اللاهوت المعمدانية الجنوبية.

د. إريك ثيونيس هو أستاذ ورئيس قسم الدراسات الكتابيّة واللاهوتيّة بكلية تالبُت للاهوت، جامعة بيولا.

د. مارك ستراوس هو أستاذ العهد الجديد في كلية بيت إيل للاهوت في سان دياجو.

د. فرانك ثيلمان هو أستاذ لاهوت العهد الجديد في كلية بيسون للاهوت.

ق. جيم مابلس هو مدير برنامج الدكتوراة في القيادة الرعويّة في كلية برمنغهام للاهوت.

د. روبرت لِستر هو أستاذ شريك للدراسات الكتابيّة واللاهوتيّة بكليّة تالبوت للاهوت.

د. جيمز سمِث هو أستاذ تاريخ الكنيسة بكليّة بيت إيل للاهوت في سان دياجو، وكذلك كأستاذ زائر للأديان في جامعة سان دياجو.

د. توماس نِتِلز هو أستاذ اللاهوت التاريخي بالكليّة المعمدانية الجنوبية للاهوت.

د. جوناثان كتّاب هو المحامي البارز في مجال حقوق الإنسان في إسرائيل وفلسطين.

د. ديريك توماس هو أستاذ اللاهوت النظامي والتاريخي بكليّة اللاهوت المُصلح في أتلانتا جورجيا.

 

  • دليل الدراسة
  • الكلمات المفتاحية

القسم الثالث: التطبيق المعاصر

مخطط لتدوين الملاحظات

III. التطبيق المعاصر

أ. الذبيحة

1. الثقة

2. الخدمة

3. العبادة

ب. المصالحة

1. السلام

2. الوحدة

3. الرسالة

ج. التشفع

1. نتوسل

2. ندافع

الخاتمة

أسئلة المراجعة

1. قُم بالاطلاع على إجابة السؤال 25 من أصول الإيمان الويستمنستري المختصر.
2. قُم بالاطلاع على عبرانيين 10: 19: 22.
3. بحسب الدرس هل يشك المؤمن الحقيقي في أي لحظة في خلاصه؟
4. بأي الطرق يمكننا أن نخدم المسيح في ضوء ذبيحته؟
5. قُم بالاطلاع على رومية 12: 1.
قُم بالاطلاع على عبرانيين 4: 14-16.
7. لماذا ينبغي علينا أن نصلي إن كان الله يعلم بالفعل احتياجاتنا وإن كان يسوع يتشفع بالفعل لنا؟

أسئلة تطبيقية

1. ما هي التطبيقات على هذا الدرس كان لها تأثيرًا خاصًا عليك؟ لماذا؟
2. هل شككت ذات مرة في خلاصك؟ كيف يمكنك أن تتعامل مع هذا النوع من الشك؟
3. هل ساعدك هذا الدرس أن ترى أهمية الصلاة والحاجة إليها؟ اشرح.
4. أي تعاليم من كل هذا الدرس كان لها معنى خاص بالنسبة لك؟ لماذا؟

