البنية والمحتوى
المقدمة
خدمة يسوع العلنية
الاستعداد للخدمة
الفصح الأول
عيد اسمه غير مذكور
الفصح الثاني
عيد المظال
عيد التجديد
الفصح الثالث
خدمة يسوع الخاصة
العشاء الأخير
موضوعات ذات صلة
الخاتمة
البنية والمحتوى
المقدمة
خدمة يسوع العلنية
الاستعداد للخدمة
الفصح الأول
عيد اسمه غير مذكور
الفصح الثاني
عيد المظال
عيد التجديد
الفصح الثالث
خدمة يسوع الخاصة
العشاء الأخير
الموت والقيامة
الخاتمة
البنية والمحتوى
وصف الدارسون بنية إنجيل يوحنا بطرق متنوعة. في هذا الدرس، سنتبنى رأي القائلين بأنه يوجد ارتباط بين الخلاصة التمهيدية لحياة يسوع وخدمته ومحتوى إنجيل يوحنا. استمع إلى هذه الكلمات من يوحنا ١: ١٠-١٤:
كَانَ [يسوع] فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ. إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ … وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً.
يركّز هذا المقطع على أربع أفكار رئيسية: يسوع جاء إلى العالم؛ جاء ورفضه شعبه الخاص، أي إسرائيل؛ الذين قبلوه وآمنوا به أصبحوا أولاد الله؛ ثم أصبح هؤلاء المؤمنون شهوداً ليسوع.
تِبعاً لهذه الأفكار الرئيسية الأربع، سنوجز إنجيل يوحنا بهذه الطريقة:
- أولاً، افتتح يوحنا إنجيله بـمقدمة موجزة وصفت تجسد يسوع في ١: ١-١٨.
- ثانياً، دوّن يوحنا خدمة يسوع العلنية من ١: ١٩-١٢: ٥٠، حيث أظهر أن يسوع جاء إلى خليقته الخاصة ورُفض من قبل البشر الذين جاء ليُخلصهم.
- ثالثاً، ضمّن يوحنا إنجيله وصفاً لخدمة يسوع الخاصة للذين قبلوه وآمنوا به وذلك من ١٣: ١-٢٠: ٣١.
- ورابعاً، في خاتمة إنجيل يوحنا في ٢١: ١-٢٥، شدّد يوحنا على دور الرسل والتلاميذ الآخرين كشهود لمجد يسوع.
وسننظر في كل من هذه الأجزاء من إنجيل يوحنا، بدءاً من المقدمة.
المقدمة
في ١: ١-١٨ لخّص يوحنا بقوة وبشكل رائع الإنجيل بكامله. وقد علّم أن يسوع هو كلمة الله الذي خلق كل الأشياء، وهو مصدر الحياة. لكن أكثر من ذلك، جاء يسوع أيضاً إلى العالم كإنسان حقيقي من لحم ودم. وكونه ابن الله المتجسد، أعلن مجد الله للعالم الذي خلقه.
ووصف يوحنا ذلك في ١: ٤-٥ بقوله إن يسوع هو النور الذي جاء إلى عالم مظلم. وقد انتصر على ذلك الظلام كونه الإعلان الوحيد الكامل عن نعمة الله. وبينما يتحدث الكتاب المقدس أحياناً عن حجب يسوع مجده أثناء التجسد، شدّد يوحنا على حقيقة أن تجسد يسوع أظهر في الواقع مجده بطرق هامة. وبدل أن يُخفي تجسد يسوع وصيرورته إنساناً مجده، كشف في الواقع عن ذلك المجد. كتب يوحنا في يوحنا ١: ١٤:
وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً.
خدمة يسوع العلنية
بعد المقدمة، دوّن يوحنا خدمة يسوع العلنية من يوحنا ١: ١٩-١٢: ٥٠. في هذا الجزء ركّز يوحنا على حقيقة أن يسوع جاء إلى شعبه الخاص، أمة إسرائيل، لكن شعب إسرائيل رفض أن يقبل يسوع مسيحاً ورباً لهم. كما رأينا في يوحنا ١: ١١، قال يوحنا:
إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ [يسوع]، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ.
وبالرغم من وجود استثناءات هامة لهذه الخلاصة، فبصورة عامة هكذا تجاوبت إسرائيل مع خدمة يسوع العلنية في إنجيل يوحنا.
أما مخططنا لخدمة يسوع العلنية فينقسم إلى سبعة أقسام، بدءاً من الاستعداد للخدمة، ويستمر مع الأحداث التي تحيط بستة أعياد يهودية مختلفة. لننظر أولاً في استعداد يسوع للخدمة من يوحنا ١: ١٩-٢: ١٢.
الاستعداد للخدمة
يبدأ القسم الأخير المتعلق باستعداد يسوع للخدمة، بخدمة يوحنا المعمدان في ١: ١٩-٣٦. في هذا المقطع، شدّد يوحنا على كون المعمدان شاهداً هاماً لحقيقة كون يسوع ابن الله، وعلى كون يسوع حَمَلْ الله والذبيحة التي تكفِّر عن خطية العالم.
يخبرنا يوحنا، بعد ذلك، عن دعوة يسوع تلاميذه الأوائل في يوحنا ١: ٣٧-٥١. وكما هي الحال في روايته عن يوحنا المعمدان، فإن التشديد في هذا الجزء هو على هوية يسوع. فتلاميذه ينادونه “رَابِّي”، أي المعلم، في العدد ٣٨؛ و”مسيّا”، أي المسيح، في العدد ٤١؛ وعبارة “الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى” وهي إشارة إلى النبي الذي أنبأ عنه موسى في العدد ٤٥؛ و”ابن الله” والتعبير الموازي “ملك إسرائيل” في العدد ٤٩. وأخيراً، في العدد ٥١ عرّف يسوع عن نفسه بـ”ابن الإنسان” الذي أُرسل ليدخلنا إلى محضر الله.
أما القسم الأخير لاستعداد يسوع للخدمة كانت معجزته الأولى، التي دوّنها يوحنا في ٢: ١-١٢. كانت تلك المناسبة، التي حوّل فيها يسوع الماء إلى خمر. لكن التركيز لم يكن على المعجزة نفسها. استمع إلى ما كتبه يوحنا في ٢: ١١:
هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ.
إحدى النقاط الرئيسية التي أشار إليها يوحنا هي أن هذه المعجزة كانت علامة أو آية أعلن من خلالها يسوع مجده، ما جعل تلاميذه يؤمنون به.
استُخدِمَ التعبير “آيات” في سفر الخروج للإشارة إلى المعجزات التي صنعها موسى، وتحديداً كصفة للضربات. واستخدمت الآيات أو بالحري التعبير آية بعد ذلك للإشارة إلى المعجزات، وأعتقد أن يوحنا يستخدم هذا التعبير ليس لأنه يشبّه غالباً يسوع بموسى فحسب، بل أيضاً لأنّه على ما أعتقد، يشارك كاتب الخروج هدفه بإظهار أنّ المعجزات صُنِعَت لإثباتِ شيءٍ ما للبشر، لتزويدهم، إن شئت، بمعلومات يجدر بهم العمل بموجبها، وبالتحديد إعلامهم بأنّ الله يقول شيئاً للبشر وعليهم التجاوب مع ما يقول. [د. ديفيد ردلينغ]
يوحنا فريد بين الأناجيل بدعوته باستمرار معجزات يسوع بـ”الآيات”. فالغرض من المعجزات ليس لفت الانتباه إليها، بل لتشير إلى ما أبعد منها، أي إلى يسوع. فهي تهدف بشكل خاص إلى التعريف بيسوع بصفته “المسيح” و”ابن الله” على حد سواء، تماشياً مع القصد من الكتاب الذي لخّصه يوحنا في ٢٠: ٣٠-٣١.
