مساقات عبر الإنترنت Online Courses

  • التسجيل
  • تسجيل الدخول
الرئيسية / الدورات الدراسية / الأناجيل / الدرس الأول: مدخل إلى الأناجيل

الأناجيل – الدرس الأول – القسم الثالث

تقدم القسم:
← العودة إلى الدرس
  • الفيديو
  • الملف الصوتي
  • النص

الوحدة
نفس القصة
يسوع
البراهين

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aGOS01_09.mp4
موضوعات ذات صلة
What's the value in having multiple gospels that say essentially the same thing?

المفردات
المراحل

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aGOS01_10.mp4
موضوعات ذات صلة
Why did the gospel writers find it so remarkable that Peter specifically confessed Jesus to be the Christ?
  • الوحدة
    نفس القصة
    يسوع
    البراهين
  • المفردات
    المراحل

الوحدة
نفس القصة
يسوع
البراهين

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aGOS01_09.mp3
موضوعات ذات صلة
What's the value in having multiple gospels that say essentially the same thing?

المفردات
المراحل

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aGOS01_10.mp3
موضوعات ذات صلة
Why did the gospel writers find it so remarkable that Peter specifically confessed Jesus to be the Christ?
  • الوحدة
    نفس القصة
    يسوع
    البراهين
  • المفردات
    المراحل

الوحدة

الآن وقد فَحَصنا النوعَ الأدبيَ للأناجيلٍ ونَظَرنا إلى مكانتِها في الكنيسة، صرنا مستعدينَ أن ننظرَ في الوَحدة بين الأناجيلِ الأربعةِ في العهدِ الجديد.

سننظرُ في الوَحدةِ بين الأناجيلِ أولاً، عن طريق التأكيدِ على أن كلَ سِفرٍ يُخبرُنا القصةَ ذاتَها عن ملكوتِ الله، وثانياً عن طريقِ فحصِ تشديدِها على يسوعَ كالشخصِ الذي يأتي بملكوتِ الله. لنبدأْ بالتأكيدِ أنَ القصةَ الشاملةَ ذاتَها مرويةٌ في كل الأناجيل.

نفس القصة

يمكننا القول بصورة عامة، أن القصة التي ترويها كُتُبُ متى ومَرقُس ولوقا ويوحنا هي الإنجيل. في الواقع هذا هو السببُ وراءَ الإشارةِ إلى تلكَ الكتُبِ بـ”الأناجيل”. فهي الكتبُ التي تُخبِرُنا قصةَ الإنجيل. لكن ما هي بالتحديدِ قصةُ الإنجيل؟

كلمة إنجيل هي ترجمةُ الكلمةِ اليونانيةِ إفَنجليون التي تَعني ببساطةٍ البشارة أو الخبر السار. لذلك عندما يتحدثُ الكتابُ المقدسُ عن إنجيلِ يسوعَ، فهو يشيرُ إلى الخبرِ السارِ عن يسوع. لكن ما هو بالتحديدِ هذا الخبرُ السارُّ؟ من هو يسوع؟ وما هي القصةُ التي تُخبرُنا الأناجيلُ عنه؟

بُغية الإجابةِ عن هذه الأسئلة، يجبُ أن نفهمَ أن كلمةَ “إنجيل” تشيرُ أحياناً إلى نوعٍ محدّدٍ من الأخبارِ في العالمِ القديم. على وجهِ الخصوص، عندما كان الملوكُ المحاربونَ أو الأباطرةُ يُخضِعون أراضيَ جديدة، كانوا يقومون بنوعٍ من الإعلاناتِ الملَكيةِ عن انتصاراتِهم، وتلك الإعلاناتُ كانت تُسمّى “البشارة”. وباستخدامِها هذا التعبيرَ “إنجيل”، أعلَنَت “البشارة” عن انتصارِ مَلِك، وعن كون مُلكُه سيأتي بالبركاتِ إلى شعبِه. في الواقع، هذه هي الطَريقةُ التي استُخدِمَ فيها هذا التعبيرُ في العهدِ القديم.

على سبيلِ المِثال، استمِع إلى كلماتِ إشَعياء ٥٢: ٧:

مَا أَجْمَلَ عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَيِ الْمُبَشِّرِ الْمُخْبِرِ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِ بِالْخَيْرِ الْمُخْبِرِ بِالْخَلاَصِ الْقَائِلِ لِصِهْيَوْنَ: “قَدْ مَلَكَ إِلَهُكِ!”