AJAX progress indicator
Search: (clear)
  • الاسترضاء
    استيفاء عدل الله وغضبه ضد الخطية
  • التجلي
    حدث مسجل في متى 17- 1-8، ومرقس 9: 2- 8، ولوقا 9: 28- 36 عندما أُعلن يسوع لتلاميذه في المجد
  • الصلب
    شكل من أشكال العقاب بالموت تم استخدامه في الإمبراطورية الرومانية القديمة حيث كان يتم ربط المجرمين أو تسميرهم إلى الصليب ثم يتم تعليقهم هناك حتى يموتوا، في الغالب بسبب الاختناق، وهي الوسيلة التي مات يسوع بواسطها
  • العصمة عن الخطأ
    عدم القدرة على السقوط في الخطية، تُستخدم في الكثير من الأحيان للإشارة إلى حقيقة أن يسوع كان غير قادر على السقوط في الخطية
  • العهد الجديد
    عهد التحقيق في المسيح، ذًكر أولاً في أرميا 31: 31
  • العهد
    اتفاق قانوني ملزم يقطعه شخصان أو مجموعتان من الأشخاص، أو بين الله وشخص أو مجموعه من البشر.
  • الفصح
    احتفال يهودي يتذكر عندما خلص الله إسرائيل من العبودية في مصر
  • الكريستولوجي
    دراسة وعقيدة شخص وعمل يسوع المسيح
  • الكفارة
    ذبيحة تقدم لإزالة ذنب الخطية ولمصالحة الخاطئ على الله
  • الكفارة البدلية
    عملية تقديم البديل لينوب عن العابد في طقس التكفير. وخصوصًا عمل موت المسيح على الصليب بصفته النائب الذي سكب الله عليه غضبه
  • النبي
    مبعوث الله الذي يعلن كلمة الله ويطبقها، ويحذر بشكل خاص من الدينونة على خطية ويشجع على الخدمة الوفية لله والتي تؤدي إلى البركات
  • الوحي العضوي
    وجهة نظر للوحي تؤكد على أن الروح القدس استخدم شخصية الكاتب البشري، وخبراته، وآفاقه، ومقاصده بينما قاد كتاباتهم بسلطان وبطريقة معصومة.
  • جوهر الله
    الواقع الذي لا يتغير والذي يكمن خلف كل ما يكشفه الله عن نفسه بإظهارات متغيرة. طبيعة الله الأساسية أو الجوهر الذي يتكون منه
  • عهد الفداء
    عهد دخل فيه أقانيم الثالوث في ترتيب مهيب لضمان الفداء ولتطبيقه على الخليقة الساقطة، وخصوصًا على البشرية الساقطة.
  • عهد النعمة
    التحمل والمميزات التي يعطيها الله لكل من هو جزء من شعبه العهدي، حتى وإن لم يكونوا مؤمنين حقيقيين.
  • كاهن
    شخص وسيط بين الله وشعبه حتى يستقبلهم الله إلى حضوره المقدس الخاص ليعطيهم بركاته
  • مارتن لوثر
    1483- 1546) راهب ألماني من القرن السادس عشر ومصلح بروتستنتي والذي بدأ الإصلاح عندما سمر حجهه الخمسة وتسعون على باب كنيسة فيتنبرج في عام 1517.
  • هيرودس العظيم
    ملك يهودي عينه الرومان وحكم من سنة 37 ق.م حتى موته في 4 ق.م. يُعرف عنه أنه أمر بذبح كل الأطفال الذكور من سن سنتين ودون هذا السن بعد أن علم بميلاد يسوع.
  • يوم الخمسين
    احتفال يهودي، يُسمى في الكثير من الأحيان "عيد العنصرة أو عيد الأسابيع"، والذي يحتفل بالحصاد المبكر، يحتفل به المسيحيون على أنه اليوم الذي انسكب فيه الروح القدس على الكنيسة المبكرة.
  • يوم الكفارة
    يعرف أيضًا باسم يوم كيبور، وهو يوم يهودي مقدس يحدث مرة في السنة فقط حيث يقوم رئيس الكهنة بالطقوس ويقدم الذبائح ليكفر عن خطايا الشعب
  • هارون
    أخو موسى من سبط لاوي والذي تم اختيار عائلته لتخدم في منصب الكاهن المتخصص
  • آدم
    الانسان الأول، زوج حواء، الرجل الذي قطع الله معه عهد الأساسات حيث طلب من البشرية أن تملأ الأرض وتُخضعها.
  • الكفارة
    ذبيحة تقدم لإزالة ذنب الخطية ولمصالحة الخاطئ على الله
  • خلقدونية
    مدينة في آسيا الصغرى حيث عُقد مجمع كنسي في عام 451م للدفاع عن العقائد المسيحية التقليدية وانكار الهرطقات
  • المسيح
    من الكلمة اليونانية "كريستوس" والتي تعني "الممسوح"، مرتبطة بشكل وثيق بالكلمة العبرية "المسيا" في العهد القديم
  • التكليف الحضاري
    الأمر في التكوين 1: 28 والذي يأمر البشرية بالنمو والحكم على الخليقة لإظهار مجد الله.
  • داود
    ملك إسرائيل الثاني في العهد القديم والذي اخذ الوعد بأن نسله سيجلس على العرش ويملك للأبد
  • فساد
    حالة الفساد الأخلاقي الناتج عن سقوط البشرية في الخطية
  • الطاعة الفعالة
    طاعة يسوع لكل شيء يأمر به الآب.
  • التدبيرية
    مصطلح يعني "متعلق بإدارة المنزل"، يُستخدم في الحديث عن كيفية تعامل الأقانيم الثلاثة للثالوث بعضهم مع بعض
  • إيليا
    نبي من العهد القديم ظهر مع موسى عند تجلي يسوع
  • المشورة الأزلية
    خطة الله الأزلية للكون، والتي أسسها قبل عمل الخلق
  • تكفير
    إزالة ذنب الخطية
  • سبق المعرفة
    معرفة الله، من قبل الخليقة، بالأحداث التي سوف تجري عبر التاريخ
  • الاتحاد الهيبوستاتي
    تعبير مستخدم للتعبير عن عقيدة أن طبيعتي المسيح الإلهية والبشرية متحدتان في شخص واحد.
  • الحُسبان أو الإسناد
    العمل الذي فيه نسب الله ذنب الخطاة لشخص المسيح.
  • تجسد
    تعبير يشير إلى اتخاذ يسوع الطبيعة البشرية المستمرة
  • الشفاعة
    التأمل أو التضرع بالصلاة عن آخرين
  • يثرون
    حمى موسى والذي عمل ككاهن عندما أشار على موسى فيما يختص بتنظيم الناس
  • الإرسالية العظمى
    تعيين المسيح للإحدى عشر رسولاً الأمناء كالممثلين عنه ذوي السلطة ووصيته لهم أن ينشروا ملكوت الله عبر العالم أجمع (متى 28: 19- 20)
  • ملكي صادق
    ملك ساليم ورئيس كهنة بارك إبراهيم واستقبل منه العشور
  • مشيخ
    كلمة عبرية (نقلت حرفيًا إلى العربية) تعني "المسيا"، الممسوح
  • موسى
    - نبي من العهد القديم ومحرر قاد الإسرائيليين من مصر. الرجل الذي قطع الله معهم "عهد الناموس" القومي، ومن قدم الوصايا العشرة وسفر العهد لشعب إسرائيل. ظهر أيضًا مع إيليا عند تجلي يسوع.
  • وجودي
    معنى المصطلح "المختص بالكينونة"؛ يُستخدم للإشارة إلى حقيقة أن الأقانيم الثلاثة للثالوث يمتلكون نفس الصفات الإلهية والجوهر الإلهي.
  • الوحي العضوي
    وجهة نظر للوحي تؤكد على أن الروح القدس استخدم شخصية الكاتب البشري، وخبراته، وآفاقه، ومقاصده بينما قاد كتاباتهم بسلطان وبطريقة معصومة.
  • آلام المسيح
    من الكلمة اليونانية "باشو" (نقلت حرفيًا للعربية) والتي تعني "يتألم أو يعاني" وتشير إلى آلام يسوع وموته، بدءًا من ليلة القبض عليه.
  • كاهن
    شخص وسيط بين الله وشعبه حتى يستقبلهم الله إلى حضوره المقدس الخاص ليعطيهم بركاته
  • النبي
    مبعوث الله الذي يعلن كلمة الله ويطبقها، ويحذر بشكل خاص من الدينونة على خطية ويشجع على الخدمة الوفية لله والتي تؤدي إلى البركات.
  • الاسترضاء
    استيفاء عدل الله وغضبه ضد الخطية
  • توبة
    جانب قلبي من الإيمان حيث نرفض خطيتنا بشكل أصيل ونتحول عنها
  • الجلوس
    تعبير لاهوتي يُستخدم للإشارة لملك يسوع المستمر وخدمة الشفاعة التي يقوم بها وهو جالس عن يمين الله الآب.
  • سليمان
    ابن الملك داود وثالث ملوك لإسرائيل والذي اشتهر بحكمته وغناه، وسع حدود إسرائيل وبنى أول هيكل في أورشليم.
  • السيد- الملك الأعظم
    امبراطور قوي أو ملك حكم على أمم أصغر، وهو الطرف الأقوى في المعاهدة- الشخص الذي وجب الخضوع له.
  • الثالوث
    تعبير لاهوتي يُستخدم للتعبير عن حقيقة أن الله جوهر واحد في ثلاثة أقانيم
  • يهوه
    اسم عبراني لله، عادة ما تترجم "رب"، ويأتي من جملة "أكون من أكون"
الاختباراتالحالة
1