استفاد الكثيرون من معجزات يسوع، ولكن مَن كان عندهم عيون ليبصروا استطاعوا أن يروا أنّ الشخص الذي أشارت إليه المعجزات هو بالتحديد مَن يحمل هويّة المسيح. أظنّ أنّ يوحنّا يستخدم كلمةً تعبّر نوعاً ما عن المعجزات، ليس كأحداثٍ خارقة، بل لأنها تشير إلى هويّة المسيح. وبالطبع يقول يوحنّا إنّ السبب الذي دفعه إلى الكتابة هو أن نؤمن بأنّ يسوع هو المسيح ولكي تكون لنا إذا آمنّا حياةٌ باسمه. [د. سايمن فايبرت]
الآية هي عمل خارق يصنعه يسوع ويشير بها إلى هويّته الحقيقية. وإن أنت فهمتها بالمعنى المادي كعمل خارق تكون قد أخطأت القصد أكانت في تحويل الماء إلى خمر، أو إطعام الجمع بوفرةٍ أو حتى في شفاء الأعمى، كما نرى في إنجيل يوحنا. فهذا الأخير لا يرى الآيات هذه كأعمالٍ خارقة فحسب، وإنّما إذا نظرنا إلى قصد الله من خلالها، تظهر أمامنا جليّاً هويّة يسوع صنعها، فنكتشف أنّ يسوع هو خبز الحياة، وأنّه هو الذي جاء ليعطينا البصر وهو من أتى بالخمرة الجديدة للدهر الآتي، ونحتفل معه بذلك. [د. روبرت بلَمَر]
الفصح الأول
أما الجزء الثاني المتعلق بـخدمة يسوع العلنية فهو يدور حول الاحتفال بالفصح في أورشليم. وسنشير إلى ذلك بـالفصح الأول لأنه الأول المُشار إليه بالاسم في إنجيل يوحنا. ويمتد هذا القسم من يوحنا ٢: ١٣-٤: ٥٤.
يبدأ هذا الجزء برواية يوحنا عن تطهير يسوع للهيكل وطرده للتجار في يوحنا ٢: ١٣-٢٥. ومرة أخرى، كان التشديد هنا على هوية يسوع. استمع إلى ما سأل اليهود يسوع في يوحنا ٢: ١٨:
فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالوُا لَهُ: “أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هذَا؟”
أجاب يسوع عن طريق إنبائه بموته وقيامته، وهما الآية الأعظم في كل خدمته والدليل على كونه ابن الله.
في تعليقاته بعد هذا الحدث، المدوّنة في ٢: ٢١-٢٥، أشار يوحنا إلى أن يسوع صنع أيضاً الكثير من الآيات وآمن نتيجتها الكثيرون به ولو بصورة سطحية.
ثم أشار يوحنا بعد ذلك إلى محادثة يسوع مع نيقوديموس، وهو عضو في المجلس اليهودي الحاكم، في ٣: ١-٢١. مرة أخرى، التشديد هنا هو على هوية يسوع، هذه المرة على “ابن الانسان” و”ابن الله” على حد سواء، وعلى الدور الخلاصي الذي أرسله الله لينجزه.
نجد في يوحنا ٣: ٢٢-٣٦، رواية أخرى عن يوحنا المعمدان. هنا يشدّد الرسول يوحنا على أن يسوع هو المسيح، ابن الله. ويضيف أن يسوع جاء ليشهد عن الله والخلاص، ولكن لم يؤمن به أحد تقريباً.
في يوحنا ٤: ١-٤٢، يخبرنا يوحنا عن لقاء يسوع بالمرأة السامرية على بئر السامرة. مرة جديدة، التشديد هنا هو على هوية يسوع أنه المشيح، المسيح الموعود وهو الذي يأتي ويشرح لشعبه كل شيء. وبتشديده على أن الخلاص سيأتي من خلال اليهود، وبالتحديد من خلاله هو، تحدّى يسوع طريقة تفكير المرأة، ودعاها لتجد فيه الحياة وحقيقة الله اللتين طالما رغبت فيهما. وتجاوب الكثير من السامريين مع هذا التعليم ووضعوا ثقتهم بيسوع.
أخيراً، في يوحنا ٤: ٤٣-٥٤، دوّن لنا يوحنا آية يسوع المُعجزية الثانية. ومثل الآية الأولى، حصلت هذه الآية أيضاً في قانا. لكن هذه المرة شفى يسوع طفلاً، حتى دون أن يلمسه أو يراه. فلا عجب أن التشديد في هذه القصة هو على حقيقة أن القصد من المعجزة هي المصادقة على سلطان يسوع، وقد أدت إلى إيمان الذين عاينوها.
موضوع هام يدور في كل هذا الجزء حول الفصح الأول هو الإيمان. يخبرنا يوحنا في ٢: ١١ أنه بعد الآية الأولى آمن التلاميذ بيسوع. في ٤: ٤٢ آمن السامريون بسبب تعليم يسوع. وفي ٤: ٥٣ آمنت عائلة الصبي الذي شُفي. بعد ذلك، في يوحنا ٧: ٥٠ وفي ١٩: ٣٩، نجد ما يجعلنا نعتقد بأن نيقوديموس صار مؤمناً بيسوع. فآيات يسوع وتعليمه العميق كانت شهادات قوية لهويته وللخلاص الذي قدمه لنا، وكثيرون آمنوا به.