تخيّلَ إشَعياءُ في هذا المَقطَع، الاقترابَ الرائعَ للمُرسَلين من الجبالِ المحيطةِ بأورشليم، معلنينَ البشارة بأن زمنَ سَبي إسرائيلَ قد انتهى.  فهم أعلنوا السلامَ والخلاصَ نتيجةَ مُلكِ اللهِ على الجميع.

وفي قرينةِ نبُوةِ إشَعياء، أيْ ملكُ الله – تأسيسُ مَلكوتِه على الأَرض- كانتِ الأخبارُ السارةُ التي كان شعب إسرائيلَ ويهوذا بحاجة أن يَسمعها. هي الأخبارُ بأن مُلك الله، سيجلبُ للشعب الراحةَ من أعدائِه وسيَعيشُ في مَلكوتِ الله الشاملِ إلى الأبَد.

لكن في زَمنِ إشَعياء، لم يكن اللهُ قد فعلَ ذلكَ بعد. فنبوةُ إشَعياءَ كانت تنظرُ إلى يومٍ في المستقبلِ عندما سيأتي اللهُ بقوةٍ كملكٍ على الأرضِ كلِها. والأخبارُ السارةُ التي أعلنَها متى ومَرقُس ولوقا ويوحنا، هي أن ذلكَ اليومَ قد أتى أخيراً بيسوعَ المسيح. وقد روى كُتّابُ الأناجيلِ جميعاً القصةَ ذاتَها، مشيرين إلى يسوعَ كالشخصِ الذي جاءَ بملكوتِ الله، وحقَّقَ نُبواتِ العهدِ القديم. فهُم الْمُبَشِّرونَ أصحابُ الأقدامِ الجميلة، الْمُخْبِرون بمجيءِ ملكوتِ اللهِ إلى الأرضِ بواسطةِ مَلِكِه الأخير: يسوع. وهذه القصةُ الواحدةُ حولَ مجيءِ الملكوتِ تشكّلُ الوَحدةَ الشاملةَ التي تشتركُ فيها الأناجيلُ الأربعة.

على ضوءِ هذه الحقيقة، يجب ألاَّ يُفاجِئَنا استخدامُ أناجيلِ العهدِ الجديدِ عباراتٍ مثلَ “إنجيل” و”يُبَشِّر” بصورةٍ أقلَ بكثيرٍ من العباراتِ التي تُشيرُ إلى مَلكوتِ الله. فأشكالٌ مختلفةٌ لكلمةِ “إنجيل” تَظهَرُ فقط في ثلاثةٍ وعشرينَ عدداً في متى ومَرقُس ولوقا ويوحَنا. بالمُقابِل، عباراتٌ مثلُ “ملك” و”ملكوت الله” وتعبيرُ متى الخاص “ملكوتُ السماوات”، مستخدمةٌ حوالي مئةٍ وخمسينَ مرةً.

الآن وقد فًهِمنا أن كلَ الأناجيلِ تُخبرُ القصةَ ذاتَها عن ملكوتِ الله، دعونا ننظرُ إلى تشديدِها على يسوعَ كملكٍ جاءَ بملكوتِ الله.

يسوع

نقاشُنا حولَ يسوعَ والملكوتِ ينقسِمُ إلى ثلاثةِ أقسام: أولاً، سنتأملُ ببعضِ البراهينِ التي تُقدِّمُها الأناجيلُ لتبرهنَ أن يسوعَ جاءَ بالملكوت. ثانياً، سنصفُ المفردات التي يستخدمُها الكتابُ المقدسُ ليتحدثَ عن يسوعَ والملكوت. وثالثاً، سنرى أن يسوعَ قد أتى بالملكوتِ على مراحل. لنبدأْ ببعضِ البراهينِ أن يسوعَ قد جاءَ بالملكوت.

البراهين

هناكَ جوانبٌ عديدةٌ مختلفةٌ تؤكدُ أن الأناجيلَ تَحدَثتْ عن مجيءِ ملكوتِ اللهِ بيسوع. لكنْ من أجلِ أغراضِ دَرسِنا، سنُركِّزُ على ثلاثةٍ فقط: أولُ برهانٍ نشيرُ إليه عن ملكوتِ اللهِ هو سلطانُ يسوعَ على الأرواحِ الشريرة. استمِعْ إلى ما قالَه يسوعُ في متى ١٢: ٢٨:

وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ!

