مساقات عبر الإنترنت Online Courses

  • التسجيل
  • تسجيل الدخول
الرئيسية / الدورات الدراسية / الأناجيل / الدرس الأول: مدخل إلى الأناجيل

الأناجيل – الدرس الأول – القسم الأول

تقدم القسم:
← العودة إلى الدرس
  • الفيديو
  • الملف الصوتي
  • النص

المقدمة
الأسلوب الأدبي
النوع الأدبي
القصص التاريخية

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aGOS01_01.mp4
موضوعات ذات صلة
Are the Gospels only valuable because they contain facts about Jesus, or is it also important to consider their literary aspects?

سير الحياة الرومانية
القصص التاريخية الكتابية

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aGOS01_02.mp4
موضوعات ذات صلة
Why is it important to identify and consider the genre of the Gospels?

المصداقية
السجلات عن الأحداث
الصدق

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aGOS01_03.mp4
موضوعات ذات صلة
Why did the gospel writers think it was important to record these facts in such careful literary accounts?

البرهان
التدريب

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aGOS01_04.mp4
موضوعات ذات صلة
Can we be certain that Jesus was a real, historical person?

القناعات اللاهوتية
الروح القدس

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aGOS01_05.mp4
موضوعات ذات صلة
How does the Holy Spirit's inspiration impact the Gospel's historical reliability?
  • المقدمة
    الأسلوب الأدبي
    النوع الأدبي
    القصص التاريخية
  • سير الحياة الرومانية
    القصص التاريخية الكتابية
  • المصداقية
    السجلات عن الأحداث
    الصدق
  • البرهان
    التدريب
  • القناعات اللاهوتية
    الروح القدس

المقدمة
الأسلوب الأدبي
النوع الأدبي
القصص التاريخية

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aGOS01_01.mp3
موضوعات ذات صلة
Are the Gospels only valuable because they contain facts about Jesus, or is it also important to consider their literary aspects?

سير الحياة الرومانية
القصص التاريخية الكتابية

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aGOS01_02.mp3
موضوعات ذات صلة
Why is it important to identify and consider the genre of the Gospels?

المصداقية
السجلات عن الأحداث
الصدق

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aGOS01_03.mp3
موضوعات ذات صلة
Why did the gospel writers think it was important to record these facts in such careful literary accounts?

البرهان
التدريب

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aGOS01_04.mp3
موضوعات ذات صلة
Can we be certain that Jesus was a real, historical person?

القناعات اللاهوتية
الروح القدس

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aGOS01_05.mp3
موضوعات ذات صلة
How does the Holy Spirit's inspiration impact the Gospel's historical reliability?
  • المقدمة
    الأسلوب الأدبي
    النوع الأدبي
    القصص التاريخية
  • سير الحياة الرومانية
    القصص التاريخية الكتابية
  • المصداقية
    السجلات عن الأحداث
    الصدق
  • البرهان
    التدريب
  • القناعات اللاهوتية
    الروح القدس

المقدمة

هلْ لاحَظتَ يوماً مَدى أهميةِ سَماعِ الأخبارِ في حَياتِنا؟ فالمعلوماتُ التي نَستلمُها عنِ العالمِ الذي يُحيطُ بنا، تُؤثِرُ في آرائِنا، وقِيَمِنا، وخِطَطِنا، وفي جَوانبَ أخرى كثيرةٍ من حياتِنا. وأحياناً، تكونُ أخبارُ الأَحداثِ هامةً إلى درجةٍ تغيّرُ كُلياً نَظرَتَنا إلى العالم.

في الواقع، عندما نتأملُ في الأمر، نجدُ أن الكتابَ المقدسَ نفسَهُ هو أشبهُ بأرشيفٍ من القِصصِ الإِخْبارِيَةِ. فَهوَ يُسجِّلُ لنا كلَ أنواعِ الأخبارِ الجيِّدةِ والسيِّئةِ المُتعلِقةِ بشعبِ اللهِ عبرَ التاريخ. ونحنُ إذ نَدرسُ هذه القِصصَ، نتأثرُ بها ونتغيَّرُ من عِدّة جوانب. لكنَّ أفضلَ الأخبارِ التي يحتويها الكتابُ المقدَّس هي دون شَك التقاريرُ التي نُشيرُ إليها ببساطةٍ بـ “الأناجيل” أي “الأخبارِ السارة”. وهي كتبٌ تُغيِّرُ الحياةَ لأَنها تتحدثُ عن شخصِ رَبِنا ومُخلِّصِنا يسوعَ المسيحِ وعَملِه.

هذا هو الدرسُ الأولُ في هذه السِلسِلَة حولَ الأناجيل. في هذه السِلسِلَةِ، نبحثُ في الكُتبِ التي وضعها متى، ومَرْقُسُ، ولوقا، ويوحَنا، عن حياةِ يسوعَ المسيحِ وخِدمَتِه. في هذا الدرسِ الذي أعْطَيناهُ العُنوانَ “مَدخَلٌ إلى الأناجيل”، سنكتسِبُ ما يكفي من المِعرفةِ عن هذه الكُتُبِ، الأَمرُ الذي يُساعِدُنا على فَهمِها بصورةٍ أوضحَ، وعلى تَطبيقِها بشكلٍ أفضلَ في حَياتِنا اليوم.

في هذا الدَّرْسِ، مدخلٌ إلى الأناجيل، نتناولُ أربعَ مَسائلَ حاسِمة. أولاً، البحثُ في الأناجيلِ من جِهَةِ أسلوبِها الأدَبي. ثانياً، نظرةٌ إلى مَنزِلَتِها في الكنيسة. ثالثاً، البحثُ في مَسألةِ الوحدَةِ بين الأناجيل. ورابعاً، عرضُ التَنوُّعِ الذي يميّزُها بعضُها من بَعض. لنبدأْ بالبحثِ في الأسلوبِ الأدَبي لهذِهِ الكتب.

الأسلوب الأدبي

عادة، عندما نَقرأُ أدباً تكونُ عندنا فِكرةٌ عن نوعِ الأدبِ الذي نَقرأُه، وهذا يُرشِدُنا إلى كَيفية قراءَتِه وماذا نَتوقعُ منه. عندما نَقرأُ روايةً تاريخَيةً، لا نَتَوقعُ أن يكونَ التاريخُ واقعيّاً، ولا نَشعُرُ أننا مَخْدوعون. وعندما نَقرأُ كِتاباً يتضمنُ قِصَصاً قَصيرةً، نَعرِفُ أنها ليست روايةً واحدَة، فنحنُ لا نقرأُهُ كرواية. لذلك نحتاجُ إلى أن يَكونَ عندنا فكرةٌ عن نوعِ الأدبِ والاصطلاحاتِ المُستخْدَمَة في هذه الكتب. [د. ريتشارد بوكام]

نتناولُ الأسلوب الأدبي للأناجيلِ من زاوِيَتَين: الأولى، النظرُ في النوعِ الأدبي للأَناجيل، وميزاتِها الأدبيةِ الشامِلة. والثانية، نبحثُ في مِصداقيَّتِها التاريخية. لننظرْ أولاً في النوعِ الأدبي للأناجيلِ الأربعة.

