مساقات عبر الإنترنت Online Courses

  • التسجيل
  • تسجيل الدخول
الرئيسية / الدورات الدراسية / قانون إيمان الرسل / الدرس السادس: الخلاص

قانون إيمان الرسل – الدرس السادس – القسم الأول

تقدم القسم:
← العودة إلى الدرس
  • الفيديو
  • الملف الصوتي
  • النص

المقدمة
الغفران
مشكلة الخطية
التعريف

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aAPC06_01.mp4
موضوعات ذات صلة
Why do fallen human beings need a Savior?

الأصل
العواقب

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aAPC06_02.mp4
موضوعات ذات صلة
Why did Adam's fall into sin have such terrible consequences for humanity and creation?

النعمة الإلهية
الآب
الابن

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aAPC06_03.mp4
موضوعات ذات صلة
Is Jesus the loving God who saves us from the Father's wrath?

الروح القدس
المسؤولية الفردية

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aAPC06_04.mp4
موضوعات ذات صلة
How should we respond to God's gift of salvation?

الشروط

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aAPC06_05.mp4
موضوعات ذات صلة
What problem has sin created in our relationship with God?

الوسائط

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aAPC06_06.mp4
موضوعات ذات صلة
Why is Jesus the only one that can save us?
  • المقدمة
    الغفران
    مشكلة الخطية
    التعريف
  • الأصل
    العواقب
  • النعمة الإلهية
    الآب
    الابن
  • الروح القدس
    المسؤولية الفردية
  • الشروط
  • الوسائط

المقدمة
الغفران
مشكلة الخطية
التعريف

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aAPC06_01.mp3
موضوعات ذات صلة
Why do fallen human beings need a Savior?

الأصل
العواقب

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aAPC06_02.mp3
موضوعات ذات صلة
Why did Adam's fall into sin have such terrible consequences for humanity and creation?

النعمة الإلهية
الآب
الابن

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aAPC06_03.mp3
موضوعات ذات صلة
Is Jesus the loving God who saves us from the Father's wrath?

الروح القدس
المسؤولية الفردية

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aAPC06_04.mp3
موضوعات ذات صلة
How should we respond to God's gift of salvation?

الشروط

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aAPC06_05.mp3
موضوعات ذات صلة
What problem has sin created in our relationship with God?

الوسائط

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aAPC06_06.mp3
موضوعات ذات صلة
Why is Jesus the only one that can save us?
  • المقدمة
    الغفران
    مشكلة الخطية
    التعريف
  • الأصل
    العواقب
  • النعمة الإلهية
    الآب
    الابن
  • الروح القدس
    المسؤولية الفردية
  • الشروط
  • الوسائط

المقدمة

أشرنا خلالَ هذه الدروس، أن قانونَ إيمانِ الرُسل بدأ كملخّصٍ وجيزٍ للمعتقداتِ التي أقرّ بها المسيحيون الأولون عند معموديتهم. في هذا الإطار، من السهلِ أن نتصوّرَ أن الجزءَ العاطفيَ الأكبرَ في إقرارِ الكثيرين، هو بنودُ قانونِ الإيمان التي تعكسُ إيمانَهم بخلاصِهم الشخصي. ألا ينطبقُ ذلك علينا أيضاً؟ فنحن نحبُ إلهَنا العظيم – الآب، والابن والروح القدس. ونثمِّنُ الكنيسةَ التي بناها. لكن فرحَنا الأعظمْ هو في الأخبار السارةِ بأن الخلاصَ هو لنا. ونحن نفرحُ باليقين أن الله يحبُنا، ويغفرُ خطايانا، وبأنه أعدّ لنا مستقبل رائعاً، في هذا العالم، وكذلك في العالم الآتي.

هذا هو الدرس السادس في سلسلتنا قانون إيمان الرسل. وقد أعطيناه عنوان الخلاص. وسننظر فيه إلى بنود قانون الإيمان التي تقر بالإيمان بالأخبار السارة حول الغفران والحياة الأبدية.

يتم استخدام كلمة الخلاص في الأسفار المقدسة بطرق متنوعة، للدلالة على وجود عدة جوانب لخلاصنا في المسيح. فعندما يستخدم المسيحيون اليوم كلمة “الخلاص”، يرد في ذهننا عادة استلام البركات التي اشتراها المسيح بموته الكفاري، بدءاً بالولادة الجديدة والمصالحة مع الله، واستمراراً في الحياة في عملية التقديس، إلى بلوغ الذُروة في تمجيدنا النهائي في السماوات الجديدة والأرض الجديدة.

يتحدث قانون إيمان الرسل عن جانب الخلاص هذا بالكلمات التالية:

أُؤمن…

بغفران الخطايا،

وبقيامة الأَجساد،

وبالحياة الأَبدية.