كان يسوعُ في هذا المَقطَعِ قد طردَ روحاً شريراً. وقد برهنَت قُدرتُه على طردِ الأرواح، أنه جاءَ بملكوتِ الله.

ناحيةٌ ثانيةٌ برهنت الأناجيلُ من خِلالِها أن مَلكوتَ الله قد أَقْبَلَ، كانت من خلالِ قدرةِ يسوعَ على شِفاءِ المَرضى وإقامَةِ المَوتى.

تشيرُ الأناجيلُ باستمرارٍ أن قدرةَ يسوع على الشفاءِ – كذلك القدرةَ التي أعطاها لتلاميذِه – هي البرهانُ على أنه أتى بملكوتِ الله. ونرى هذا الموضوعَ في متى ٤: ٢٣ – ٢٤، و٥: ٨ – ١٣، و١٠: ٧ – ٨. كما نرى هذه القدرةَ في لوقا ٩: ١ – ١١، و ١٠: ٩ – وفي أماكنَ أُخرى كثيرة. ونرى مجيءَ الملكوتِ أيضاً في سلطانِ يسوعَ على غُفرانِ الخَطايا.

استَمِعْ إلى ما تنبأَ عنهُ إشَعياءُ حولَ مجيءِ المسيحِ المُنتظَر في سِفرِ إشَعياءَ ٣٣: ٢٢ – ٢٤:

فَإِنَّ الرَّبَّ قَاضِينَا. الرَّبُّ شَارِعُنَا. الرَّبُّ مَلِكُنَا هُوَ يُخَلِّصُنَا… وَلاَ يَقُولُ سَاكِنٌ: “أَنَا مَرِضْتُ”. الشَّعْبُ السَّاكِنُ فِيهَا مَغْفُورُ الإِثْمِ.

وأَشارَ إشَعياءُ إلى الامتيازِ الإِلَهي المَلَكي بالشِفاءِ والغُفران، وتَنَبَأَ أن الشِفاءَ والغُفرانَ سيأتِيانِ في النهايةِ من خلالِ المسيحِ المُنتظَر عندما يأتي بملكوتِ اللهِ إلى الأرضِ.

وهذا تماماً ما فعلهُ يسوع. فقد دعا الناسَ إلى دخولِ مَلكوتِ الله، وقدّم لهم حياةً عِوَضاً عن الموت. تلكَ كانتْ رسالةَ خلاصٍ، رسالةَ تحريرٍ من الخَطيِّة. استمِع إلى حديثِ يسوعَ في مَرقُسَ ٢: ٩– ١١:

“أَيُّمَا أَيْسَرُ، أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟‏ وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا”. قَالَ لِلْمَفْلُوجِ:‏ “لَكَ أَقُولُ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ!”

أدهشَ يسوعُ الجميعَ عندما أعْلَنَ أن ابنَ الإنسانِ الذي كان الملكوتُ حاضِراً فيه، لهُ سلطانٌ على الأرضِ أن يَغْفِرَ الخَطِيَّة.

مع يسوع، جاءَ حُكمُ الله. مُلكُ الله، “ملكوتُ” الله، كانَ هنا على الأرض. وعَنى ذَلكَ مَجيءُ البَرَكاتِ لشعبِ الله. وعنى أن سَلامَ الله، الذي تنبأَ عنهُ إشَعياءُ منذُ سنينَ عَديدة، قد جاءَ أخيراً.

بينما هذه البراهين باقية في ذِهنِنا، لنتحدثْ عن المفردات التي استخدَمَتْها الأناجيلُ في حَديثِها عن يسوعَ والملكوت.

المفردات

أحدُ الأسبابِ التي تَحولُ أحياناً دونَ أن يرى المسيحيون مباشرةً التشديدَ على مَلكوتِ اللهِ، هو استخدامُ الأناجيلِ الكثيرَ من الكلماتِ المُختلفةِ للتحدثِ عنه. من الواضِحِ أنهُم استَخْدَموا كلماتٍ مثلَ مَلك وملكوت. لكنهم استخدموا أيضاً كلماتٍ مثلَ مُلك وحُكم وسُلطان وعَرش وابن داود، وكلماتٍ كثيرة أُخرى تشيرُ إلى سيادةِ الله وسيطرته.