النوع الأدبي

بصورةٍ عامة، النوعُ الأدبي هو صِنفٌ أَو نموذجٌ من الأدَب. ويُمكِنُ بالإجمالِ التمييزُ بين أنواعِ الأدَبِ من خلالِ صِيَّغِها الأدَبيةِ ودَورِها، مثلُ الشعر، أو النثر، أو أسلوبِ القِصَة، أو استِخْدامِ اللُّغَة الرَمزِية.

يحتوي الْكِتابُ المقدَّسُ على الكَثيرِ من الأنواعِ الأَدَبيةِ. على سبيلِ المِثالِ، هناكَ القِصَّةُ التَّاريخِيةُ، مثلُ قِصَصِ داودَ في العَهدِ القديم. وأدبُ الشِّعر، مثلُ المزامير. والرسائلُ هي نوعٌ أدبيٌ آخرُ، وكذلك النبوة، وهَلُمَّ جَرّا. ولكلِ نوعٍ أدبيٍ اصطِلاحاتُه الخاصَة، وطُرُقُه في الاتِّصال. لهذا السَببِ، من المُهمِ جدّاً بالنسبة لنا أن نفهمَ النوعَ الأدَبيَ للأناجيلِ. ويَسهُلُ علينا فَهمُ ما تُعِلُّمه تلكَ الأناجيل، عندما نَفهَمُ نوعَها الأدَبي.

ولكي نَفهمَ الرسالةَ التي تخاطبُنا في الأناجيل، علينا أن نُحدِّدَ نوعَ الأناجيلِ الأدَبيَّ. ونعالجُ هذا الدورَ على ثَلاثِ مراحل: الأولى، سنشرحُ بعباراتٍ عامَة كيف نتعرَّفُ إلى الأناجيلِ كقصةٍ تاريخية. الثانية، سنقارِنُ الأناجيلَ بنوعٍ مُحَدَّدٍ من السَردِ القِصَصي التاريخي، وأعني به سِيَر الحياةِ اليونانيةِ الرومانِية. والثالثة، سنقارنُ الأناجيلَ بالقصةِ التاريخيةِ الكِتابية، مثلِ سِجِلّاتِ تاريخِ العهدِ القديم. لنبدأْ بالفئةِ العامةِ، القِصةُ التاريخيّة.

القصص التاريخية

القِصَصُ التاريخية هي قِصَصٌ عن أشخاصٍ عاشوا في الماضي، وعن الأعمالِ والأحداثِ التي جَرَت في زَمَنِهم. والأناجيلُ هي في جَوهرِها قِصَصٌ تاريخيةٌ، إذ هي تُدوّنُ لنا حياةَ المسيحِ وخِدْمته.

كُتبَ جُزءٌ كبيرٌ من الكتابِ المُقَدَّسِ والأناجيلِ بأسلوبٍ سَرْدِيٍّ بشكلٍ مقصود، ذلك لأن الناسَ تُحِبُ القِصَص. فالقارئُ عندما يسمَعُ قِصةً رائعة، يتفاعلُ مَعَها بشكلٍ طَبيعيٍ، لا بأفكارِه فقط، بل أيضاً بِعَواطِفِه وأحاسيسِه. تُتيحُ لنا القِصَصُ أن نَعيشَ تَجارِبَ الآخَرين، وهذه ناحيةٌ مُهمةٌ من تأثيرِ القِصَة فينا. لذلك، فالأناجيلُ التي تَصِلُنا بصيغةٍ أدبيةٍ، عن طريقِ السَّردِ أو الرِّوايةِ الْقِصَصية، تُمَكِنُنا من التعرف إلى يسوعَ، واختِبارِه مباشرةً، ورؤيةِ مَلكوتِ اللهِ ومَلكوتِ السماواتِ في حياتنا. أن نَرى حَنانَ يسوعَ كتصريحٍ: “يسوعُ يُحِبُ اُلمتَواضِعينَ” شيء، وأن نَراهُ يَروي القِصَصَ ويُطَبُقها بحيث يرتِفَعُ المتواضعونَ ويَتَّضِعُ الْمُتَكَبِّرونَ، شيءٌ آخر. لذا فإن القِصَصَ والأشكالَ الأدبيةَ تُمَكِنُنّا من الْاِقْتِداءِ بيسوعَ كما فعلَ تلاميذُه، لذا، وكما قلنا، فإنّ سَماعُ القِصصِ بهذا الأسلوبِ السَرْدي يُمَكنّنا من اتِّباعِ يسوعَ والاقتِداءِ به، فنتَّحِدُ مع تلكَ الشّخصِياتِ في سَقَطاتِها ونَجاحِها، ونسعى للعَيشِ بأمانةٍ لله في حياتِنا اليومية. [د. جوناثان بينينغتون]

كان إنشاءُ القِصصِ التاريخيةِ في الكِتاباتِ غيرِ الدينيةِ في العالمِ القديمِ يقعُ إجمالاً في ثلاثةِ أجزاءٍ رَئيسية: بدايةُ القِصة، وهي تُقدِّمُ شخصياتِ القِصة، وتضعُ هدفاً أمامَ تلكَ الشخصياتِ لتُحَقِقَه. ويَعرِضُ وسطُ القِصة عادةً التَحدياتِ أو العوائقَ أمام نجاحِ الشَّخصيةِ في تحقيقِ أهدافِها. والنهايةُ، هي خاتِمةُ رِوايةِ الأحداثِ، وتروي عادةً نجاحَ شَخصِياتِ القِصةِ في تحقيقِ أهدافِها، أو عَدَمِه.

وتتبعُ الأناجيلُ هذا التقسيمَ الأساسيَّ ذاتَه. فكلُ إنجيلٍ يبدأُ بتقديمِ يسوعَ كالشخصيةِ الرئيسيةِ في القِصة، ويَصِفُ هدَفَه في تَحقيقِ الخَلاصِ من خِلالِ ملَكوتِ الله. ويستمرُ كلُ إنجيلٍ بعَرضِ التَحدِّياتِ أمامَ سلطةِ يسوعَ وعملِه، وينتهي بوَصفِ نتيجةِ خِدمَتِهِ الأرضِيَة. وبسببِ التَشابُهِ بين الأناجيلِ والقِصَصِ التاريخِيّة، يَتفِقُ الجميعُ تقريباً على أن القِصةَ التاريخيةَ هي النوعُ الأدبيُ الغالبُ في الأناجيل.

سير الحياة اليونانية الرومانية

ومن ضمنِ الفئةِ الخاصة بالقِصةِ التاريخيةِ، أشارَ بعضُ المفسِّرينَ إلى أَن الأناجيلَ تنتمي إلى مجموعةِ القِصَصِ المَعروفةِ بسيرةِ الحياةِ اليونانية-الرومانية.

سنقومُ بمقارنةٍ بين الأناجيلِ وسِيَر الحياةِ اليونانيةِ الرومانيةِ على مَرحلتَين. الأولى، النظرُ في أوجُهِ الشَبهِ بينها. الثانية، النظرُ في بعضِ أوجُهِ الخلاف. لنبدأ بأوجُهِ الشبه.

أوجه الشبه. تروي سِيَرُ الحياةِ القديمةِ حياةَ القادةِ العُظَماء. ورُغمَ شُمولِها على العديدِ من الشّخصِيات والقِصَص، فإن سِيَرَ الحَياةِ اليونانيةِ الرومانيةِ عالجَتْ تلكَ الشخصياتِ والقِصَص، بطُرُقٍ ركَّزت فيها على القائدِ البارز. فدافَعتْ عنْ أفكارِ القائِد، وخلّدَت ذِكرى أفْعالِه من جيلٍ إلى جيل. وتُشبهُ الأناجيلُ سِيَر الحياةِ القديمةِ في هذه النواحي.