لا تشمل هذه الأفكار الثلاث الغفران، القيامة، والحياة الأبدية، وصف الأسفار المقدسة لخلاصنا. إنما هي التصريحات الأولية لقانون إيمان الرسل التي تقرّ بالإيمان بجوانب معينة لما يفعله الله عندما يُخلّص المؤمنين.

ستتناول مناقشتنا لموضوع الخلاص في قانون إيمان الرسل، كلاً من أبعاد خلاصنا تلك. أولاً، سنتحدث عن غفران الخطايا. ثانياً، سنبحث في عقيدة قيامة الأجساد. وثالثاً، سنتأمل في طبيعة الحياة الأبدية. دعونا نبدأ بالموضوع المألوف لغفران الخطايا.

الغفران

حتى نفهم ماذا يعني قانون إيمان الرسل بالغفران، سنتطرق إلى ثلاث مسائل مرتبطة بشكل وثيق: أولاً، مشكلة الخطيّة التي تجعل الغفران ضرورياً؛ ثانياً، النعمة الإلهية التي تجعل الغفران ممكناً؛ وثالثاً، مسؤوليتنا الفردية، أي الأمور التي يجب أن نقوم بها لننال الغفران. لننظر أولاً إلى مشكلة الخطيّة.

مشكلة الخطية

يدرك المسيحيون المؤمنون بالكتاب المقدس أن أحدَ الأسبابِ الرئيسيةِ لموتِ يسوعَ كان من أجل حلّ المشكلة التي نجمت عن خطيّتنا. فالخطيّةُ تفصلُنا عن بركات الله، وتضعنا تحت لعنتِه. ويستحيلُ علينا التغلبَ على هذه المشكلة بأنفسنا. وهذا ما نعنيه عندما نتحدث عن مشكلة الخطيّة: فالخطيّةُ تدينُنا، ودونَ المسيحِ، لا يوجد أمامنا سبيلٌ لإنقاذ أنفسنا من وجودِها أو عواقبها.

سنبحث فيما تعلّمه الأسفار المقدسة عن مشكلة الخطيّة في ثلاثة أجزاء. أولاً، سنقدّم تعريفاً كتابياً للخطيّة. ثانياً، سنتكلم عن أصل الخطيّة في الجنس البشري. وثالثاً، سننظر في عواقب الخطيّة. دعونا َنبدأ بتعريف الخطيّة.

التعريف

يتحدث الكتاب المقدس عن الخطيّة بطرق متنوّعة. فهو يستخدم كلمات مثل التعدّي، التمرّد، الإثم، الخطيّة، الشر، إخطاء الهدف، ومجموعة متنوّعة من الكلمات الأخرى ليصف الأشياء الأثيمة. ويُضيف كلاً من هذه الكلمات شيئاً إلى فهمنا للخطيّة. لكن عندما تتحدث الأسفار المقدسة عن الخطيّة بشكل تجريدي – عندما تقدم تعريفها الخاص للخطيّة – تبرز كلمة أكثر من الكلمات الأخرى: التعدّي. حيث أن الخطيّة في جوهرها، في مفردات الأسفار المقدسة، انتهاكٌ لناموس الله. كما كتب الرسول يوحنا في رسالة يوحنا الأولى 3: 4:

كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ يَفْعَلُ التَّعَدِّيَ أَيْضاً. وَالْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي. (1 يوحنا 3: 4)

ونجد هذا التشديد ذاته على الخطيّة كتعدٍّ في أماكن مثل رومية 7: 9-25 ورسالة كورنثوس الأولى 15: 56. وينعكس هذا المفهوم الأساسي للخطيّة أيضاً في لاهوت العديد من التقاليد المسيحية المختلفة.

وكمثال واحد، اصغ لأصول الإيمان الويستمنستري المختصر، في السؤال الرابع عشر وجوابه. والسؤال هو:

ما هي الخطيّة؟

ويجيب أصول الإيمان:

إن الخطية هي عدم الامتثال لشريعة الله أو التعدّي عليها.

لاحظ أن هذه الإجابة تحدّد نوعين عامين للانتهاكات لشريعة الله: عدم الامتثال للشريعة، والتعدّي على الشريعة.