يستخدِمُ كُتّابُ العَهدِ الجَديدِ مفرداتٍ مُختلفةٍ في حَديثِهم عن مَلَكوتِ الله، ليسَ فَقَط كَلِماتٍ واضحةً، بل أيضاً مفاهيمَ ذاتَ صلة. يُمكنُ أن نَرى على سبيلِ المِثالِ أنّ لَقَباً مثلَ خريستوس ليسوعَ، والذي يعني المسيحَ أو المَمسوح، هو تعبيرٌ مُستَخدَمٌ في العَهدِ القديمِ للمَلِك، ابنِ داود. ويُمكِنُ أن نَرى في كَلمةِ كيريوس أو رب، لَقَباً أيضاً هو ليَسوعَ يُشيرُ إليه كمَلِك، وأنا أقصد كشَخْصٍ مثلِ قيصر. فهذا اللَقَبُ هو أيضاً لقَيصَر. من هنا في خلفية زمن كتاب العهد الجديد كان الناس يدركون السلطان الذي يكمن وراء كلمة رب بالطبعِ العبارةُ الأهمُ هي عبارةُ “ملكوتُ الله” وينفردُ متى بالإشارِة إلى “ملَكوتِ السماوات”. ومن هنا يمكننا القول إنّ هذه العبارةُ تحمِلُ معنيَيْن: المعنى الأولُ هو المجالُ المحدَّدُ لمُلكِ يسوعَ على شَعبِه، لكِنَها في الحقيقة أكثرَ من فكرةٍ لفظية، هي نوعٌ من مُلكِ اللهِ على شَعْبِه. وترتبط بهَذِهِ الفِكرةِ مفاهيمُ ذات صِلَة، مثلُ فِكرةِ الطاعةِ على سبيلِ المثال، فعلاقتُها بملكوتِ اللهِ قد لا تبدو واضحةً، لكنها متضمنةٌ بكلِ تأكيدِ بعلاقتِها بسلطانِ المَلِكِ ونوعِ الطاعة، لا بل نوعِ العبادةِ المطلوبةِ في عَلاقَتِها بيسوع. [د. غريغ بيري]

قِصَةُ شِفاءِ يسوعَ للرجلِ المفلوجِ في مَرقُسَ ٢: ١ – ١٢، لا تَستخدِمُ كلِماتٍ مثلَ “مَلك” و”ملكوت”. لكنَ العَددَ العاشِرَ يرينا المَعنى وراءَ قِصةِ المَلَكوتِ من خِلالِ قولِ يسوعَ: “وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا”. فمَلَكوتُ اللهِ تحقّق من خِلالِ شِفاءاتِ يسوعَ الخارقةِ وغُفرانه. بالمقارنةِ مع خلفيةِ نبواتِ العهدِ القديمِ التي تَصِفُ الطبيعةَ المَجيدةَ المباركةَ لملكوتِ الله، نَستنتجُ أنّ كلَ شيءٍ صالحٍ فعلَهُ يسوعُ كان بمثابةِ المذاقِ لملكوتِ الله بطريقةٍ أَو بأخرى.

من خِلالِ توَقُعاتِ العَهدِ القديمِ، والرجاءِ بملكوتِ الله، لا سَيِما من كِتابِ إشَعياء، كان الرجاءُ بإله يأتي ليحكُمَ ويسودَ ليؤسسَ ملكوتَه، يحمِلُ الأملَ بزمنٍ جديد، زمنِ إعادة كلِ شيء إلى نصابه. من هنا نرى أن أحدَ الأمورِ التي تحقَقَت في خِدمَةِ يسوعَ وفي الأناجيلِ ذاتِها هي أن خِدمَةَ يسوعَ الشِفائيةَ للمرضى، وإقامَتَه للموتى، وإيقافَه النزيف، نزيفَ الدم، وتقويمَه الأطرافَ المكسورَة، وشفاءَه العُمي. تلكَ ليستْ شهاداتٍ لقوةِ يسوعَ وسلطانِه فقط كدفاعٍ عن الإيمان – بالتأكيدِ هي كذَلِك – لكنَها ليسَت مُجردَ إظهاراتٍ لقوةِ الله، هي في الواقعِ شَهادةٌ للرجاءِ بأنَ حُكمَ الله، مُلكَه المسترَد، ملكوتَه المُسترَد، آتٍ وقد أتى الآنَ في يَسوع  المسيح . فهذهِ إحدى الطُرُقِ التي نرى من خِلالِها ملكوتَ اللهِ يتَحقق، حتى لو لم تُستخدَم التعابيرُ ذاتُها لملكوتِ الله. [د. جوناثان بينينغتون]

الآن وقد نَظَرنا في بعضِ البراهينِ على كَونِ يسوعُ قد جاءَ بملكوتِ اللهِ وبحثنا في المفرداتِ التي استَخْدَمَتها الأناجيلُ للتَحدُثِ عن مَلكوتِ يسوع، لنَصِفَ باختصارٍ المراحلَ التي من خلالِها جاءَ يسوعُ بملكوتِ الله.