كذلك نُلاحظُ تشابهاً بين الأناجيلِ وبعضِ سِيَر الحياةِ القديمة، وذلك من خلالِ قصةِ ولادةِ يسوعَ الواردة في إنجيلَي متى ولوقا، كذلك من خلالِ تفاصيلِ مَوتِ يسوعَ المذكورةِ في الأناجيلِ الأربعةِ جميعِها. ومثلُ كتّابِ سِيَر الحياةِ القُدامى، رتّبَ كتّابُ الأناجيلِ الأحداثَ بينَ وِلادةِ يسوعَ وموتِه بِطُرقٍ متنوعة. أحياناً، رتَبوا الأحداثَ وِفقَ الترتيبِ الزمَني. وفي أحيانٍ أُخرى، صَنَّفوها بِحَسَبِ المَواضيع، أَو بحسبِ المواقعِ الجُغرافية.

نعم، أعتقدُ أنه من المُهِمِ أن نُدرِكَ أولاً، أن الأناجيلَ تتبعُ إجمالاً في الأصلِ تَرتيباً زَمنيّاً. على سبيلِ المثال، هي تبدأُ بالمَعمودياتِ مع يوحنا المَعمَدان، ثم تَرى يسوعَ يعتَمِدُ، ثم تراهُ يَخدِمُ، ثم بعدها يُقبَضُ عليه ويُحاكَم، ويُصلَبُ ثم يَقوم. من هنا، يوجدُ إجمالاً ترتيبٌ زمني. لكن في الوقتِ نفسِهِ تجدُ أحياناً في بعضِ المواضعِ وأنتَ تُقارنُ بينَ الأناجيل، أحداثاً أو نُصوصاً وردَت بترتيبٍ مختلف. وهنا أعتقدُ أن هذا يسبِّبُ مُشكِلَةً فقط إن كنا نقرأُ الأناجيلَ بقَصدِ إظهارِ أنها كُتبت بترتيبٍ زمنيٍّ دقيقٍ من كل ناحية. ولكنكَ تجدُ أن مُعظمَ الكُتّابِ وفي مُعظمِ أنواعِ الأدبِ القِصَصي، يُنَظِّمُ الكاتبُ مادَتَه بترتيبٍ غيرِ التَرتيبِ الزَمني، على سبيلِ المِثال، غالباً ما نرى ترتيباً مَنطقيّاً أو مَوضوعيّاً للمادَةِ المكتوبة. ويُشيرُ المَسيحيونَ الباكرون، أمثالُ يوسابيوس، وهو مُؤرِخٌ مَسيحيٌ وأُسْقُفٌ من القرنِ الرابع، إلى أن الاختِلافاتِ في ترتيبِ الأناجيلِ كانت شائِعةً على نطاقٍ واسع، ولم يُواجِه القُرّاءُ الباكرونَ مُشكلةً مع هذا الأمرِ لأنهم كانوا مُدرِكينَ أنَ التَرتيبَ الزمنيَّ الدقيقَ لم يكُنْ في قَصدِ الكُتَّاب. [د. ديفيد ردلينغ]

وهناك ميزةٌ هامةٌ أخرى في سِيَر الحياةِ اليونانيةِ-الرومانِية، وهي سَردُها لأحداثِ الماضي كوقائعَ تاريخيةٍ بِحيثُ نَلحَظُ الفرقَ بين الماضي والحاضِر. فقد ركزَّت سِيَرُ الحياةِ على الكتابةِ عن حياةِ أشخاصٍ تاريخيينَ لا نظيرَ لهم، وعن إسهاماتِهم الفَريدة.

بصورةٍ عامة، سعى كُتّابُ سِيَرِ الحياةِ القُدامى إلى البحثِ عن سِجِلاَّتٍ شفويةٍ ومكتوبة والمحافظةِ عليها. على سبيلِ المِثالِ، ما قدَّمَهُ بلوتارخ كاتبُ سِيَر الحياةِ المحترَم، الذي عاشَ تقريباً في الفترةِ بينَ العامِ السادسِ والأربعينَ والمئةِ والعشرينَ للميلاد. كان بلوتارخ كاتباً يونانيّاً عِلمانيّاً كتبَ حوالي سنةِ سبعينَ ميلادية، أي في الفترةِ ذاتِها التي كُتبت فيها الأناجيل. بدأ مُؤَلَّفَه “حياةُ شَيْشَرون” بمعلوماتٍ عن والدَي شَيْشَرون، ولكِنهُ اعترفَ بمًحدوديِة ما لديهِ من معلوماتٍ عن والدِ شَيْشَرون.

يُقال عامة، أن هَلفيا والدةَ شيشرون، كانت من عائلةٍ عريقةٍ وعاشَتْ حياةً جيَّدَة. أما بالنسبةِ لوالدِه فالأخبارُ تتَضاربُ حوْلَه. فبينما يرى البعضُ أن والده كان يعمل في تبييض القماش تعلّم منه شَيْشَرون هذه الحِرفَة، يرى آخرون أَن أصلَ عائلَتِه يرجِعُ إلى تولوس أتيوس مَلكِ الفولشيين الشهير، الذي شنَّ حرباً مشرِّفةً ضدَ الرومان.

وتوَخِّي بلوتارخَ الحذَرَ في التمييزِ بين الحَقيقةِ والتَخمينِ في مسألةِ والدَي شَيْشَرون، يدلُّ على الأقلِ أَن كاتبِي السِيَر القُدَماء أعطوا انتباهاً للتَفاصيلِ التاريخيَة، وكانوا مهتمينَ بالدِقَة. وقد برهنَت الأناجيلُ أنها لا تقلُ دِقةً عن بلوتارخ في نقلِها للوَقائع.

من المُنصِفِ أن نقولَ عُموماً، إن الأناجيلَ هي قِصَصٌ تاريخيةٌ كُتبت في فترةٍ كان فيها أدبُ سِيَر الحياةِ شائعاً في العالمِ اليوناني – الروماني. وهذا الانفتاحُ الواسعُ الانتشارِ على سِيَر الحياةِ شجَّعَ على الأرجحِ كُتّابَ الأناجيلِ في مُهَمتهِم، وجَعَلَهم ميّالينَ إلى تبنّي بعضِ الاصطلاحاتِ الرَسميةِ لسِيَر الحياةِ تلك.

لكنْ على الرغمِ من أوجُهِ الشبه بين الأناجيلِ وسِيَرِ الحياةِ اليونانيةِ-الرومانية، فهناكَ أيضاً أوجهُ خلافٍ هامَة.

أوجه الخلاف. بالرغمِ من وجودِ أوجُهِ خلافٍ يُمكنُ الإشارةُ إليها، سنركِّزُ على ثلاثةٍ فقط: أولاً، تختلفُ الأناجيلُ عن سِيَر الحياة اليونانيةِ-الرومانيةِ من حيثُ القرّاءِ الموجَّهَة إليهم.