إن عدم الامتثال للشريعة من جهة، هو الفشل في القيام بما تأمر به الأسفار المقدسة. وغالباً ما يسمّى هذا بخطيّة الإغفال لأننا نَغفل أو نُهمل ما يجب علينا فعله. ومن جهة أخرى، إن التعدّي على الشريعة هو القيام بما تمنعه الأسفار المقدس. وغالباً ما يُسمى هذا النوع من كسر الشريعة خطيّة الارتكاب، لأننا نرتكب الخطيّة فعلاً وذلك بالتفكير، الشعور، أو القيام بشيء تمنعه الأسفار المقدسة. وعندما نتحدث عن شريعة الله كالمقياس الذي يحدّد الخطيّة، مهمٌ أن نشير إلى أن شريعة الله ليست استبدادية أو عشوائية. بل على العكس، إنها تعكس شخصية الله الكاملة. اصغ للطريقة التي يصف بها بولس الشريعة في رومية 7: 12:

إِذاً النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ. (رومية 7: 12)

وكما قال بولس هنا، إن وصايا الله مقدسة، عادلة، وصالحة دائماً، تماماً مثل الله نفسه. حيث تنسجم وصايا الله مع طبيعته دائماً.

لهذا السبب تعلّم الأسفار المقدسة أننا إن كنا نُحب الله، سنحفظ وصاياه، وسنُحب أيضاً تلك الأمور التي تعكس الله، كشريعته على سبيل المثال. ونرى هذا في تثنية 5: 10؛ و6: 5-6، متى 22: 37-40، يوحنا 14: 15-24، وعدة أماكن أخرى. اصغ لما كتبه يوحنا في رسالة يوحنا الأولى 5: 3:

فَإِنَّ هذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. (1 يوحنا 5: 3)

تظهر محبتنا لله من خلال الطاعة لشريعته. ولهذا، عندما نكسر شريعته، فإننا لا نتصرف بمحبة نحو الله. وبالتالي نخطئ.

يوجد في الكتاب المقدس ارتباط وثيق بين محبتنا لله وطاعتنا له. وأعتقد أن أول شيء علينا توضيحه هو أن مجرد محبتنا لله ليس تحقيقاً لوصية المحبة لله. فقد نقوم بالعمل بدافع الواجب. لكن عندما توجد المحبة عندما يوجد ذلك العطاء الذاتي الطوعي الذي ينبع من السرور بالله، سيكون معظم التجلي الطبيعي والشرعي لتلك المحبة، طاعة عميقة راغبة ومستعدة، لأن هذه المحبة تنبع من الرغبة بإرضاء ذلك الإله الذي تحبه وتُسَرُّ به؛ إنها تنبع من الثقة بأن طريقة ذلك الإله موثوقة، وهي لصالحك تماماً مثل شخصه. [د. چلن سكورجي]

عندما نفشل في التصرّف بدافع محبتنا لله، نخطئ بالتمرّد عليه، التعدّي على شريعته، فعل الشر، إخطاء الهدف، والإساءة لشخصه القدوس، البار والصالح. لكن عندما تكون محبة الله حافزاً لنا، نضع اهتماماته ومطالبه فوق مصالحنا. وبهذا نتَجنُب العديد من الخطايا وعواقبها المريعة في حياتنا.

بعد تعريفنا للخطيّة كانتهاك لشريعة الله، دعونا ننتقل إلى أصل الخطيّة في الجنس البشري.

الأصل

إن مُعظمنا على علم بالأحداث المسجّلة في تكوين 3، أي سجل تمرّد أبوينا الأولَين آدم وحواء على الله، بأكل ثمر شجرة معرفة الخير والشر المحرّمة. فمن وجهة النظر الكتابية، لم يكن هذا التمرّد مجرد عمل معزول. بل أصبح به الجنس البشري بأكمله مذنباً وفاسداً بسبب الخطيّة. ويشير اللاهوتيون إلى هذا الحدث عادة “بسقوط البشرية في الخطيّة”، أو ببساطة بالسقوط.

يخبرنا تكوين 1: 26-31 أنه عندما خلق الله البشرية، كان عمله حسناً جداً. وتعني كلمة “حسن” في هذه الحالة، أننا كنا تماماً ما أرادنا الله أن نكون. وكان أبوانا الأولان صورتان لله طاهرتان أخلاقياً، ومؤهلان تماماً لخدمته بملء العالم الذي خلقه والتسلط عليه. وكما أشار بولس في رومية 5: 12، لم تدخل الخطيّة إلى البشرية قبل السقوط. لم نرتكب أية خطيّة، لم نكن ميالين نحو الخطيّة، ولم تكن الخطيّة قد أفسدتنا، أو سكنت فينا.

لكن حتى في حالة عدم الخطيّة تلك، كانت لدينا القدرة والفرصة لارتكابها. فعندما خلق الله آدم وحواء ووضعهما في جنة عدن، أعلن لهما الكثير من الأمور. لكن برزت وصية واحدة كامتحان لاستعدادهما لخدمة الله. ونقرأ في تكوين 2: 16-17، أن الله سمح لآدم وحواء أن يأكلا من أية شجرة في الجنة ما عدا شجرة معرفة الخير والشر. وأتاحت إمكانية كسر هذه الشريعة الفرصة لآدم وحواء لارتكاب الخطيّة.