إنّ أحد المواضيع الرئيسية في إنجيل يوحنا هو الإيمان الخلاصي. فالإيمان هو فعلٌ مشدَّد عليه في كل إنجيل يوحنا. ويتركّز هذا التشديد على ناحيتين، الأولى هي أنّ الإيمان أو صيرورتنا أولاد الله، هو عمل الله نفسه، أما الناحية الثانية فيبدو الأمر تجاوباً من قبل الفرد. ويمكن فهم الإيمان الخلاصي بالتأكيد على أنه عطيّة. فمن نعمة الله في حياتنا أن نؤمن، ولكنه يعتمد على ما نقوم به، ولابد من وجود ناحية المعرفة. فمن الضروري أن نفهم أنّ المسيح مات على الصليب من أجل خطايانا. ومن المهمّ أن يكون لدينا القبول الفكري بالموافقة على ذلك. ولكنّ الأمر يتخطّى مفهومَيْ المعرفة والموافقة بأشواط. فلدينا الشعور بالثقة الذي يشكّل الناحية الأهمّ في الإيمان. وتتمثل هذه الثقة بِيَد الفرد الفارغة التي تمتدّ لاستقبال كلّ ما صنعه الله من خلال المسيح ابنه. [د. جف لومان]
أكثر الأمور المخيّبة في عالمنا اليوم هو أنّ كلمة “إيمان” تُستخدَم بإهمالٍ وسطحية. فالكثير من الناس يتكلّمون عن الإيمان وكأنّهم يؤمنون بالإيمان. فالمسيحيّون لا يتكلّمون هكذا عن الإيمان. فهناك أنواع مختلفة من الإيمان. الآن أنا جالسٌ على كرسي، وعندي كل الثقة بأنّه يحملني. ولكنّي لا أؤمن أن هذا الكرسي يمكن أن يفعل أكثر من أن يحملني. فهو لا يُستخدَم لغرض آخر. فعندما نتكلّم عن الإيمان الذي يخلّص، نحن نعني الإيمان بالمسيح. فهو الثقة، وهو الراحة التي تنبع من تلك الثقة بأنّ المسيح قام بكلّ ما يلزم لخلاصنا. فالإيمان الذي يخلِّصنا هو عندما نؤمن بالمسيح ونعرف أنّه هو مَن دفع قصاص خطايانا، ونُدرك أن المسيح هو من اشترى خلاصنا، ونعرف أنه هو من صنع تكفيراً كاملاً لخطايانا، ونعرف أنّنا فيه ننال غفراناً كاملاً. فالإيمان الذي يخلِّص هو ببساطة الايمان الذي يعطينا الراحة والثقة في المسيح عالمين أنّه قام بذلك نيابة عنا، ولم يبقَ علينا ما نقوم به، وبأنّه يحفظ مَن يتبعه ويؤمن به إلى الأبد. فالإيمان الخلاصي أو الإيمان الذي يخلص، هو الإيمان الذي يمكن تعريفه بمعناه المجرّد والجوهري، بأنه الثقة بالمسيح. فليس عندنا شيء آخر. ولا نرغب في شيءٍ آخر. ونعلم أنّ المسيح وحده كافٍ لخلاصنا. [د. آلبرت مولر]
مع الأسف، لم يؤمن الجميع بيسوع. في ٢: ١٢-٢٠، طرد يسوع أولئك الذين كانوا ينجسون الهيكل. في ٢: ٢٤-٢٥، لم يأتمن يسوع عدداً كبيراً من الناس على نفسه، لأنه علم أنْ ليس لديهم الإيمان الحقيقي. وفي ٣: ١٨-٢١، نقرأ عن الدينونة القادمة على أولئك الذين يرفضون أن يؤمنوا.
عيد اسمه غير مذكور
أما الجزء الثالث من خدمة يسوع العلنية مرتبط بعيد لا يُذكَر اسمه، موجودٌ في يوحنا ٥: ١-٤٧.
في الأعداد ١-١٥، شفى يسوع رجلاً مقعداً من ٣٨ سنة. لكن بما أن ذلك حصل في يوم سبت، واجه اليهود يسوع بسبب كسره الشريعة التي تمنع العمل يوم السبت. ويدوّن لنا يوحنا ردّ يسوع في ٥: ١٦-٤٧، حيث أعلن أنه واهب الحياة الأبدية إلى جميع الذين يؤمنون به.
الفصح الثاني
يخبرنا الجزء الرابع في تفصيله لخدمة يسوع العامة عن احتفال يسوع بعيد فصح ثان، وذلك في يوحنا ٦: ١-٧١.
كان الفصح العيد الذي فيه يحتفل اليهود بالخروج من مصر. لذلك لم يكن مفاجئاً أن يتضمن هذا الجزء العديد من الإشارات إلى الخروج. في ٦: ١-١٥، أشبع يسوع خمسة آلاف بواسطة خمسة أرغفة من الخبز وسمكتين. ويذكّرنا هذا العمل بتوفير الله المنّ لأمة إسرائيل بعد تحريرهم من العبودية في مصر.
في يوحنا ٦: ١٦-٢٤، مشى يسوع على الماء، مظهراً سلطاناً أعظم على الماء مما كان لموسى عندما شق البحر الأحمر. ثم، في ٦: ٢٥-٧١ بعد عبور البحر الأحمر، قدّم يسوع نفسه أنه “الْخُبْزَ الْحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ”، الذي يفوق المن الذي قدّمه الله في زمن الخروج. وكالخبز الحقيقي، تمّم يسوع عيد الفصح بتقديمه الحياة الحقيقية للمؤمنين.
عيد المظال
الجزء الخامس من خدمة يسوع العلنية يدور حول احتفاله بعيد المظال في يوحنا ٧: ١-١٠: ٢١.
في يوحنا ٧: ١-٥٢، دون يوحنا كيف احتفل يسوع بعيد المظال وكيف تمّم القصد منه. فعيد المظال كان إحياء لذكرى إنقاذ الله إسرائيل من مصر وتوفيره لهم الماء في الصحراء. وهو أيضاً احتفال بتوفير الله المطر للحصاد. وفيه يتطلع المؤمنون إلى اليوم الذي فيه يتحقق خلاص الله النهائي لشعبه. في هذا العيد، يصوّر الكاهن نعمة الله الكريمة عن طريق سكبه الماء على مذبح الهيكل. ويسوع باستخدامه هذه الصورة الرمزية للماء، أعلن بوضوح أنه الشخص الذي يعطي “الماء الحي”.
في يوحنا ٨: ١٢-٥٩، اظهر يسوع البنوة الحقيقية بدعوته نفسه ابن الله، كما أنه أنكر أن اليهود غير المؤمنين هم أولاد شرعيون لإبراهيم.
في ٩: ١-٤٢، شفى يسوع رجلاً أعمى منذ ولادته، ما دفع الفريسيين لفحص ما قام به يسوع. فعدم إيمانهم دفع يسوع إلى التصريح بأن الفريسيين هم العميان الحقيقيون رغم ادعائهم بأنهم يرون.
وقد قدّم يسوع نفسه كراعٍ صالحٍ في ١٠: ١-٢١. وعلى نقيض الفريسيين، كان يسوع الراعي الصالح لأنه كان مستعداً أن يبذل حياته من أجل الخراف.
عيد التجديد
يدوّن لنا الجزء السادس من خدمة يسوع العلنية الأحداث التي تحيط باحتفاله بعيد التجديد من يوحنا ١٠: ٢٢-١١: ٥٧.
تدوّن لنا الأعداد ٢٢-٤٠ من يوحنا ١٠ احتفال يسوع بعيد التجديد وتحقيقه الهدف منه. فهذا العيد لم يتأسس في فترة العهد القديم. والاحتفال به بدأ عام ١٦٥ق.م، بعد أن نجحت ثورة العائلة المكابية ضد الملك اليوناني أنطيوخس أبيفانس. وقد أطلق أنطيوخس على نفسه لقب أبيفانس لأنه اعتبر نفسه تجلياً لله. وقد قتل أنطيوخس العديدين في أورشليم، ونجّس الهيكل، وأمر اليهود بعبادة زفس. لذا كان عيد التجديد احتفالاً بتطهير الهيكل الذي تمّ استرداده على يد المكابيين، وأعيد تكريسه من جديد. ويعرف هذا العيد اليوم باسمه العبري هانوقة، والذي يعني “تكريس” أو تجديد.