كانت سِيَرُ الحياةِ القديمةِ موجّهةً إلى فئةٍ أوسعَ من القُرّاء، بينما كُتبتِ الأناجيلُ إلى قرّاءٍ مُحدَّدين نِسبيّاً في الكنيسةِ الباكِرة. وبالرغمِ من إبداءِ الأناجيلِ سِماتٍ معيّنةً من سِيَر الحياة، فهي في جَوهرِها معدّةٌ للاستخدامِ الديني داخلَ الكنيسة. ويعزّزُ هذا القصدُ المحدَّدَ استخدامَها السريعَ في التعليمِ والعِبادةِ بشكلٍ مُنْتَظِمٍ داخلَ الكنيسة.

ثانياً، تختلفُ الأناجيلُ عن سِيَر الحياةِ من حيثُ نِقاطِ تشديدِها. تشدِّدُ سِيَرُ الحياةِ اليونانيةِ-الرومانيةِ بالإجمالِ على الصفاتِ الذاتيةِ لشخصياتِها الرئيسية، مشجَّعةً الآخرين على التشبُه بحياةِ تلكَ الشخصيات ومزاياهم. وبالرغمِ من أَن حياةَ يسوعَ هي مثالُنا من جوانبَ عدّة، فلا شكَ أَن للأناجيلِ تركيزاً مختلفاً، فهي تشدِّدُ على فَرادةِ يسوع، وتُركِّزُ عليه كالشخصِ الذي يُعلنُ اللهَ ويَفدي شعبَه، بينما يَعْجَزُ عن ذلك سواه. لهذا السبب، نرى أن قِسماً كبيراً من قِصةِ الأناجيلِ يتناولُ الأسبوعَ الأخيرَ من حياتِه – وهو أسبوعُ الآلام.

ثالثاً، الأناجيلُ وسِيَرُ الحياةِ القديمةِ تُمثِّل ثقافتَين مختلفتَين. سِيَرُ الحياةِ تعبِّرُ عن اهتماماتِ اليونانِ والرومانِ وعن قيمِهِم وأسلوبِ حياتِهم. أما الأناجيلُ فتقعُ بصورةٍ أكبرَ تحتَ تأثيرِ الثقافةِ اليهودية، لا سيما العهدِ القَديم. وهذا يَنطبِقُ حتى على إنجيلِ لوقا، وهو الإنجيلُ الأكثرُ تأثراً بالثقافةِ اليونانية وفكرِها.

في الخِتام، هناك أوجُهُ شَبهٍ بارزةٌ بين الأناجيلِ وسِيَر الحياةِ اليونانيةِ-الرومانية. ويُمكنُ لأوجُهِ الشَبهِ تلكَ أَن تُلقي بعضَ الضوءِ على مَعنى الأناجيل. لكن يتضحُ لنا من خلالِ أوجُهِ الخلافِ الهامةِ بينَها، أَن الأناجيلَ لا تتفقُ تماماً مع نَوع أدبِ سِيَر الحياةِ اليونانيةِ-الرومانية.

والآن بعدَ أن استَعْرَضْنا رواياتِ الأناجيلِ بعلاقَتِها بالقصَة التاريخيّة العامَة، وسيرةِ الحياةِ الرومانيةِ اليونانية، بِتنا مُستعدينَ أَن نقارنَها مع النوعِ الأدَبي للقصَة التاريخيّة الكِتابية.

القصص التاريخية الكتابية

بالإضافةِ إلى تَشابُهِ الأناجيلِ مع القِصَص التاريخيَّةِ النموذَجِية، وحتى مع سِيَرِ الحياةِ اليونانيةِ الرومانية، فهي تُشبِهُ بصورةٍ أكبَرَ القِصَصَ التاريخيَّةَ في العَهدِ القديم. ويَجبُ أَلاَّ يفاجِئَنا هذا. ففي النِهاية، شكَّلَتْ قِصَصُ العهدِ القديمِ جُزءاً من الأسفارِ المُقدَسّة لكُتّاب الأناجيل. ومن الإشاراتِ الكثيرةِ لكُتّابِ الأناجيلِ إلى العهدِ القديم، يمكنُنا أن نثقَ بأنَهم كانوا يَعرفونَ العهدَ القديمَ جيداً – وربما أفضلَ من معظمِ المسيحيينَ اليوم. ومَعرفتُهُم هذه بالعهدِ القديمِ أثرَتْ على طريقةِ قِيامِهم بعَملِهم.

فضلاً عن ذلك، كان لكُتّابِ الأناجيلِ وكُتّابِ قِصَصِ العهدِ القديمِ التاريخيَّةِ هدفٌ مشابهٌ وراءَ كتاباتِهِم، وهو شرحُ عهدِ اللهِ مع شَعبِه والدفاعُ عنه. على سبيلِ المِثال، تُوفّرُ القِصَصُ التاريخيَّةُ كالتي في خروجِ ١– ١٩، الأساسَ التاريخيَ للعهدِ الموسوي الذي نجِدُه من ٢٠ – ٢٤.

وهذا الهدفُ واضحٌ في مقاطعَ مثلِ خروجِ ٢٤: ٨، حيث نقرأُ القِصةَ التالية:

وَأخَذَ مُوسَى الدَّمَ وَرَشَّ عَلَى الشَّعْبِ وَقَالَ: “هُوَذَا دَمُ الْعَهْدِ الَّذي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هَذِهِ الاقْوَالِ”.

وتُقدِّم لنا قصصٌ كتابيَةٌ أخرى، مثلُ يشوعَ ١ – ٢٣، الأساسَ لتَجديدِ العَهدِ في يشوعَ ٢٤. وقِصَصُ كتب القُضاةِ وصموئيلُ الأولُ هي الأساسُ التاريخي للعهدِ مع داودَ في ٢ صموئيلِ ٧. وبطريقةٍ مُشابهة، تُقدِّم الأناجيلُ الأساسَ التاريخيَ للعهدٍ الجديدِ الذي أسَسَهُ يسوع.

استمِعْ إلى الطريقةِ التي تَعكِسُ فيها روايةُ لوقا في ٢٢: ٢٠ المقطعَ في خروجِ ٢٤: ٨ الذي قرأناهُ للتَو.

وَكَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: “هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ”.

باخْتِصار، عندما نقارنُ بين الأناجيلِ والأنواعِ الأدبيةِ الأُخرى المعروفَة، نجدُ أنها تُشبِهُ إلى حدٍّ بعيدٍ القِصَصَ التاريخيَّةَ الكِتابية. لكن هذا لا يعني أنها توافقُ القِصَصَ الكتابيةَ التاريخيَّةَ الأُخرى تماماً من كلِ ناحِية. فهي في النهايةِ تستمِدُ بعضَ الميزات من سِيَر الحياةِ اليونانيةِ-الرومانية. بهذا المعنى، يُمكنُ القولُ إن الأناجيلَ هي نوعٌ جديدٌ من الْقِصَّةِ الكتابيَّة التاريخيَّة. لذا، يُساعِدُنا ونحنُ نقرأُها، أَن نُفَكرَ بالأناجيلِ بصورةٍ رئيسيةٍ كقِصَصٍ تاريخيَّةٍ كتابية. لكن يَجبُ أيضاً أَن نرى تشديدَها على سيرةِ حياةِ يسوع، ونفهمَ الشخصياتِ الأُخرى بعلاقتِها به.