للأسف، كما نعلم من تكوين 3: 1–6، أغوت الحية حواء وجعلتها تأكل من الفاكهة المحرّمة. ثم قدّمت حواء بعضاً من تلك الفاكهة لآدم، فأكل منها هو أيضاً. وانتهك آدم وحواء شريعة الله البارة واختارا أن يُخطئا بإرادتهما. ويشير رؤيا 12: 9 إلى أن الحية كانت في الواقع الشيطان. كما وتشير رسالة تيموثاوس الأولى 2: 14 إلى أن حواء قد أُغويت. لكن لم تكن إغراءات الشيطان ولا غباوة حواء عُذراً لخطيّة أبوينا الأولين. فقد أذنب كليهما باختيار الشر بدل الخير.

يمكننا أن نرى مرة أخرى من خلال هذه الأحداث، أن الخطيّة في الأساس هي مسألة كسرٍ لشريعة الله، أي إرادته المُعلَنة. ففي كل مرة نفكر، نتكلم أو نتصرف فيها بطرق تختلف عن شريعة الله المُعلَنة، فإننا نختار الشر عوضاً عن الخير. وحتى إذا تم إغواؤنا أو خداعنا لنخطئ، يحمّلنا الله مسؤولية ما فعلنا. ولهذا السبب، من المفيد جداً أن نخبّئ كلمة الله في قلوبنا – ليس لمعرفة تلك الكلمة فقط، بل لكي نحبها أيضاً. وعندما نعرف شريعة الله، فإنها تساعدنا على تمييز الخطيّة حتى لا ننخدع. وعندما نحب شريعة الله، يصبح اختيار طاعته أسهل علينا.

بعد أن درسنا تعريف الخطيّة وأصلها، أصبحنا مستعدين للنظر إلى عواقب الخطيّة.

العواقب

تبيّن الأسفار المقدسة أنه بعدما أخطأ آدم وحواء، دان الله ولعن الجنس البشري بأكمله. وأثرت هذه اللعنة على كل جوانب وجوده. فقد أدت إلى الموت الروحي الذي نقرأ عنه في الأسفار المقدسة في يوحنا 5: 24-25، أفسس 2: 1–5، وكولوسي 2: 13-14. كما نتج عنها فساد في وجودنا الجسدي والروحي، كما نقرأ في إرميا 17: 9، ورومية 7: 18-8: 11. وأدت في النهاية إلى الموت الجسدي، كما في تكوين 3: 19 ورومية 5: 12. وأخيراً، جلبت الخطيّة العذاب الأبدي إلى البشرية تحت دينونة الله في جَهَنَّمَ، كما في متى 5: 29-30.

تحدث الراعي المشهور تشارلز سبرجن، الذي عاش بين (1834 و1892) عن لعنة الله لآدم وحواء في عظته اللعنة رُفعِت. اصغ لما قاله:

ماذا تتضمن تلك اللعنة؟ إنها تتضمن الموت، موت هذا الجسد … تتضمن الموت الروحي، موت حياة آدم الداخلية – أي حياة الروح، التي خسرها الآن، ولا يمكن استعادتها إلا من خلال الروح القدس … وتتضمن أخيراً، والأسوأ من ذلك كله، الموت الأبدي … أي كل ما يمكن جمعه في تلك الكلمة الفظيعة المرعبة … “جَهَنَّمَ”.

والأسوأ من ذلك، هو أن عواقب خطيّة آدم وحواء انتقلت إلى البشرية جمعاء – إلى كل من جاء من نسلهما بالتسلسل الطبيعي. ونرى هذا الامتداد الشامل للخطيّة في فقرات مثل الملوك الأول 8: 46، رومية 3: 9–12، غلاطية 3: 22 وأفسس 2: 3. اصغ للطريقة التي تكلم بها بولس عن خطيّة آدم في رومية 5: 12-19:

مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ… بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً. (5: 12-19)

كما رأينا في درس سابق، كان آدم الممثل العهدي لكل البشرية. وعلّم بولس أنه بسبب هذا، حُسبت خطيّة آدم على كل نسله. وبالتالي، أصبحنا خطاة بالطبيعة. حيث نأتي إلى العالم أموات روحياً، مُعرَّضين للألم والمشقة، ومصيرنا الموت الجسدي.