ونرى في هذا المقطع مقابلة تباينية بين أنطيوخس ويسوع. فمن جهة ادعى أنطيوخس كذباً بأنه إله بينما كان يقتل شعب الله وينجّس هيكله. أما يسوع فهو حقاً ابن الله الذي قام بعمل الله بأمانة، بما في ذلك تقديم الحياة الأبدية لشعبه. في يوحنا ١٠: ٣٦، أعلن يسوع أن الآب قدّسه أي “كرَّسه”، وأرسله إلى العالم. وهذه الكلمة تذكّرنا بتكريس الهيكل في عيد التجديد. وبالطبع، سبق ليسوع أن شبّه إعادة بناء الهيكل بقيامة جسده في يوحنا ٢: ١٩-٢١.
وهذه المواضيع انتقلت إلى قصة قيامة لعازر ١١: ١-٥٧، والتي تبرهن عن سلطان يسوع الإلهي على الموت. فقيامة لعازر من الموت هي بمثابة إعلان عن قيامة يسوع الشخصية في نهاية الإنجيل عندما تحققت أخيراً كل آمال عيد التجديد.
الفصح الثالث
يتركز الجزء السابع الذي يتناول خدمة يسوع العلنية حول الاستعدادات للفصح الثالث في يوحنا ١٢: ١-٥٠.
استعدادات يسوع للفصح الثالث التي أشار إليها يوحنا أعدّت الطريق لخدمة تلاميذه الاثني عشر في يوحنا الفصول ١٣-١٧، بالإضافة إلى تقديمه نفسه كذبيحة خروف الفصح في الفصل ١٩. وقد بدأت استعدادات يسوع بدهنه بالطيب كإعلان عن دفنه في ١٢: ١-١١. يدوّن لنا يوحنا في الأعداد ١٢-١٩ دخول يسوع كملك ظافر إلى أورشليم. وعندما بدأ اليونانيون يؤمنون إلى جانب اليهود في الأعداد ٢٠-٥٠، أعلن يسوع أن ساعة تمجيده قد أتت أخيراً. وقد استمر الكثير من اليهود في عدم إيمانهم. لكن عندما آمن الأمم إلى جانب اليهود المؤمنين، أخبر يسوع تلاميذه بأن ساعة موته قد دنت.
يتناول القسم الرئيسي الثاني في إنجيل يوحنا خدمة يسوع الخاصة لأولئك الذين قبلوه وآمنوا به. وهذا الجزء يمتد من يوحنا ١٣: ١-٢٠: ٣١.
خدمة يسوع الخاصة
يتضمنُ هذا الجُزءُ من الإنجيلِ روايةَ يوحنا عن عشاءِ يسوعَ الأخيرِ مع تلاميذِه واعتقالِه وصَلبِه. وهي الروايةُ عن كيفيةِ إعلانِ يسوعَ مجدَه لشعبِه الخاصِ. وقد علّم يوحنا أن يسوعَ خدمَ بصورةٍ حميمةٍ أولئكَ الذين آمنوا به، وبذلَ طوعاً حياتَه من أجلِهم. وقد أظهرَ يسوعُ من خلالِ هذه الأحداثِ مجدَ اللهِ بطريقةٍ لم تُعرفْ من قبل.
يكشف هذا الجزء من إنجيل يوحنا الفكرة التي عبّر عنها يسوع في ١: ١١-١٢، حيث وردت هذه الكلمات:
إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ [يسوع] وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.
في بداية الفصول ١٢ من إنجيل يوحنا، خدم يسوع العالم، لكن حتى خاصته لم تقبله. ثم، ابتداءً من الفصل ١٣، ركّز على أولئك الذين قبلوه: أي تلاميذه.
سنتناول هذا الجزء من إنجيل يوحنا على قسمين. أولاً، سنتأمل في أحداث العشاء الأخير. ثانياً، سننظر في ساعة المجد العُظمى ليسوع، أي ساعة موته وقيامته. لنبدأ بالأحداث المحيطة بالعشاء الأخير.
العشاء الأخير
ترد رواية خدمة يسوع لتلاميذه في العشاء الأخير في أربعة أقسام متميّزة. في القسم الأول، خدمهم يسوع بغسل أرجلهم في يوحنا ١٣: ١-٣٠.
الخدمة. وقد جسّد يسوع كامل خدمته الأرضية عندما غسل بتواضع أرجل تلاميذه. وقد صوّر هذا الحدث بصورة دراماتيكية تجسده وذبيحته الفدائية على الصليب. خالق الكون انحنى أمام شعبه الخاص وخدمهم عن طريق غسل أرجلهم الوسخة التعبة. وهي خدمة ستصل إلى ذروتها في اليوم التالي على الصليب عندما سيغسل أرواحهم الوسخة التعبة بدمه الطاهر. بعد غسله أرجلهم، أعلن يسوع أن واحداً من التلاميذ سيخونه. ثم بعد أن دخل الشيطان يهوذا، ترك الغرفة ليستكمل خيانته.
بعد خدمة يسوع تلاميذه بغسله أرجلهم، واساهم في يوحنا ١٣: ٣١-١٤: ٣١.
الراحة. بعد مغادرة يهوذا، بدأ يسوع ما يسمى بـ”التعليم الوداعي”، الذي فيه أعدّ يسوع تلاميذه الأمناء لحقيقة تركه لهم قريباً.
رغم أن هذا الكلام كان موجهاً إلى الرسل، نرى أنه يوجد سبب يدعو إلى حفظه لأجيال الخدمة الرسولية القادمة. بعبارة أخرى، يمكن أن يوجد هنا مفاهيم متناقلة لأيّ شخصٍ يريد العيش كرسول وكتلميذ، كشخصٍ يتعلّم ويفهم أنّنا مُرسَلون إلى العالم. فإذا أراد أيّ منّا فهم دعوته، يمكنه الاطّلاع على التعاليم الرائعة في خطبة العليّة. وأنا أعتقد أنّ هذا المقطع يتضمن تطبيقات خاصة للقادة. وأظنّ أنّ قراءة هذه الفصول لها منفعة عظيمة للرجال والنساء الذين دعاهم الله ليكونوا قادة في جسد المسيح. ولكن ما أقوله عادةً هو أنّ كلّ دافع مسيحي يتجسد في الحقيقة في يسوع في يوحنا ١٧، لأنّه يقسّم صلاته، فيصلي من أجل الرسل ثمّ يقول “وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ”. إذاً، هذا المقطع كله في يوحنا ١٤، ١٥، ١٦، ١٧ موجّهٌ في الوقت ذاته إلى الرسل الإثني عشر وإلى الأشخاص الذين سيؤدّون الأدوار نفسها بعد رحيل الرسل. فهذا المقطع موجّه إلى كل المؤمنين. [د. ستيف هاربر]
بدأ يسوع تعليمه الوداعي بقوله إن الوقت قد حان بالنسبة له ليتمجد، أي أنه سوف يموت، ويقوم من الموت ويصعد إلى أبيه في السماء. وكان على تلاميذه أن يعيشوا دون حضوره في الجسد بينهم، حيث كان يسير ويتكلم ويعيش في وسطهم. كما أنبأ بأن بطرس على وشك أن يُنكِره ثلاث مرات. لكن يسوع عرف أن هذه الأخبار ستزعج تلاميذه، لذلك واساهم وطمأنهم بأنه سوف يأخذهم هم أيضاً في النهاية إلى الآب. وأخبرهم أنه لن يتركهم وحيدين، بل سيرسل الروح القدس ليخدمهم مكانه. استمع إلى وعد يسوع في يوحنا ١٤: ٢٦:
وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.