بعد أَن استعرَضْنا النوعَ الأدبيَ للأناجيل، بِتنا مستعدينَ لننتقلَ إلى السؤالِ حول مِصداقية الأناجيلِ كرِواياتٍ تاريخيّةٍ عن يسوع.

المصداقية

كان هناكَ باستمرارٍ عبرَ التاريخ، تمييزٌ بين المؤرخينَ الذين لهم مِصداقية والذين ليس لهم مِصداقية، وبين المَصادرِ التي يُعتَمَد عليها، وتلك التي لا يُعتمد عليها. والسؤالُ بالنسبِة لنا هو: هل كَتَبَ كتّابُ الأناجيلِ الأربعَةِ سِجلاتٍ لها مِصداقيِة حول حياةِ يسوع؟ ورُغمَ أن المِعيارَ في زمنِنا يختلفُ عن المعيارِ الذي اتبَعوه حينَها، فهناكَ الكثيرُ من الأدِلَّةِ على امتلاكِ مَتى، ومَرْقُس، ولوقا، ويوحنا، مَصادرَ المعلوماتِ والحافزَ ليكتبوا سجلاتٍ ذاتَ مِصداقيَةٍ عن يسوع.

بالرُغمِ من وجودِ طُرُقٍ لا تُحصى يمكنُنا أَن نبرهنَ من خلالِها أَن الأناجيلَ هي سجلاتٌ موثوقٌ بها عن حياةِ يسوع، سنُركّزُ على ستةِ نماذجَ من البراهين:

السجلات عن الأحداث

أولاً، كان في متناولِ كتّابِ الأناجيلِ سِجِلَّاتٌ عن الأحداث التي دَوَّنُوهَا. كما هي الحالُ اليوم، توقعَ العالمُ القديمُ من الْمُؤَرِّخِينَ أَن يكونَ في متناولهم العَديدُ من الْوَقَائِعِ المُتعَلقَةِ بمَوضوعِهِم.

تأَملوا معي مرةً أُخرى بِالْمُؤَرِّخِ الرُّومانِيِّ بلوتارخ، ففي تعليقاتِه الْاِفْتِتَاحِيَّةِ على حَيَاةَ ديموستينس، وَضَعَ تِلْكَ التَّوَقُّعَاتِ الثَّقافِيَّةَ الشَّائِعَةَ لِكَيْفِيَّةِ قِيَامِ الْمُؤَرِّخِ بِعَمَلِهِ:

في حالِ شَرَعَ شَخْصٌ ما في كِتابةِ التّاريخِ … من الضَّروري في المرتَبَةِ الأولى وفوقَ كلِّ شيء، أَن… يكونَ عندَه الكثيرُ من الْكُتُبِ من كلِ الأَنواع، … وأن يَسمعَ ويتعرَّف إلى تلك التفاصيلِ التي أغْفَلَتْها أقلامُ الكُتَّابِ، لكنها حُفِظَت بأمانَةٍ أكثر في ذاكرةِ الناس، لئلا يكون عمَلُهُ ناقِصاً من عِدَّة جوانب.

وكما نرى هنا، فقد آمنَ بلوتارخ بشِدَّة أَن المؤرِخَ الذي له مِصداقيةٌ يجبُ أَن يتمكنَ من الوصولِ إلى مَصادرَ موثوقٍ بها. وقد وَضَعَ قيمةً كبيرةً على المَصادرِ الْمُتَوَفِّرَةِ، بِمَا فِيهَا السِّجِلَّاتِ الْمَكْتُوبَةِ وَتِلْكَ المَنْقولَة شفويّاً.

كان كلُ واحدٍ من كتّابِ الأناجيلِ، إما شاهدَ عِيانٍ على حياةِ يسوع، أَو كان له اتصالٌ مباشرٌ مع شُهودٍ العِيان. ولمّا كان مَتى ويوحنا تلميذَيْن ليسوع، فقد كانا حاضِرَين في الكثيرِ من الأحْداثِ التي دَوَّناها. وكان مَرقُسُ مُرافقاً مقرَّباً من بُطرُس، تعلَّمَ مِنهُ مباشرةً. وقد سافرَ لُوقا مع بولسَ وسعى وراءَ شهودٍ عِيانٍ موثوقٍ بهم لكتابةِ إِنْجيله. اسْتمِع إلى ما كتَبَهُ لوقا في لوقا ١: ١ – ٣:

إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَة رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إليك.

الصدق

ثانياً، يمكننا أَن نرى أيضاً المِصداقيةَ التاريخيَّةَ للأَناجيل، من خِلالِ المُستوى العالي للصِدْق في أعمالِهم. فالمعاييرُ القديمةُ للكِتابَة التاريخِيَّة الجيِّدة، تَطَلَبتْ من المؤرخينَ أَن يكونوا غير متحيّزينَ أَو صادقينَ بالطريقةِ التي نَقَلوا فيها الأحداثَ. وكان من المُتوَقعِ منهم أَن يُقدِّموا سلسلةً من التَفاصيل، بما في ذلك تلكَ التي لا تُؤَيِدُ الرسالةَ التي كانوا يقدَّمونها.

وما لهُ دلالتُهُ في هذا الصَدَد، هو أَن كُتّابَ الأناجيلِ غالباً ما وصفوا إخفاقاتِ تلاميذِ يسوع. وفي حالة مَتى ويوحنا، عَنى ذلكَ وصفَهُما لإخفاقاتِهِما الشَخْصية. وفي حالِ أصابَ بعضُ المفسِّرينَ بأن الشابَ الذي ركَضَ عُرياناً من بستانِ جَثْسَيْمَانِي في مَرقُس ١٤: ٥١ – ٥٢ هو مَرقُس نفسُه، يكونُ مَرقُسُ قد وَصَفَ أيضاً عُيوبَه الخاصَة. وكَشَفَ كلُ كُتّابِ الأناجيلِ دونَ استثناء إخفاقاتِ تلاميذِ يسوعَ بصورةٍ عامة، مُقِرّينَ بأَن قادةَ حركةِ كنيستِهم الفَتِيَةِ كانوا بعيدين عن الكَمال.

كَمَثلٍ واحدٍ فَقَط، يُسَجِّلُ لنا مَرْقُسُ ٦: ٥١ – ٥٢ إخفاقَ تلاميذِ يسوعَ في فَهمِ مُعْجزةِ إشباعِ الخمسةِ آلاف:

فَبُهِتُوا وَتَعَجَّبُوا فِي أَنْفُسِهِمْ جِدّاً إِلَى الْغَايَةِ لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا بِالأَرْغِفَةِ إِذْ كَانَتْ قُلُوبُهُمْ غَلِيظَةً.