نحن لا نبالغ، ويستحيل علينا في الواقع أن ندرك العواقب الكاملة للخطيّة. لكنّ خطيّتنا تمرّدٌ على الخالق. إنها وضع أنفسنا في عداوة مع الله بكل الطرق. حيث تعطّل الخطيّة علاقتنا بالله لأنه قدوس. ونتيجة لقداسته لابد أن يسكب غضبه عليها. وهكذا، عندما تنظر إلى الخطيّة البشرية، فهي تشكل كل ما نريد معرفته عن مشكلتنا وأنفسنا. كما وتذكّرنا أنه يستحيل علينا أن ننجي أنفسنا من هذه الورطة. وحده الله قادرٌ على فعل ذلك، وهو يفعل ذلك من خلال المسيح. [د. آلبرت مولر، الإبن]

مشكلة الخطيّة رهيبة بالفعل. فالبشر جميعًا هالكون تمامًا وتحت الدينونة. ولا يوجد أمامنا وسيلة لنفدي أنفسنا. فنحن محكومون أن نتعذب إلى الأبد تحت دينونة الله. ولا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نسترِدَ عطفه، أو أن نعوّضَ عن خطيّتنا. فدون مغفرةِ الله ورحمته، لا يوجد أمامُنا أيُ رجاءٍ بالخلاص.

بعد أن نظرنا إلى مشكلة الخطيّة، يجب أن نوجّه مناقشتنا حول غفران الخطايا إلى النعمة الإلهية التي تجعل الغفران ممكناً.

النعمة الإلهيّة

لم يشأ الله برحمته، أن تبقى البشرية كلها تحت لعنة الخطيّة. فقد استمر في خطته ليملأ البشر الأرض، يتسلطوا عليها ويحوّلوها إلى ملكوت يستحق حضوره. ولهذا، أرسل الله ابنه يسوع المسيح، فادياً ليَحُلّ مشكلة الخطيّة. وبما أنه الفادي، يخلصنا يسوع من ذنبنا وفسادنا، يصالحنا مع نفسه. ويعيد لنا القدرة على تحويل العالم إلى مملكته الأرضية. ولا تعتمد خطة الله على قدرة البشر المجردين ليستحقوا الخلاص. بل على نعمة الله، إحسانه غير المُستَحَق الممنوح لنا من خلال ممثلنا الخاص: الرب يسوع المسيح. وكما نقرأ في رومية 3: 23-24:

الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. (رومية 3: 23-24)

وبما أنه من أعمال النعمة الإلهية، يشمل الغفران أقانيم الثالوث الثلاثة، الآب، الابن والروح القدس. ويبدأ بالآب.

الآب

إن الخلاص ثالوثيّ في الجوهر. حيث أن الآب هو الذي يبدأ، الابن يتمّم، والروح يطبّق. وعندما نفكر بعلاقة الآب والابن، يجب أن نفكر بعلاقة الآب الابن والروح القدس. إن الأقانيم الثلاثة مشتركة في التخطيط لخلاصنا. ويعملوا بدافع النعمة، المحبة والرحمة، بالإضافة إلى تأييد الغضب، البر والدينونة. [د. ستيڤن وِلِم]

لقد بدأ الغفران بالآب لأنه هو الذي خطط له. ويعلّم العهد الجديد بوضوح أن الآب أرسل الابن إلى العالم وجعله الفادي. ونرى هذا في رسالة يوحنا الأولى 3: 16–18، أعمال الرسل 2: 34–36، وعبرانيين 3: 1-2. ويعلّم العهد الجديد أيضاً أن الآب أعطى يسوع السلطان ليكون فادياً لشعبه، ووعد بأن يقبل ذبيحة يسوع على الصليب كثمنٍ للخطيّة. ونقرأ عن هذا في يوحنا 10: 14–18، كولوسي 1: 18–20 وعبرانيين 2: 10. في الواقع، يقول رومية 3: 25 أن الآب قدّم يسوع كذبيحة. اصغ لما كتبه بولس هناك:

الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً. (رومية 3: 25)

إن الآب هو مهندس الفداء العظيم. وكانت خطته الكريمة ورغبته الرحومة أن يغفر خطايانا ويباركنا. وقد جعل سلطانه الخلاص ممكناً وأكيداً.

إن عمل يسوع على الصليب، في الواقع، تعبيرٌ عن محبة الآب السابقة لشعبه. فكِّرْ كم مرة شدّد العهد الجديد على أن مجيء يسوع إلى هذا العالم وحمله للصليب، هو في الواقع نتيجة لمحبة الآب. ولعل الآية الأولى التي يحفظها معظمنا في بداية حياتنا المسيحية، هي يوحنا 3: 16 التي تؤكد “لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ …” محبة مَن تلك التي تم التشديد عليها في هذه الآية؟ وأنا لا أقصد التقليل من محبة يسوع إطلاقاً، لكن محبة الآب السماوي في بذل ابنه، هي التي تم التشديد عليها في هذه الفقرة. [د. ليچن دنكن الثالث]

الابن

شملت النعمة الإلهية التي تتمّم غفراننا، الابن الذي هو فادينا أيضاً.