وعد يسوع تلاميذه أنهم لن يكونوا أبداً وحدهم. فسوف يجرّبهم العالم ويضطهدهم، ولكنهم لن يحتاجوا إلى أن يدافعوا عن اسم يسوع وعن أنفسهم بأنفسهم. فروح الحق سيقوّيهم ليتكلموا ويكتبوا عن يسوع بسلطان ودون أخطاء.
بعد مواساة يسوع لتلاميذه أعدّهم ليقوموا بخدمتهم المستقبلية كما نقرأ في يوحنا ١٥: ١-١٦: ٣٣.
الإعداد. في نهاية الجزء السابق، غادر يسوع وتلاميذه المكان الذي كانوا فيه، وبدأ يسوع جزءاً جديداً من تعليمه. بدأ بوصفه نفسه بـ”الكرمة الحقيقية” في يوحنا ١٥: ١-٨. وهذه الصورة المجازية تُذكّرنا بالمزمور ٨٠: ٨ وإشعياء ٥: ١-٧، حيث وُصفت أمة إسرائيل بكرمة مجيدة. وبسبب فشل إسرائيل وخطيئتها، تحوّلت لاحقاً إلى “كرمة برية فاسدة” في إرميا ٢: ٢١. لكن يسوع استخدم هذه اللغة المجازية ليؤكد لتلاميذه أنه كان يعيد بنفسه تأسيس أمة إسرائيل الحقيقية والأمينة، وأن التلاميذ هم جزء من هذه الخطة العظيمة. استمع إلى ما قاله يسوع في يوحنا ١٥: ١-٥:
أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ … أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ.
عن طريق إعلانه أنه الكرمة الحقيقية، قال يسوع إنه بمعنى أعمق، هو إسرائيل. فيسوع كان ممثلاً لإسرائيل ومتمماً لمصيرها. فقد أخفقت إسرائيل في تأسيس ملكوت الله على الأرض، لكن يسوع نجح. وتلاميذه كانوا أغصان الكرمة. فقد كانوا جزءاً من شعب الله، والأدوات التي من خلالها سينجز الله خطته للعصور اللاحقة.
لكن يسوع علِمَ أيضاً أن العالم سيكره التلاميذ، لأنه سبق وكرهه هو أيضاً. لذلك طمأنهم أنه سيصلي إلى الآب من أجلهم. فهم سفراؤه وممثلوه ذوو السلطان على الأرض. ولهذا السبب، سيسمع الرب صلواتهم كما لو أن يسوع نفسه يصليها. وكما قال لهم في يوحنا ١٦: ٢٣-٢٤:
اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ. إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئاً بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً.
بعد إعداده لتلاميذه، صلى يسوع من أجلهم في يوحنا ١٧: ١-٢٦.
الصلاة. تُدعى صلاة يسوع في يوحنا ١٧ غالباً صلاة رئيس الكهنة، لأنه يشفع في أتباعه كما يفعل الكاهن. بصورة خاصة، صلى يسوع إلى الآب ليحفظ تلاميذه لكي يؤمن الكثيرون على أيديهم. كما صلى لكي يُحفظوا هم وتلاميذهم من قوى العالم، وأن يكونوا أقوياء في وحدتهم ويمجدوا الله في حياتهم.
يسوع كان يعرف أنّ الوقت المتبقّي له قصيرٌ وأنّ ساعته قد أتت ليعود ويكون مع الآب حيث كان قبل تأسيس العالم. في هذا الوقت قال يسوع، كما نعلم: “إن الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ، وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهَلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ”. فيسوع كان فعلاً يصلّي إلى الآب من أجل التلاميذ. وتابع فقال: أنا عملتُ معهم نحو ٣ سنواتٍ لأقدّسهم وأقودهم إلى ما وصلوا إليه. ولكنّني الآن لن أكون معهم. فاحفظهم أيّها الآب وأكمل عملية التقديس هذه لأنّهم سيواجهون تجارب صعبة وسيتعرّضون لاضطهاداتٍ شديدة. والآن، كيف يتخطّى التلاميذ كلّ هذه المصاعب؟ نعود ونقول إنّ هذه الصلاة التي نطق بها يسوع كانت موجّهةً إلى الله لكي يعتنيَ بتلاميذ يسوع الذين هم على وشك مواجهة التجارب والاضطهادات والموت في سعيهم لخدمته، ولا بد من هذه التضحيات لنشر إنجيل يسوع المسيح. [ق. تاد جيمز]
بعد وصفه العشاء الأخير، يخبرنا يوحنا عن موت يسوع وقيامته من يوحنا ١٨: ١-٢٠: ٣١.
الموت والقيامة
في إنجيل يوحنا، غالباً ما يوصف موت يسوع وقيامته والأحداث المتصلة بهما بساعة مجد أَو تمجيد يسوع. في العهد القديم، كلمة “مجد” تشير غالباً إلى حضور الله بين شعبه. رافق مجد الله إسرائيل في كل تاريخها. وكان مجده السحابة التي قادت بني إسرائيل أثناء تجوالهم في البرية في خروج ١٦: ١٠. وكان مجده في خيمة الله في خروج ٤٠: ٣٤-٣٥. كما أن مجد الله حلّ في هيكل سليمان في ١ ملوك ٨: ١١. ومقابل ذلك تشير كلمة “مجد” في إنجيل يوحنا إلى يسوع كابن الله المتجسد الذي عاش بين شعبه.
لكن عندما أشار يسوع إلى “ساعة مجده”، كان عادة يعني تلك النقطة المحدّدة في حياته التي فيها سيظهر مجده للعالم بأعمق صورة ممكنة. بكلمات أخرى، كان يشير إلى موته وقيامته.
لا يَنظرُ البشرُ عادةً إلى الموتِ كأمرٍ مجيدٍ. لكنَّ موتَ يسوعَ وقيامتَه حقَّقا المصالحةَ لشعبِ اللهِ. وموتُ يسوعَ الطوعيُّ وقيامتُه جلبا الخلاصَ والحياةَ لكلِّ الذين آمنوا بهِ وقبِلوه كالمسيحِ المنتظرِ. وقد أعلنا لنا محبةَ اللهِ وقوتَه بطريقةٍ لم نكنْ لنعرفَها من دونِهما. نعم، كانت طريقةُ الفداءِ مأسويةً لكن جميلةً أيضاً. فقد أدى موتُ يسوعَ وقيامتُه إلى تمجيدِ اللهِ وتسبيحِه. باختصارٍ، كانا أمجدَ حدثَينِ في كلِّ تاريخِ البشريةِ.
تنقسم رواية موت يسوع وقيامته إلى ثلاثة أقسام رئيسة، بدءاً من القبض عليه ومحاكماته في يوحنا (١٨: ١-١٩: ١٦).