مرةً تلوَ المرة، يُخبِرُنا كُتّابُ الأناجيلِ سوءَ فَهْمِ تلاميذِ يسوعَ وإخْفاقاتِهِم الأخْلاقِيَة. لكن إن كانتِ الإشارةُ إلى تِلْكَ الإخفاقاتِ ستقلِّلُ على الأرجحِ من سُلطةِ وهَيْبَةِ قادَةِ الكنيسة، فلماذا أشارَ كتّابُ الأناجيلِ إلَيها؟

ينزعجُ الكثيرُ من القُرّاءِ من حقيقةِ تصويرِ التلاميذِ غيرَ كامِلينَ وغيرَ فاهمينَ تماماً للحقائقِ الواردةِ في الأناجيل. فهذا يشيرُ من جِهة، إن جازَ التعبير، إلى مصداقية تقليدِ الإنجيل – أي أن البَشيرين كانوا مُستعدينَ في الواقعِ أن يُضَمِّنوا كِتاباتِهم ما يجعلُ من قادةِ الكنيسةِ الباكرينَ يَبدونَ، إن لم نَقُلْ سيئين، على الأقلِ غيرَ جيِّدين كفاية. من هنا، يُمكِنُ اعتبارُ ذلكَ شهادةً لصدق أناجيلِنا ودِقَتِها. [د. ديفيد باور]

دعني أقولُ لكَ إن قيامَ التلاميذِ بإظهارِ ضعفِهم على حقيقتِه في ِقِصَصِهم هو إحدى الحُجَجِ القَوِيَةِ على صدق الأناجيل. فأنتَ مثلاً عندما تقرأُ السِجلاتِ القَديمةِ لمُلوكِ بابلَ أو مُلوكِ أشور، أو أباطِرَةِ روما، تَرى أنها تباه بانتصارات وفُتُوحَاتٍ، وبطولات. واليوم نحنُ ننظرُ إلى الماضي ونَتَساءل، ما الذي حَدَثَ بالفعل؟ ثم ننظرُ إلى التلاميذِ فإذا هم مُجَرَدُ … فكِّر مثلاً: أَيُّ أحمقٍ يختلِقُ دِيناً.. ديناً بطله يُصلبُ، وهذا الصلبُ دليلٌ على التحريضِ على الفِتْنَةِ والخروجِ على القانونِ بالنِسبةِ للرومان، والصَلبُ هو لعنةٌ بالنِسبةِ لليَهود، وهم قُرّاءُ الأناجيلِ الأوَلون. فلا يُمكنُ اختلاق ذلكَ لو لم يحدث بالفعل. [د. دان دورياني]

البرهان

ثالثاً، ثقتُنا بمِصداقية كتّابِ الأناجيلِ تعزّزت من خلالِ برهانِ المصادرِ التاريخيَّةِ الأُخرى. فالمؤرخونَ الرومان واليَهود أقرّوا بعددٍ من المزاعِمِ في قِصَصِ الأناجيل، حتى إن عِلمَ الآثارِ الحديثَ وجدَ أدلةً تدعمُ صِدقَ ما وردَ فيها.

على سبيلِ المِثال، المُؤرِّخون اليونان والرومان مثل بلَيني الأصغَر وسوتانيوس وتاكيتوس ويوليوس أفريقانوس أشاروا إلى بَعضِ المَعلوماتِ الأوليةِ عن حياةِ يسوعَ ومَوتهِ مَصلوباً، وعن أثَرِه المُستمِر.

إذن عندنا المؤرِّخُ اليَهودي يوسيفوسُ الذي كَتبَ تاريخَ اليَهودِ للحُكومَةِ الرومانِيَة في القَرنِ الأوَلِ للمِيلاد وهو يُشيرُ إلى يسوعَ المسيحِ كشَخْصٍ موجودٍ وله جَماعَةٌ من الأَتْباع. وعندنا المُؤّرخُ الروماني تاكيتوس في القرنِ الأولِ للميلاد، في الفَترةِ الزَمَنيِة التي عاشَ فيها يُوسيفوس، كَتَبَ عن يسوعَ المسيحِ مُشيراً إلى أنّ لهُ جماعةً من الأتباع. حتى التلمودُ اليَهودي أشارَ إلى وُجودِ يَسوع. [د. ستيفين تسوكولاس]

أعتقد أن هناك ناحيةً عامةً تجعلنا في وضعٍ أفضل من السابق في فَحْصِ مِصداقيةِ الأناجيل. فنحنُ نعرفُ اليومَ عن فِلسطينَ في القَرنِ الأولِ أكثر بكثير مما كنا نَعرفُه في الخَمسينَ سنةً الماضِية. فمن خِلالِ الاكتِشافاتِ الأدبيةِ مثلِ مَخطوطاتِ البحرِ المَيْت، وعلمِ الآثار الذي يتَقدَمُ بخُطىً ثابتة في الأراضي المُقَدَسَّةِ… وهناكَ اكتشافاتٌ حديثةٌ باستمرار. لذلك يمكننا القول إنّنا نَعرِفُ الكثير الآن، إذا جازَ التَعبير، عن الخلفيةِ التي خَدَمَ فيها يسوع المسيح. وهناك كلُ أنواع الطُرُقِ التي يُمكِنُنا أن نسألَ من خِلالِها إن كانتِ الأشياءُ التي تقولُها الأناجيلُ تتلاءمُ مع هذه الخَلفيَة. هل يَبدو مَنطِقياً أن نرى يسوعَ كمعلمٍ يهودي في تلك الخلفيةِ المحدّدة؟ وأعتَقدُ أنَه بصورةٍ عامة، يُمكُنِنا القول، إن ما تَقولُه الأناجيلُ مُلائِمٌ تماماً. وعندما نَتَذَكرُ أن الظُروفَ في فِلَسطينَ تغيَّرت بلا شك جَذْرِيّاً بعد الثورةِ اليهودِيَةِ بين العامَين السادسِ والستينَ والسبعين، نجدُ أنه كان هُناك فترةً زمنيةً محدودةً لنفحصَ فيها إن كانت الأناجيلُ تتلاءمُ مع تلكَ الفَتْرةِ، أو أنها تَعكِسُ ببساطة الوضعَ بعد الثورةِ اليهودية، ففي الحالةِ الثانيةِ لا نتوقعُ أن يكون للمادةَ المكتوبةِ صلةٌ مع الوضعِ الذي نعرفُه عن اليهوديةِ في الفترةِ الباكرةِ من القرنِ الأولِ. [د. ريتشارد بوكام]

التدريب

سببٌ رابعٌ للوثوقِ برِواياتِ الأناجيلِ هو أنَ التدريبَ الذي تَلقاهُ تَلاميذُ يسوع، علَّمَهم دونَ شَك كيفَ يَحتَفِظونَ بِسِجِلٍ دَقيقٍ لكلِماتِه وأفْعالِه.

كانت التلمذةُ في إطارِ الثَقافةِ اليَهودية، طريقَ حياةٍ راسِخاً. في الواقع، الكلمةُ العِبريَّةُ للتلميذِ هي تَلميذ، وتَعني طالباً أو مُتَعلِّماً. وعلى وجهِ الخُصوص، كان التلميذُ طالباً عند حَكيمٍ مُعيِّنٍ أَو حاخام. علاوةً على ذلك، كان الحِفْظُ عن ظهرِ قَلبٍ في الثقافةِ اليهوديةِ في زَمَنِ يسوع، أحدَ التمارينِ الرئيِسيةِ في التعلُّمِ من الحاخام. وكانت إحدى مَسؤولياتِ التِلميذ، تعلُّمَ كلماتِ المُعلم وحِكمتِه.

اسْتَمِعْ إلى كلماتِ يسوعَ إلى تَلاميذِه في لوقا ٦: ٤٠:

لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ بَلْ كُلُّ مَنْ صَارَ كَامِلاً يَكُونُ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ.

ما قصدَهُ يسوعُ هو أن على من يَتبَعُه أن يَدرُس، ويَتَعلَم، ويُشكِّلَ حياتَه وِفقَ تَعاليمِه وأعْمالِه.