المراحل

علَّم يسوعُ أن الاختبارَ الحاليَ للملكوتِ الذي قَدَّمَهُ ليسَ الصورةَ الكامِلَة. فهناك مرحلةٌ أُخرى للملكوتِ لم تأتِ بعد. ففي وقتٍ ما في المستقبل، سيأتي ملكوتُ اللهِ بكلِ ملئِه. وصف يسوعُ هذا اليومَ المستقبليَ في لوقا ٢١: ٢٧ – ٢٨:

وَحِينَئِذٍ يُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي سَحَابَةٍ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ. وَمَتَى ابْتَدَأَتْ هذِهِ تَكُونُ، فَانْتَصِبُوا وَارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ.

فسّر العديدُ من اللاهوتيينَ اليهودِ العهدَ القديمَ بأنه يُعلِّمُ أنه عند مجيءِ المسيحِ المُنتظَر، سيبطُلُ فوراً الدهرَ القديمَ، دهرَ الخطيَّة والموت، ويُستبدَلُ بدهرِ ملكوتِ اللهِ الجديد. لكن يسوعَ أشارَ أنهُ سيأتي بملكوتِ اللهِ على مراحل. فقد دشَّنَ ملكوتَ اللهِ خِلالَ خِدمتِه الأرْضيَة. والملكوتُ مستمرٌ اليومَ من خلالِ مُلكِه في السماء. وسوفَ يُستكمَلُ أَو يَتِمُّ في المُسْتقْبَلِ عند رجوعِه.

في الأدَبِ الرؤيوي اليَهودي، انْقَسَمَ الزمنُ إلى فَترَتَين: الدهرُ الحالي الشريرُ والدهرُ الآتي. وكانت التَوَقُعاتُ حينَها أنه عندما يُدَشِّنُ اللهُ ملكوتَه في الأيامِ الأخيرَة، في الدَهرِ الآتي سيَحْصَلُ الأمرُ بصورةٍ عَنيفَةٍ وفُجائِيَةٍ وكامِلَة. فأنتَ تَنتَقِلُ مُباشرةً من الفَترةِ التي ما قَبْلَ المَلَكوت، إلى فَترةِ المَلكوت، عَصْرِ الملكوت. لكن يوجدُ في العَهدِ الجَديدِ ما يُسمى بامتدادِ الأمورِ الأخيرية المتعلقةِ بالعهدِ الجديدِ بحيثُ يَنْقَسِمُ عصرُ الملكوتِ كما صُوِّرَ في الأدبِ الرؤيَوي اليَهودي إلى فَترتَين: الحاضر، أو الجزء المحقّق من ملكوت السماوات، والجزء الذي لا يزالُ قيد التحقُّقِ. [د. ديفيد باور]

عندما نَتَحَدَثُ عن مَلكوتِ اللهِ نُشيرُ إلَيهِ غالباً كما لو أنه أتَى، لكن ما زِلنا نَتَوَقَعُ مجيءَ الملكوتِ في المُستقبل. في الواقع، علَّمَنا يسوعُ أن نُصَلي هكذا “لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ”. وبما أن المَلِكَ قد جاءَ فهو دَشَّنَ إلى حدٍ ما مَلكوتَه هنا على الأرض. لكننا نَنتَظِرُ عودَتَه. مجيءُ المسيحِ ثانيةً سيكونُ اليومً الذي فيه ستتَحَقَقُ البركاتُ الكاملةُ لما فَعَلَهُ يسوعُ عندما جاءَ في البِدايَة، وإلى حَدٍ ما على كل مؤمنٍ أن يقومَ بدورِ إعلانِ مجيءِ المسيحِ في المُستقبلِ إذ يَخرُجُ إلى العالمِ ناقلاً للبشَرِ رسالةَ الإنجيل. فنَدعو الناسَ إلى أن تستعدَ ليومِ عَودتِه. لكننا كمؤمنينَ نَتَمتَعُ اليومَ بامتيازِ رُبوبيةِ المسيحِ على حياتِنا الآن، لكن ننتظرُ اليومَ الذي يتحققُ ذلك بالكامِل، ليسَ لنا فقَط ، بل لكُلِ الخَليقَةِ. [د. سايمن فايبرت]