وتحقيقاً لوعد الآب، تم إرسال الابن للعالم متجسداً في يسوع، المسيّا الذي طال انتظاره، ليكفّر عن خطيّة البشر. ونجد هذا التعليم في رومية 3: 25-26، وعبرانيين 2: 14–17؛ و10: 5–10. كفّر يسوع عن الخطيّة بموته على الصليب عوضاً عن الخطاة. حيث حمل اللعنة الإلهية التي سببتها خطيّتنا، وحُسِب بره الكامل لنا، بحيث لم نعد نُحسَب خطاة، بل أولاد الله المطيعين. ويَظهر هذا الموضوع في يوحنا 10: 14–18، غلاطية 2: 20، رسالة كورنثوس الثانية 5: 21، وعبرانيين 10: 9–14. وكما كتب بولس في أفسس 1: 7:

الَّذِي فِيهِ [يسوع المسيح] لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ. (أفسس 1: 7)

تُغفر خطايانا، ليس لأن الله يتجاهلها، بل لأنه عاقبها في المسيح. ولهذا السبب تشجّعنا الأسفار المقدسة حتى يكون لنا ثقة مماثلة في خلاصنا.

بالإضافة إلى الاعتماد على أعمال الآب والابن هذه، إن الغفران نتيجة النعمة الإلهية من الروح القدس أيضاً.

الروح القدس

إن الروح القدس هو في الواقع أقنوم الثالوث الذي يطبّق الغفران على حياتنا. حيث وضع الآب الخُطط وتمم الابن الكفارة، لكن لا تُغفَر خطايانا بالفعل، إلا بعد أن يعمل الروح القدس عمله.

عندما نؤمن في البداية، يصالحنا الروح القدس مع الله، بغفران كل الخطايا التي ارتكبناها حتى ذلك الوقت. ويعطينا حياة روحية جديدة من خلال تجديد أرواحنا، كما تحدث يسوع عن ذلك في يوحنا 3: 5–8. ويتكلم أعمال الرسل 11: 18 عن هذا الاختبار “بالتوبة للحياة”، لأن التجديد والإيمان يتضمنان الحزن والاعتراف بخطايانا دائماً. إن هذه الفكرة مُؤكدة في عدة فقرات، مثل رسالة كورنثوس الأولى 6: 11. ويستمر الروح القدس بتطبيق الغفران على حياتنا مدى الحياة. فهو الشخص الذي يصون إيماننا، يقودنا إلى التوبة اليومية، ويطبّق الغفران على حياتنا باستمرار. ونجد هذا في أماكن مثل رومية 8: 1–16 وغلاطية 5: 5. كمثال واحد، اصغ لما كتبه بولس في رسالة تسالونيكي الثانية 2: 13:

اللهَ اخْتَارَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ لِلْخَلاَصِ بِتَقْدِيسِ الرُّوحِ وَتَصْدِيقِ الْحَقِّ. (2 تسالونيكي 2: 13)

لقد كتب بولس هنا أن المؤمنين يَخلصون بواسطة أعمال الروح القدس التي تطهّرنا من الخطيّة والإثم، أي أعمال الروح التي تطبّق الغفران علينا. ويستمر الروح القدس بتطبيق الغفران علينا، بينما نستمر بالإيمان بالحق.

يُظهِر الآب، الابن والروح القدس جميعاً نعمة خلاصية نحونا. والتي لها بدورها ثلاثة مضامين لحياتنا. أولاً، عندما نُخطئ ونطلب من الله الغفران، وجوانب أخرى للخلاص، يحق لنا أن نُعلِن طلباتنا أمام الأقانيم الإلهية الثلاثة. ثانياً، عندما ننال تلك البركات، يجب أن نقدّم الشكر للأقانيم الثلاثة لله. وثالثاً، قد يكون لنا ثقة كبيرة بخلاصنا، عالمين أن أقانيم الثالوث الثلاثة يحبونا ويعملوا لضمان فدائنا. حيث يعمل الآب، الابن، والروح القدس معاً من أجل مصلحتنا، لحلّ مشكلة الخطيّة.

بعد أن نظرنا إلى غفران الخطايا من معيارَي مشكلة الخطيّة والنعمة الإلهية، نحن مستعدون للحديث عن الدور الذي يلعبه الغفران في المسؤولية الفردية.