القبض عليه ومحاكمته. نقرأ أولاً عن القبض على يسوع في ١٨: ١-١١. بعد خيانة يهوذا ليسوع وتسليمه إلى السلطات، جاء جند وخدام من عند رؤساء الكهنة والفريسيين، وألقوا القبض على يسوع. في ١٨: ١٢-٢٧، أُحضِر يسوع إلى قيافا رئيس الكهنة ليتم استجوابه. خلال هذا الوقت، أنكر بطرس يسوع ثلاث مرات، تماماً كما أنبأ يسوع.
بعد ذلك، حوكم يسوع أمام بيلاطس الحاكم في ١٨: ٢٨-١٩: ١٦. وقد استنتج بيلاطس أن يسوع كان بريئاً، لكنه لم يطلقه خوفاً من اليهود. لكن القوة الحقيقية وراء القبض على يسوع ومحاكماته كان الله نفسه. فلا بيلاطس ولا قيافا كانا بالفعل مسيطرَين على الوضع. فكل شيء حدث وفق خطة الله. كما نقرأ في يوحنا ١٩: ١٠-١١:
فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: أَمَا تُكَلِّمُنِي؟ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَاناً أَنْ أَصْلِبَكَ وَسُلْطَاناً أَنْ أُطْلِقَكَ؟ أَجَابَ يَسُوعُ: لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ.
أما القسم الرئيسي الثاني من سجل يوحنا عن موت يسوع وقيامته فهو الصلب في يوحنا ١٩: ١٦-٣٧.
الصلب. في روايته عن موت يسوع، شرح يوحنا كيف أن الأحداث الخاصة المتعلقة بالصلب تممت توقعات العهد القديم عن المسيح الموعود. وقد برهنت هذه التفاصيل أن يسوع لم يؤخذ على حين غرة؛ فقد تمّ كل شيء بحسب خطة الله.
أثناء إلقاء القبض عليه ومحاكمته وصلبه، حافظ يسوع على وقار لا يُقهَر. فقد بذل ابن الله حياته من أجل شعبه، وبعمله هذا أعلن مجد الله بطريقة لم تُعلَن من قبل. إلى أي مدى يمكن لله أن يذهب بغية إنقاذ شعبه؟ كل الطريق حتى الصليب!
يقول الكتاب المقدّس إنّ يسوع احتمل الصليب مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ. فالصليب كان أصعب ما يمكن للمرء تحمّله. فما من عذابٍ أقسى من العذاب الذي عاناه ابن الله على الصليب، لأنّه لم يمُت موتاً قاسياً فحسب، بحسب المفهوم البشري، بل حمل على كتفيه عبء خطيتنا ودينونة الله عليه. وهذا أصعبُ الأمور التي يمكن أن يقوم بها المرء. غير أنّ يسوع قام بذلك مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ. ومعنى ذلك أنّه كان يعرف النتيجة. فقد عرف أنّه من خلال ما يقوم به سيُظهِر مجد الله، ومحبّته، وعدله، ودينونته، وقداسته، وحنانه، وعطفه وهي تلتقي كلّها فيما عمله على الصليب بطريقةٍ تجعلنا نراه كما هو، فحين نجتمع حول الخروف المذبوح، نجتمع أمام عرشه سنسبحه ونعبده إلى أبد الآبدين. والله أظهَر قوّته ومجده وبيّن لنا حقيقة مَن كان على الصليب ونحن نعبده لذلك. وقد أتى بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ بصليبه، وقام بذلك بفرح نظراً لما سيحصده بسبب الفداء. [د. إيريك ثيونيس]
ثالثاً، ينتهي الكلام على موت يسوع وقيامته بالقيامة نفسها في يوحنا ٢٠: ١-٣١.
القيامة. وفق يوحنا ٢٠: ١-٩، كان قبر يسوع حقيقة تاريخية. وقد رأى كل من مريم وبطرس ويوحنا نفسه، أن يسوع لم يكن هناك. في ٢٠: ١٠-٣٠، ظهر يسوع لمريم المجدلية، وللتلاميذ، ولتوما. وتبيّن هذه التقارير أن أتباع يسوع كانوا مشككين نوعاً ما ولا يُخدَعون بسهولة.
والجدير بالذكر أن توما لم يكن حاضراً عندما ظهر يسوع لأول مرة لتلاميذه. وقد كان مشككاً، وأراد الدليل على قيامته. فهو لم يشأ أن يؤمن بقصة غبية عن القيامة. ويشكّل اعترافه في العدد ٢٨ ذروة رواية يوحنا، حيث اعترف توما بيسوع هاتفاً “ربي وإلهي”.
ما يلفت نظرنا هو أنّه حين سمع توما من التلاميذ الآخرين الذين عرفهم معرفة شخصيّةً بشكلٍ جيّد وكان يسافر معهم طوال تلك الفترة، إذاً كان يعرفهم جيداً، وعندما قالوا له إنهم رأوا المسيح المُقام، لم يقدِر أن يصدّق، رغم أن الذين أخبروه بالأمر ليسوا غرباء، وكلّهم كانوا مصّدقين الخبر. أما هو فلم يستطع ذلك، وأتصور أن ذلك يعود إلى عدم قدرته على المغامرة بإيمانه مرّةً أخرى حتى لا يعود ويخيب أمله. كان خائفاً من خيبة أمل جديدة. [د. ديفيد ردلينغ]
علماً بأنّ الشكّ ساور توما الذي قال “إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ”، وغالباً ما يلقَّب بـ”الشكاك” لأنّه لم يؤمن بيسوع أنه قام من الموت، لكن يجب ألا نقسوَ على توما. ففي البداية، يخبرنا يوحنّا أنّ توما لم يكن مع الإثني عشر حين جاء يسوع إليهم وأظهر لهم نفسه. وثانياً، إن كنّا نؤمن أنّه تمّ اختيار التلاميذ ليكونوا شهود عيانٍ على قيامة يسوع، فمن المنطقي أنّه كان على توما أن يرى من أجل أن يؤمن. وثالثاً، علينا أيضاً أن نقول إنّه عندما وقف يسوع في وسطهم وأظهر نفسه لتوما. صرّح توما بأجرأ وأوضح مجاهرة إيمان في كل الإنجيل. فهو نادى يسوع قائلاً “رَبِّي وَإِلهِي”. وهنا يُكمّل يوحنّا موضحاً في نهاية الفصل ٢٠ أنّ يسوع قال له “لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا”. بمعناً ما كان على توما أن يرى ليؤمن. ونحن بمعنى ما نؤمن اليوم لا من خلال رؤية يسوع أمامنا، بل في الواقع من خلال تقدير كلّ ما رآه الرسل وفَهموه. وأظنّنا غير عادلين حيال توما، فهو أدّى دوراً فريداً وشكّل نموذجاً رائعاً لكل من يؤمن بيسوع ويتخذه ربّاً ويُظهِر إيماناً رائعاً به. وهو مدرسة لنا حتّى نسجد ليسوع ونعبده بدورنا حين نفهم حقّاً مَن هو. [د. سايمن فايبرت]
القسم الأخير من إنجيل يوحنا هو الخاتمة لسجل حياة يسوع الأرضية وخدمته، وهي مدوّنة في يوحنا ٢١: ١-٢٥.