لذلك يجبُ أَلا يُدهِشَنا رفضُ مُعظمِ اليهودِ ليسوعَ في القرنِ الأول، لأن الملكوتَ الذي وَصَفَه لهم لم يَبدُ مثلَ الملكوتِ الذي تَوقَعوه وأرادوه. فقد تَوَقَعوا مَلِكاً ومَمْلَكةً تُطيحُ بروما وتُحرِّرُ اليهودَ من ظُلمِ الرومان. لكن عندما لم يُظهر يسوعُ أَيّ اهتمامٍ بكونِه هذا النوعَ منَ الملوك، أدارَ له الكثيرون ظُهورَهم وابتعدوا عنه، كما نرى في لوقا ١٧: ٢٠ – ٢٥ ويوحنا ٦: ٦٠ – ٦٩.

وبالطبع، قادَ هذا الرفضُ في النهايةِ إلى إعدامِ يسوع. وما يدعو للدَهشةِ في الأناجيل، هو أن موتَ يسوعَ على الصليبِ شكّل في آنٍ معاً ذُرْوَةَ العَداوةِ لمَلِكِه، وانتصاراً لمَلَكوتِه. فقيامتُه وصُعودُه كانا الطريقَ إلى عَرشِهِ المَلَكي عن يَمينِ اللهِ الآب. لهذا السَّبَبِ استخدَمَ يسوعُ الأربعينَ يوماً بين قِيامَتِه وصُعودِه ليعلِّمَ تَلاميذَهُ عن ملكوتِ الله، كما يُخبِرُنا لوقا في أعمال الرسل ١: ٣.

في متى ٢٨: ١٨، أعلنَ يسوعُ قبلَ صعودِهِ إلى السَماء:

دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ.

ملكوتُ اللهِ هو موضوعُ الأخبارِ السَّارةِ الذي يربطُ معاً أحداثَ حياةِ يسوعَ في الأناجيل. فالأناجيلُ تُعلِنُ الأخبارَ السّارةَ بأَن اللهَ حفِظَ وعدَه، وأن مَلكوتَه قد جاءَ بيسوع. وحياةُ يسوعَ المنتصرةُ تَضمَنُ لنا أَنه في يومٍ من الأيامِ سيعودُ ليحقّقَ ملكوتَه مُغدِقاً علينا كلَ بركاتِ هذا الملكوت بفَيض.

  • دليل الدراسة
  • الكلمات المفتاحية

القسم الثالث: الوحدة

مخطط لتدوين الملاحظات

III. الوحدة

أ. نفس القصة

ب. يسوع

1. البراهين

2. المفردات

3. المراحل

أسئلة المراجعة

1. ما هو المعنى الحرفي للكلمة اليونانية التي تعني “إنجيل” (euangelion)؟

2. كيف كانت تستخدم عادة كلمة “إنجيل” في العصور القديمة؟

3. ما هو المصطلح الأكثر استخدامًا في الأناجيل، مصطلحات متعلقة بفكرة الملكوت أم مصطلحات مثل “إنجيل” و”تبشير”.

4. اذكر الأدلة المعطاة في الدرس على أن يسوع كان الملك الحقيقي.

5. ما معنى الكلمة اليونانية “Christos” (تم نقلها حرفيًا هنا)؟

6. ما معنى الكلمة اليونانية “Kurios” (تم نقلها حرفيًا هنا)؟

7. ما هو الفرق بين الطريقة التي فهم بها معظم اللاهوتيون اليهود أثناء العهد القديم، مجيء الملكوت وتعليم يسوع حول مجيء الملكوت؟

8. ما الذي يعنيه الدرس بـ”بامتدادِ الأمورِ الأخيرية “؟

أسئلة تطبيقية

1. ما هو الاختلاف الذي تراه بين الطريقة التي تخبر بها الأناجيل “الخبر السار” وبين الطريقة التي عادة ما يحاول الناس اليوم شرح الإنجيل بها؟