نؤمن بيسوع - الدرس الرابع - الامتحان الثالث

‫القسم ‫السابق

انجازك في الدورة

محتوى الدورة الدراسية

ابدأ هنا- مخطط الدورة الدراسية
الدرس الأول: الفادي
  • تحضير الدرس الأول
  • نؤمن بيسوع - الدرس الأول - القسم الأول
  • نؤمن بيسوع – الدرس الأول – القسم الثاني
  • نؤمن بيسوع – الدرس الأول – القسم الثالث
  • نؤمن بيسوع – الدرس الأول – القسم الرابع
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس الثاني: المسيح
  • تحضير الدرس الثاني
  • نؤمن بيسوع - الدرس الثاني - القسم الأول
  • نؤمن بيسوع – الدرس الثاني – القسم الثاني
  • نؤمن بيسوع – الدرس الثاني – القسم الثالث
  • نؤمن بيسوع – الدرس الثاني – القسم الرابع
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس الثالث: النبي
  • تحضير الدرس الثالث
  • نؤمن بيسوع - الدرس الثالث - القسم الأول
  • نؤمن بيسوع - الدرس الثالث - القسم الثاني
  • نؤمن بيسوع - الدرس الثالث - القسم الثالث
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس الرابع: الكاهن
  • تحضير الدرس الرابع
  • نؤمن بيسوع – الدرس الرابع – القسم الأول
  • نؤمن بيسوع – الدرس الرابع – القسم الثاني
  • نؤمن بيسوع – الدرس الرابع – القسم الثالث
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس الخامس: الملك
  • تحضير الدرس الخامس
  • نؤمن بيسوع - الدرس الخامس - القسم الأول
  • نؤمن بيسوع - الدرس الخامس - القسم الثاني
  • نؤمن بيسوع - الدرس الخامس - القسم الثالث
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس السادس: القراءات المطلوبة
  • متطلبات القراءة 1
  • متطلبات القراءة 2
  • متطلبات القراءة 3
العودة إلى نؤمن بيسوع

Copyright © 2021 · Education Pro 100fold on Genesis Framework · WordPress · Log in