أَمَا التلاميذُ الاثْنَا عَشَر، وَهمْ الْأَكْثَرُ قُرْباً مِنْ يَسُوع، فَقَدْ كَانَتْ عَلَيهمْ مسؤوليةٌ جسيمةٌ بِأَنْ يَتَعَلَّمُوا تعاليمَ يَسُوع، بَيْنَما يُرَجَّحُ أَنْ كَثِيرِينَ غَيْرَهُمْ حَفِظُوا فِي ذاكرتِهِم الْكَثِيرَ مِنْ تعاليمِهِ.

القناعات اللاهوتية

خامساً، يجبُ ألا نُقَلِّلَ أبداً من حَقيقةِ أن كُتَّابَ الأناجيلِ كانت لهُم [قناعاتٌ لاهوتية] قوية شدَّدت على الحاجةِ إلى سِجلٍّ صادقٍ وموثوقٍ به. على سَبيلِ المِثال، في يوحنا ٢٠: ٣١، كَتبَ الرسولُ هذه الكلمات:

وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.

في هذا المَقْطَع، أعلنَ يوحنا بوضوحٍ أنهُ يُمكِنُ للناسِ أن يَنالوا هِبَةَ اللهِ للحياةِ إن هم عَرَفوا الحَقَ عن يَسوعَ وتَمَسَكوا به.

بطريقةٍ مُشابِهَة، سَجَّلَ متى كَلِماتِ يسوعَ التالِية في ٢٨: ١٩ – ٢٠ من إنجيلِه:

فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ.

صرَّح متى هنا أنهُ أُلقِيَتْ على عاتِقِ تلاميذَ يسوعَ مسؤوليةُ تعليمِ كلِ ما أمرَهُم به. وكأتباعٍ حَقيقيِينَ ليسوع، لا يُمكِنُهُم أن يَتَجاهلوا الحاجةَ إلى سِجلاتٍ دقيقةٍ حولَ ما فَعَلَهُ وقالَه.

لم يُسجِّلْ كُتَّابُ الأناجيلِ أحداثَ حياةِ يسوعَ لمُجَرَّدِ قيمَتِها التاريخيَّة، بل على نقيضِ ذلك، عَرفوا أن الإيمانَ بيسوعَ كان أكثرَ من مُجَرَّد مَعرفةٍ للوقائعِ التاريخيَّة عنه. كما عرفوا أيضاً أن الإيمانَ الحقيقيَّ لا يُمكنُ أن يستنِدَ إلى سِجِلاتٍ تاريخيَّةٍ مُزَّيفَة، أو يشوبُها الخطأ. وقد عبَّروا عن كلماتِ يسوعَ وأفْعالِه بوضوحٍ ودِقَةٍ لأنهُم أرادوا أن يُؤمنَ قُراؤهم بيسوعَ الحقيقي، يسوعَ التّاريخي.

الروح القدس

سادساً، كما هي الحالُ بالنسبةِ لكلِ كُتَّابِ ما جاء في الكتاب المقدس من كتب، لم يُترَكْ كتّابُ الأناجيلِ بِمُفرَدِهم ليكتُبوا سجلَّ كلماتِ يسوعَ وأفْعالِه. فقد قادَهُم الروحُ الْقُدُسُ في هذا الجُهد.

إنَّ وحيَ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ هُوَ عَقِيدَةٌ حَيَويَةٌ لِأَنَّهَا تعتبرُ أَن هناك كَاتِباً وَاحِداً نهائياً لكلِّ الْكِتَابِ الْمُقَدَّسِ. فَعَنْدَمَا نَنْظُرُ إِلَى الْأَناجيلِ نَجِدُ أَرَبْعَةَ كُتَّابٍ مُخْتَلِفَيْنَ يُقَدِّمُونَ أَرْبَعَ وُجُهاتِ نَظَرٍ عَنْ يَسُوع، يَجِبُ أَنْ نُثَّمِنَ وُجُهات النَظَرِ تِلْكَ، بما أَنّ الروحَ الْقُدُسَ أَوْحَى بِهَا كُلِها. فَلِلْكُتَّابِ بَرامِجٌ لاهوتِيَةٌ تتنوع في تفاصيلها، وقرّاءٌ مُخْتَلِفُونَ، وخِلفياتٌ وَاِختبَارَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ مَعَ يَسُوع ، لَكن مَعَ ذَلِك، تُشَكِّلُ الْأَناجيلُ وحدَةً رَائِعَةً فِي الْوَقْتِ الَّذِي يَعُودُ التنّوُعُ فِيهَا إِلَى الدورِ الْبَشَرِيّ فِي الْكِتَابَةِ. وَوَحْيُ الروحِ الْقُدُسِ للأناجيل لَا يُلْغِي الْعُنْصُرَ الْبَشَرِيَّ، بَلْ مَا يَعْنِيهِ هُوَ أن اللهَ يَصِلُ تماماً إِلَى مَا يُرِيدُ مِنْ خِلَالِ تِلْكَ الْجُهُودِ الْبَشَرِيَّةِ. [د. إريك ثيونيس]

اِسْتَمَعْ إِلَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي يُوحَنَا ١٤: ٢٥ – ٢٦:

بِهَذَا كَلَّمْتُكُمْ وَأَنَا عِنْدَكُمْ. وَأَمَّا الْمُعَزِّي الرُّوحُ الْقُدُسُ الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.

مَهْمَا بَلَغَتْ قُدْرَةُ التَّلاَمِيذِ عَلَى الْحِفْظِ، لَمْ يَكُنْ فِي مَقْدُورِهِمْ إِتْقَانُ كُلِّ شَيْء. لهذا السبب وعد يسوع بإرسال الروح القدس إلى رسله. والروح القدس مكّنهم من أن يتذكروا ما احتاجت الكنيسة أن تعرفه عبر العصور حول ما فعله يسوع وقاله. وكما كَتبَ يوحنا في ٢١: ٢٥ من إنْجيلِه:

وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ.

مِنْ الْمُلْفِتِ لِلْنَظَرِ أَنَّه عَنْدِمَا نَتَحَدَّثُ مَعَ بعض الناس عَنْ يَسُوعَ وَنَسْأَلُهُمْ مِنْ هُوَ يَسُوعُ؟ يُجِيبُ بَعْضُهُمْ: إِنَّه رَابِي أَوْ مُعَلِّم، وَقَدْ يَقُولُ أتباعُ دِيانَاتٍ عَالَمِيَّةٍ أُخْرَى، أَوْ مِنْ اِنْتِماءَاتٍ فلسفية أُخْرَى، أَشْيَاءَ كَثِيرَةً مُخْتَلِفَةٍ عَنْه، لَكِنَّ اللهَ بِحكمتِهِ قَادَ بِالرّوحِ الْقُدُسِ الشُّهُودَ الَّذِينَ عَايَنُوا يَسُوعَ لِيَكْتُبُوا مَخْزُونَ الْإيمَانِ فِي أَرْبَعِ سِجِلَّاتٍ مُتَكامِلَة بِحَيْثُ لَدَينَا مَتَى، وَمَرْقُسَ، وَلُوقَا، وَيُوحَنَا، شَهَادَةَ عَيانٍ مُحَدَّدَةً مِنْ الْكَاتِبِ نَفْسِه أَوْ مِنْ مَصَادِرِهِ، شَهَادَةً مَحْرُوسَةً بِالرّوحِ الْقُدْسِ تَخْدُمُ كَمِقْيَاس؛ بِحَيْثُ إِنَّ قَالَ أَحَدُهُمْ إن يَسُوعَ نَطَقَ بِهَذَا أَوْ وافقَ عَلَى هَذَا الْعَمَلِ أَوْ لم يُوَافِق، فَاللهُ أعطانا سِجّلاً غَيْرَ قَابِلٍ لِلْشَكِّ يُمْكِنُنَا الْعَوْدَةِ إِلَيه كَمَرْجِعٍ لِإيمَانِنَا. [د. روبرت بلَمر]