المسئولية الفردية

يعلِّمُ الكتابُ المقدسُ بوضوحٍ أن اللهَ لا يغفرُ خطايا كلِ شخصٍ. فبعضُ الأشخاصِ يُغفر لهم والبعضُ لا. كيف نفهم ذلك؟ من المنظور البشري، تتضمن عملية المغفرة عادة عنصرًا من المسؤولية الفردية. وعمومًا، الأشخاص الذين يتممون هذه المسؤوليات ينالون المغفرة، أما الذين يتهربون من هذه المسؤوليات لا ينالونها.

ستنقسم مناقشتنا لدور المسؤولية الفردية إلى قسمين. أولاً، سنذكر بعض الشروط التي تحدّدها الأسفار المقدسة كمتطلبات عادية للغفران. وثانياً، سنتحدث عن وسائط نوال الغفران. دعونا نبدأ بالشروط التي تربطها الأسفار المقدسة بالغفران.

الشروط

تتحدث الأسفار المقدسة عن شرطين رئيسيين للغفران. أولاً، تتحدث عن الإيمان بالله كشرط للغفران.

إن الإيمان، في الأسفار المقدسة، مفهوم ذو عدة أوجه. لكن عندما نتحدث عن الإيمان بالله في هذا السياق، نحن نقصد: الاعتراف بسيادة الله، الولاء المُخلص له، والثقة بأنه سيُظهِر لنا رحمةً من أجل فادينا يسوع المسيح.

رغم أن ذلك قد يبدو غريباً على مسامعنا اليوم، غالباً ما تشير الأسفار المقدسة إلى هذا النوع من الإيمان بالتعبير “الخوف من الله”. يصف مزمور 103: 8-13 مثلاً طبيعة الغفران الشرطية بهذه الطريقة:

الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ. لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثامِنَا. لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ. كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا. كَمَا يَتَرَأَفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ. (مزمور 103: 8-13)

لاحظ أن من خافوا الرب هم من نالوا غفرانه وأُبعِدَت عنهم معاصيهم.

ونجد هذه الفكرة ذاتها في كل الكتاب المقدس. حيث نجد في أخبار الأيام الثاني 30: 18-19، أن الله يسامح الأشخاص الذين يطلبونه من قلوبهم. وبيّن يسوع في مرقس 4: 12، أن من يعرفوا الله ويفهموه، هم وحدهم القادرين على طلب غفرانه. ويمكن نوال الغفران في أعمال الرسل 26: 17-18، فقط ممن انفتحت عيونهم على حقيقة مجد الرب وقوته.

أما الشرط الثاني العادي للغفران الموجود في الأسفار المقدسة، فهو الانكسار. إن الانكسار هو:

الحزن الحقيقي على الخطية؛ الندم الحقيقي على كسر شريعة الله.

فهو ليس مجرد حزن بسبب انكشاف أمرنا، أو عقابنا، بل الموافقة على أن مطالب الله مقدسة، والشعور بانكسار القلب على فَشَلِنا في تكريمه.

أما المقصود بالندم، فهو الشعور بالذنب بسبب خطيّتنا. فكّر بداود بعد خطيّته مع بَثْشَبَع. نعم لقد أخطأ نحو بَثْشَبَع، ونحو زوجها. وأخطأ نحو كنيسة العهد القديم، لكن في آخر الأمر “إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ وَالشَّرَّ قُدَّامَ عَيْنَيْكَ صَنَعْتُ”. وتشعر بالندم في قلبه. وأعتقد أن المصطلح المعاصر هو الانكسار، ونحتاج إلى الكلمة بالروح القدس، لتكسرنا في محضر الله. [د. ديريك توماس]

على سبيل المثال، لم يُظهِر داود في صموئيل الثاني 11، أي ندم عندما ارتكب خطيّة الزنى مع بًثْشَبَع، ثم خطط لموت زوجها أُورِيَّا ليخفي حَبَلها. وقد عاش بلا حزن على أعماله طول فترة حَبَل بثشبع، إلى أن وُلِدَ الطفل. وقد واجه النبي ناثان داود بخطيّته في هذا الوقت، كما نتعلم في صموئيل الثاني 12. عندها فقط اعترف داود بجريمته وشعر بذنب عميق بسببها. وكتب بروح الانكسار الحقيقي، مزمور 51، مزموره العظيم للتوبة، ليعبّر فيه عن عمق حزنه وندمه. اصغ لما كتبه داود في مزمور 51: 6 و17:

هَا قَدْ سُرِرْتَ بِالْحَقِّ فِي الْبَاطِنِ … ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اَللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ. (مزمور 51: 6 و17)

أدرك داود أنه كان بحاجة لرؤية خطيّته من وجهة نظر الله حتى ينال الغفران. كان بحاجة لكُرهِ ما فعله، والشعور بالأسف فعلاً على ما قام به.