الخاتمة
تنتقي هذه الخاتمة مواضيع من الإنجيل بكامله، ثم توجّه القراء نحو المستقبل. وهي مثل الفصل السابق، تخبرنا عن ظهور يسوع بعد القيامة في الأعداد ١-١٤. لكن التشديد في الرواية ليس على حقيقة الظهور. ففي العدَدين ١، و١٤ تحدث يوحنا عن هذا الظهور كإعلان مستخدماً الكلمة ذاتها التي استخدمها في ٢: ١١ عندما قال إن يسوع “أظهر مجده”. من هنا، بدل أن يستخدم هذا الظهور كبرهان بسيط عن القيامة أرادنا يوحنا أن نقرأ ما دونه هنا كإتمام للإعلان عن يسوع ومجده الذي بدأ في الفصل الأول من إنجيله واستمر في كل الإنجيل.
علاوة على ذلك، تؤكد الخاتمة أيضاً سلطان الرسل والتلاميذ الآخرين في الشهادة ليسوع، فبالرغم من حقيقة نكران الرسول البارز بطرس ليسوع ثلاث مرات. ففي يوحنا ٢١: ١٥-٢٣، أبطل يسوع نكران بطرس له ثلاث مرات عن طريق مسامحته ثلاث مرات متتابعة. وخلال عملية ردّ بطرس هذه، أوكَل يسوع إلى بطرس الاعتناء برعية الله. فيسوع نفسه هو الراعي الصالح. لكنه عيّن بطرس ليتبع مثاله في الاعتناء بشعب الله.
ينتهي كل من الأناجيل الأخرى بنوع من المأمورية العظمى، أي وصية يسوع لرسله وتلاميذه ببناء الكنيسة. وقصة ردّ بطرس إلى الخدمة هي طريقة يوحنا في النظر إلى مستقبل الكنيسة. فقد وعد يسوع بأن يكون مع شعبه دائماً من خلال رعاة أمثال بطرس. وكما كتب بطرس لاحقاً في ١ بطرس ٥: ١-٢:
أَطْلُبُ إِلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، أَنَا الشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ، وَالشَّاهِدَ لآلاَمِ الْمَسِيحِ، وَشَرِيكَ الْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ، ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ.
يعتقدُ معظمُ الدارسينَ أن يوحنا كتبَ إنجيلَه عندما كان معظمُ الرسلِ قد ماتوا. وربما كان الرسولَ الوحيدَ الباقيَ على قيدِ الحياةِ في تلك الفترةِ. لذلك كان من المهمِ أن يعرفَ شعبُ اللهِ أن يسوعَ ما زال حاضراً معهم من خلالِ رعاةِ قطيعِه. ففي النهايةِ، ليس بُطرسُ أو أيٌّ من الرُسلِ هم الذين قادوا الكنيسةَ، بل قادها يسوعُ من خلالِهم بينما كانوا يتبعونَه. أما الرسلُ فقد خدموا فقطَ كسفراءَ ومعاونينَ ليسوعَ. ووعد يسوعُ بأن يعودَ شخصيّاً من أجل شعبِه، بصورةٍ جسديةٍ ودائمةٍ ليقودَهم في المستقبلِ.
بعد أن نظرنا إلى كل من خلفية إنجيل يوحنا وبنيته ومحتواه، بتنا مستعدين أن ننظر في بعض المواضيع الرئيسية التي شدّد عليها يوحنا.
القسم الثاني: البنية والمحتوى
مخطط لتدوين الملاحظات
II البنية والمحتوى
أ. المقدمة
ب. خدمة يسوع العلنية
1. الاستعداد للخدمة
2. الفصح الأول
3. عيد اسمه غير مذكور
4. الفصح الثاني
5. عيد المظال
6. عيد التجديد
7. الفصح الثالث
ج. خدمة يسوع الخاصة
1. العشاء الأخير
2. الموت والقيامة
د. الخاتمة
أسئلة المراجعة
1. ما هي الأفكار الأربعة الرئيسية الموجودة في يوحنا 1: 10-14؟
2. اذكر الأقسام الرئيسية التي يعطيها الدرس للإنجيل بحسب يوحنا، وقُم بمطابقتها مع الأربعة مواضيع الموجودة في يوحنا 1: 10-14.
3. ما هي أول معجزة ليسوع بحسب إنجيل يوحنا؟
4. لماذا تُدعى المعجزات في إنجيل يوحنا عادة “آيات”؟
5. ما هي الأسماء المعطاة ليسوع في الإنجيل بحسب يوحنا؟ ما الذي تعنيه كلمة “رابي”؟
6. كيف يُعرِّف الدرس إيمان الخلاص؟
7. في قسم إنجيل يوحنا المدعو “خدمة يسوع العلنية”، على أي أساس يتم تقسيم معظم الأقسام بحسب الخط الإرشادي المُعطى في الدرس؟
8. اشرح الخلفية والمعنى الخاص بعيد التجديد.
9. اشرح الأهمية التاريخية لأنطيوخس أبيفانس. ما هي أهميته بالنسبة لليهود؟ لماذا كان يُدعى أبيفانس.
10. بحسب الدرس، ما الذي رمز له يسوع عندما غسل أرجل التلاميذ؟
11. بحسب الدرس، ما هي ذروة رواية يوحنا؟
12. تأكد من معرفتك لمحتوى المقاطع الكتابية التالية:
يوحنا 1: 10-14
يوحنا 15: 1-5
يوحنا 14: 26
يوحنا 17
أسئلة تطبيقية
1. ما رأيك في تعريف إيمان الخلاص المُعطى في الدرس؟ هل لديك هذا النوع من الإيمان؟
2. ما هو التعليم أو الحدث الوارد في إنجيل يوحنا الذي تحدث إليك بشكل خاص أثناء دراستك لهذا الدرس؟ اشرح السبب.
3. أي مقطع من مقاطع إنجيل يوحنا تحدث إليك بشكل خاص عند دراستك هذا الجزء من الدرس؟ اشرح السبب.

- انطيوخوسحاكم يوناني ذبح الكثيرين في أورشليم، ودنس الهيكل، وأمر بعبادة زفس. يُدعى في الكثير من الأحيان "أبيفانس" لأنه ظن أنه إظهار لله.
- رؤيوياسم معطى لجماعات يهودية من زمن المسيح، والذين آمنوا أن الله سيتدخل بطريقة معجزية ليدمر أعدائهم وليبدأ ملكوته.
- برناباابن عم مارك (كاتب الانجيل الثاني). اصطحب بولس في رحلته الإرسالية الأولى، مع مرقس، الذي تركهم قبل أن ينتهوا من رحلتهم. وبما أن بولس لم يرد أن يأخذ مرقس معه في رحلته الإرسالية اثانية، أخذ هذا الرجل مرقس معه في رحلة منفصلة
- بوانرجستعبير آرامي يعني "اني الرعد"، استخدمه المسيح مع يعقوب ويوحنا
- كفرناحوممدينة على الساحل الشمالي من بحر الجليل. وعظ يسوع كثيرًا هنا وقام بصنع المعجزات في وقت مبكر من خدمته
- كريستوسكلمة يونانية (تم نقلها حرفيًا إلى العربية) تعني المسيح، وهي مستخدمة في السبعينية لتترجم "مشيخ" أو "مسيا" وتعني "الممسوح"
- اكليسيةمصطلح يوناني يعني الجماعة، شعب الله، الكنيسة.