  • دليل الدراسة
  • الكلمات المفتاحية

القسم الأول: الأسلوب الأدبي

مخطط لتدوين الملاحظات

المقدمة

I. الأسلوب الأدبي

أ. النوع الأدبي

1. القصص التاريخية

2. سير الحياة الرومانية

3. القصص التاريخية الكتابية

ب. المصداقية

1. السجلات عن الأحداث

2. الصدق

3. البرهان

4. التدريب

5. القناعات اللاهوتية

6. الروح القدس

أسئلة المراجعة

1. بحسب الدرس، ما هو النوع الأدبي للأناجيل؟

2. ماذا يعلمنا الدرس فيما يخص الترتيب الزمني الموجود في الأناجيل؟

3. لما يقتبس الدرس من بلوتارخ، المؤرخ العلماني اليوناني من القرن الأول؟ ماذا يبيِّن هذا؟

4. ما هو الجمهور الذي كانت الأناجيل تستهدفه؟

5. ما هو التوجه الثقافي البارز لكُتَّاب الأناجيل؟

6. قُم بوصف المدخل الذي اتخذه كل كاتب من كُتَّاب الأناجيل إلى حياة يسوع.

7. ماذا يقول الدرس عن فكرة أن الأناجيل تعلن بصراحة عن ضعفات وسقطات التلاميذ؟ ماذا يبيِّن هذا؟

8. هل هناك أي كُتَّاب يونانيون أو رومان من القرن الأول ذكروا يسوع المسيح؟

9. ما هو اسم المؤرخ اليهودي من القرن الأول الذي يذكر يسوع؟

10. هل يقوم التلمود اليهودي بذكر يسوع؟

11. اذكر الدليل الذي أعطاه الدرس على مصداقية الأناجيل.

أسئلة تطبيقية

1. هل معرفتك أن الأناجيل لا تسجل بالضرورة كل شيء بحسب ترتيب زمني دقيق تقلقك؟

2. هل قام هذا الدرس بتقوية أم بإضعاف ثقتك في مصداقية الأناجيل؟ اشرح.

AJAX progress indicator
Search: (clear)
  • كريستوس
    كلمة يونانية (تم نقلها حرفيًا إلى العربية) تعني المسيح، وهي مستخدمة في السبعينية لتترجم "مشيخ" أو "مسيا" وتعني "الممسوح"
  • إسخاتولوجي
    تعبير لاهوتي لدراسة الأيام الأخيرة
  • الإنجيل الأول
    يُعرف أيضًا باسم بروتوإيفانجليون، وهو مصطلح لاهوتي يطلق على أول وعد بالفداء والموجود في التكوين 3: 15
  • يوسابيوس
    مؤرخ مسيحي مبكر (263- 340 م) كتب كتاب "التَّارِيخِ الْكَنَسِيِّ".
  • إيريناوس
    كاتب مسيحي مبكر (130-202). كتب "ضد الهرطقات"، حيث يؤكد على صحة الأناجيل الأربعة، ويقول التعليق التالي أيضًا عن إنجيل متى: "متى أيضًا أصدر إنجيلاً مكتوبًا بين العبرانيين بلهجتهم الخاصة، بينما كان بطرس وبولس يعظان في روما، ويضعان أسس الكنيسة"
  • يوسيفوس
    مؤرخ يهودي من القرن الأول الميلادي (37- 100م تقريبًا) والذي كتب مجلد "الْعَادِيَّاتِ".
  • كيريوس
    كلمة يونانية (نقلت حرفيًا إلى العربية) تعني "رب".
  • أوريجانوس
    هو لاهوتي مسيحي مبكر من الإسكندرية (185-254م تقريبًا)، تشمل كتاباته على "عن المبادئ الأولى"، والذي يدافع فيه عن كون الكتاب المقدس السلطة النهائية للعقيدة المسيحية، و"الهكسبلا"، وهي دراسة مقارنة للترجمات العديدة للعهد القديم.
  • بلوتارخ
    مؤرخ يوناني علماني، 46- 120م. كتب سيرة ذاتية عن حياة شَيْشَرون، وهي مثال عن كيف أن حتى السير الذاتية العلمانية في ذلك الوقت حاولت أن تحافظ على السجلات الدقيقة.
  • إيزائية
    تعني "تُرى معاً". يُستخدم هذا المصطلح للأناجيل الثلاثة الأولى، متى، مرقس، ولوقا بسبب التشابهات بينهم.
  • يهوه
    اسم عبراني لله، عادة ما تترجم "رب"، ويأتي من جملة "أكون من أكون"
الاختباراتالحالة
1

الأناجيل - الدرس الأول - الامتحان الأول

‫القسم ‫السابق

انجازك في الدورة

محتوى الدورة الدراسية

ابدأ هنا- مخطط الدورة الدراسية
الدرس الأول: مدخل إلى الأناجيل
  • تحضير الدرس الأول
  • الأناجيل - الدرس الأول - القسم الأول
  • الأناجيل – الدرس الأول – القسم الثاني
  • الأناجيل – الدرس الأول – القسم الثالث
  • الأناجيل – الدرس الأول – القسم الرابع
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس الثاني: الإنجيل بحسب متى
  • تحضير الدرس الثاني
  • الأناجيل - الدرس الثاني - القسم الأول
  • الأناجيل – الدرس الثاني – القسم الثاني
  • الأناجيل – الدرس الثاني – القسم الثالث
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس الثالث: الإنجيل بحسب مرقس
  • تحضير الدرس الثالث
  • الأناجيل - الدرس الثالث - القسم الأول
  • الأناجيل - الدرس الثالث - القسم الثاني
  • الأناجيل - الدرس الثالث - القسم الثالث
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس الرابع: الإنجيل بحسب لوقا
  • تحضير الدرس الرابع
  • الأناجيل - الدرس الرابع - القسم الأول
  • الأناجيل - الدرس الرابع - القسم الثاني
  • الأناجيل - الدرس الرابع - القسم الثالث
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس الخامس: الإنجيل بحسب يوحنا
  • تحضير الدرس الخامس
  • الأناجيل - الدرس الخامس - القسم الأول
  • الأناجيل - الدرس الخامس - القسم الثاني
  • الأناجيل - الدرس الخامس - القسم الثالث
  • الأسئلة التعبيرية
  • الأسئلة المقالية
الدرس السادس: القراءات المطلوبة
  • متطلبات القراءة 1
  • متطلبات القراءة 2
  • متطلبات القراءة 3
العودة إلى الأناجيل

Copyright © 2021 · Education Pro 100fold on Genesis Framework · WordPress · Log in