2. ما هي الأشياء التي تعلمتها عن يسوع في هذا الدرس؟

AJAX progress indicator
Search: (clear)
  • كريستوس
    كلمة يونانية (تم نقلها حرفيًا إلى العربية) تعني المسيح، وهي مستخدمة في السبعينية لتترجم "مشيخ" أو "مسيا" وتعني "الممسوح"
  • إسخاتولوجي
    تعبير لاهوتي لدراسة الأيام الأخيرة
  • الإنجيل الأول
    يُعرف أيضًا باسم بروتوإيفانجليون، وهو مصطلح لاهوتي يطلق على أول وعد بالفداء والموجود في التكوين 3: 15
  • يوسابيوس
    مؤرخ مسيحي مبكر (263- 340 م) كتب كتاب "التَّارِيخِ الْكَنَسِيِّ".
  • إيريناوس
    كاتب مسيحي مبكر (130-202). كتب "ضد الهرطقات"، حيث يؤكد على صحة الأناجيل الأربعة، ويقول التعليق التالي أيضًا عن إنجيل متى: "متى أيضًا أصدر إنجيلاً مكتوبًا بين العبرانيين بلهجتهم الخاصة، بينما كان بطرس وبولس يعظان في روما، ويضعان أسس الكنيسة"
  • يوسيفوس
    مؤرخ يهودي من القرن الأول الميلادي (37- 100م تقريبًا) والذي كتب مجلد "الْعَادِيَّاتِ".
  • كيريوس
    كلمة يونانية (نقلت حرفيًا إلى العربية) تعني "رب".
  • أوريجانوس
    هو لاهوتي مسيحي مبكر من الإسكندرية (185-254م تقريبًا)، تشمل كتاباته على "عن المبادئ الأولى"، والذي يدافع فيه عن كون الكتاب المقدس السلطة النهائية للعقيدة المسيحية، و"الهكسبلا"، وهي دراسة مقارنة للترجمات العديدة للعهد القديم.
  • بلوتارخ
    مؤرخ يوناني علماني، 46- 120م. كتب سيرة ذاتية عن حياة شَيْشَرون، وهي مثال عن كيف أن حتى السير الذاتية العلمانية في ذلك الوقت حاولت أن تحافظ على السجلات الدقيقة.
  • إيزائية
    تعني "تُرى معاً". يُستخدم هذا المصطلح للأناجيل الثلاثة الأولى، متى، مرقس، ولوقا بسبب التشابهات بينهم.
  • يهوه
    اسم عبراني لله، عادة ما تترجم "رب"، ويأتي من جملة "أكون من أكون"
الاختباراتالحالة
1

الأناجيل - الدرس الأول - الامتحان الثالث

‫القسم ‫السابق

انجازك في الدورة

محتوى الدورة الدراسية

ابدأ هنا- مخطط الدورة الدراسية
الدرس الأول: مدخل إلى الأناجيل
  • تحضير الدرس الأول
  • الأناجيل - الدرس الأول - القسم الأول
  • الأناجيل – الدرس الأول – القسم الثاني
  • الأناجيل – الدرس الأول – القسم الثالث
  • الأناجيل – الدرس الأول – القسم الرابع
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس الثاني: الإنجيل بحسب متى
  • تحضير الدرس الثاني
  • الأناجيل - الدرس الثاني - القسم الأول
  • الأناجيل – الدرس الثاني – القسم الثاني
  • الأناجيل – الدرس الثاني – القسم الثالث
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس الثالث: الإنجيل بحسب مرقس
  • تحضير الدرس الثالث
  • الأناجيل - الدرس الثالث - القسم الأول
  • الأناجيل - الدرس الثالث - القسم الثاني
  • الأناجيل - الدرس الثالث - القسم الثالث
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس الرابع: الإنجيل بحسب لوقا
  • تحضير الدرس الرابع
  • الأناجيل - الدرس الرابع - القسم الأول
  • الأناجيل - الدرس الرابع - القسم الثاني
  • الأناجيل - الدرس الرابع - القسم الثالث
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس الخامس: الإنجيل بحسب يوحنا
  • تحضير الدرس الخامس
  • الأناجيل - الدرس الخامس - القسم الأول
  • الأناجيل - الدرس الخامس - القسم الثاني
  • الأناجيل - الدرس الخامس - القسم الثالث
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس السادس: القراءات المطلوبة
  • متطلبات القراءة 1
  • متطلبات القراءة 2
  • متطلبات القراءة 3
العودة إلى الأناجيل

Copyright © 2021 · Education Pro 100fold on Genesis Framework · WordPress · Log in