- إيليانبي من العهد القديم ظهر مع موسى عند تجلي يسوع.
- أفسسالمدينة التي غالباً ما كتب فيها يوحنا إنجيله الرابع
- إسخاتولوجيتعبير لاهوتي لدراسة الأيام الأخيرة
- الإنجيل الأوليُعرف أيضًا باسم بروتوإيفانجليون، وهو مصطلح لاهوتي يطلق على أول وعد بالفداء والموجود في التكوين 3: 15
- يوسابيوسمؤرخ مسيحي مبكر (263- 340 م) كتب كتاب "التَّارِيخِ الْكَنَسِيِّ".
- جبرائيلملاك ظهر ليعلن في دانيال 9 أن السبي سيستمر لمدة مئة عام. في لوقا هو يعلن عن ميلاد يوحنا المعمدان وميلاد يسوع.
- هانوكاعيد التكريس، للإحتفال بإنتصار المكابيين في عام 186 ق.م.
- إيريناوسكاتب مسيحي مبكر (130-202). كتب "ضد الهرطقات"، حيث يؤكد على صحة الأناجيل الأربعة، ويقول التعليق التالي أيضًا عن إنجيل متى: "متى أيضًا أصدر إنجيلاً مكتوبًا بين العبرانيين بلهجتهم الخاصة، بينما كان بطرس وبولس يعظان في روما، ويضعان أسس الكنيسة"
- يوسفالأب الشرعي ليسوع (وليس الجسدي)، زوج مريم، من نسل داود
- يوسيفوسمؤرخ يهودي من القرن الأول الميلادي (37- 100م تقريبًا) والذي كتب مجلد "الْعَادِيَّاتِ".
- قهالتعبير عبري يعني الجماعة، شعب الله
- ملكوت السمواتتعبير استخدمه متى فقط ليشير إلى النطاق الروحي الجديد الذي أسسه يسوع. استخدم متى هذا التعبير بدون اسم "الله" اتباعاً لعادات اليهود في تجنب استخدام اسمه.
- كراتيستتعبير يوناني (نقل حرفيًا إلى العربية) يعنى "الأسمى"، الشخص الأكثر تبجيلاً، يُستخدم أحيانًا للحكام الرومان. يستخدم لوقا هذا التعبير عندما يشير إلى ثاوفيلس
- كيريوسكلمة يونانية (نقلت حرفيًا إلى العربية) تعني "رب".
- لاوياسم آخر لمتى
- مكابيينعائلة من الكهنة بدأت ثورة في عام 165 ق.م. ضد اليونانيين الذي كانوا يسودونهم.
- مناسم الخبز الذي وفره الله لإسرائيل في البرية
- مشيخكلمة عبرية (نقلت حرفيًا إلى العربية) تعني "المسيا"، الممسوح
- موسىنبي من العهد القديم ومحرر قاد الإسرائيليين من مصر. الرجل الذي قطع الله معهم "عهد الناموس" القومي، ومن قدم الوصايا العشرة وسفر العهد لشعب إسرائيل. ظهر أيضًا مع إيليا عند تجلي يسوع.
- القصاصة المورِتارِيةأقدم وثيقة معروفة بها قائمة بأسفار العهد الجديد القانونية، 170- 180م.
- نيرونامبراطور روماني من 54- 68م. اضطهد المسيحيين
- نيقوديموسرجل سأل يسوع كيف يمكن للإنسان أن يولد ثانية في القصة التي تم سردها في يوحنا 3
- اسميينالاسم المعطى لجماعات يهودية آمنوا أن الله لن يتدخل ليؤسس ملكوته حتى تصبح إسرائيل مطيعة في حفظ الناموس
- أوريجانوسهو لاهوتي مسيحي مبكر من الإسكندرية (185-254م تقريبًا)، تشمل كتاباته على "عن المبادئ الأولى"، والذي يدافع فيه عن كون الكتاب المقدس السلطة النهائية للعقيدة المسيحية، و"الهكسبلا"، وهي دراسة مقارنة للترجمات العديدة للعهد القديم.
- بابياسكاتب مسيحي مبكر (من بداية القرن الثاني) يوسابيوس اقتبسه في كتاب "تاريخ الكنيسة" على أنه يقول تعليقات عن الأناجيل متى ومرقس.
- فصحعيد يهودي لتذكر خلاصهم من مصر. رتب يوحنا الأحداث الزمنية في حياة يسوع حول هذه الاحتفالات.
- بطرسرسول كان مرقس يساعده في روما. بحسب مؤرخي الكنيسة، اعتمد مرقس على سرده لحياة المسيح في كتابة انجيله. كان يدعو مرقس "ابنه".
- بيلاطسالحاكم الروماني الذي أمر بصلب يسوع
- بلوتارخمؤرخ يوناني علماني، 46- 120م. كتب سيرة ذاتية عن حياة شَيْشَرون، وهي مثال عن كيف أن حتى السير الذاتية العلمانية في ذلك الوقت حاولت أن تحافظ على السجلات الدقيقة.
- قمراناسم الكهف الذي وجدت فيه مخطوطات البحر الميت
- رابياسم يهودي يعني "معلم"
- روفسمذكور في انجيل مرقس كأحد أبناء الرجل الذي حمل صليب المسيح. وهو في الغالب نفس الشخص الذي ذكره بولس في الرومية كعضو في الكنيسة في روما.
- رايلانداسم أُعطي لأقدم مخطوطة لإنجيل يوحنا (أجزاء منه). تُسمى أيضًا البردية 52، ويرجع تاريخها من 100- 150م.
- الصدوقيينطائفة يهودية كانت موجودة في زمان المسيح؛ التصقت بالناموس المكتوب ولم تؤمن بقيامة الأموات.
- سلوميأم يوحنا، مؤلف الانجيل الرابع. من الممكن أن تكون أخت مريم، أم يسوع
- الخلاصالتحرر من طغيان الشر ومن دينونة الله على الخطية
- ابن داودالاسم الذي يستخدمه متى كثيرًا (أكثر من كل الأناجيل الأخرى مجمعة) للحديث عن يسوع
- إيزائيةتعني "تُرى معاً". يُستخدم هذا المصطلح للأناجيل الثلاثة الأولى، متى، مرقس، ولوقا بسبب التشابهات بينهم.
- هيكلبناء في أورشليم حيث عبد شعب إسرائيل الله وحيث وعد الله أن يكون حاضراً مع شعبه بطريقة خاصة. تدمر في عام 586ق.م.، وتم إعادة بنائه لاحقًا، وتدمر ثانية في عام 70م.
- ثاوفيلسالشخص الذي يخاطبه لوقا في إنجيله وفي الأعمال
- توماالتلميذ المعروف بشكه في أن يسوع قد قام بالفعل
- يهوهاسم عبراني لله، عادة ما تترجم "رب"، ويأتي من جملة "أكون من أكون"
- غيورونطائفة يهودية في وقت زمان المسيح آمنت أن الله سيُدخل ملكوته من خلال تمردهم على السلطات