ونرى نفس هذا التشديد على الانكسار في مزمور 32: 1-2، حيث ينال الغفران من لا غش فيهم. كما نجده في إشعياء 55: 7، حيث تُعطى رحمة الله لمن تركوا خطيّتهم. ونسمع عنه في إرميا 5: 3، حيث تم إنكار الغفران عن ذوي القلوب القاسية بالنسبة فيما يتعلق بخطيّتهم.

أعتقد أننا نزرع الندم، الذي هو لب التوبة، بتركيز أذهاننا على قداسة الله. ويمكننا فعل ذلك بالتأمل فيما يقوله الكتاب المقدس من التكوين إلى الرؤيا عن الله الذي لا يمكن أن تكون له شركة مع أشخاص عُصاة، بل يَدين العصيان ويعاقب من يخالف شريعته. هذه هي قداسة الله في جوهرها. وبينما نتأمل بقداسة الله، دعونا نسترجع سجل حياتنا ونعيد النظر في بعض الطرق التي أخطأنا فيها، تمرّدنا وابتعدنا عما قاله الله، وجلبنا الفوضى لحياتنا بطريقة تسيء له. ثم فكّر بكل العقاب الذي نستحقه، الذي وقع على كتفَي المسيح الذي تحملّه عنا. ويخبرني هذا كم كانت خطاياي مؤلمة، بحيث لا يمكن التكفير عنها سوى من خلال موت ابن الله المتجسد من أجلي. وبينما أدرك كم كانت خطاياي رهيبة في ضوء قداسة الله، وما تطلبه رَفْعها، يصبح إدراكي لألمها أكثر حدة، ندمي عليها أعمق، وينتج عن ذلك محاولة صادقة مني مرة تلو الأخرى لأستودع نفسي لله من أجل قداسته، وأقول له كم أنا نادم، وكم أكره خطاياي التي جعلت الكفارة ضرورية. [د. جيمس پاكر]

إن شرطَي الإيمان والانكسار مهمان لحياة كل فرد، سواء كان مؤمناً أم لا. ويشكّل هذان الشرطان لمن لم يقبلوا المسيح كرب ومخلص، فرصة لهم ليأتوا إلى الله، ينالوا غفران خطاياهم، ويبدأوا حياة جديدة في المسيح. أما من سبق وانتمى منا إلى المسيح، فإن هذان الشرطان هما بمثابة تذكير بحاجتنا لنعيش حياةَ إيمانٍ مستمر، ونشعر بالأسف على الخطايا التي نستمر في ارتكابها، بحيث يمكننا نوال الغفران ٍوالتطهير بصورة يومية.

بعد أن رأينا أن شروط الغفران تشمل عادةً الإيمان العامل بالله والانكسار في قلوبنا، فَلْننتقل إلى الوسائط الاعتيادية التي يمكن أن ننال بها الغفران.

الوسائط

يفشل المسيحيون أحياناً في التمييز بين واسطة النعمة وأساس النعمة. ونتيجة لذلك، يظنوا خطأً أن واسطة النعمة يمكن أن تُستخدم كوسيلة لنوال النعمة، أو حتى لإرغام الله ليكون كريماً معنا. ولهذا، مهمٌ أن نميّز بوضوح بين الواسطة والأساس. وحتى نتمكن من فهم هذا التمييز، تصوّر أن شخصاً يحتاج إلى علاج فيزيائي ليُشفى من إصابة معينة. إن العلاج مُكلِفٌ جداً، لكن تبرّع أحدهم بالمبلغ. فقد نقول إن الواسطة التي شُفي بها الشخص كلياً هي العلاج. لكن الأساس المادي لهذا الشفاء هو التبرع بالمال.

وقد نلّخص هذه الفوارق بالقول إن الأساس هو السند أو الاستحقاق الذي يقوم عليه العمل أو النتيجة، بينما الواسطة هي أداة أو آلية تجعل هذا العمل أو النتيجة ممكنة.

عندما يتعلق الأمر بنوال الغفران والنعمة من الله، فإن الأساس هو دائماً استحقاق المسيح، والذي اكتسبه من خلال حياته المُطيعة وموته الكفاري على الصليب. ونرى هذا في متى 26: 28، كولوسي 1: 13-14، ورسالة يوحنا الأولى 2: 12. ويتم اكتساب الغفران باستمرار من خلال المسيح، وليس من خلالنا. إن الواسطة الأساسية التي تُطبَّق بها النعمة على حياتنا هي الإيمان. وسواء تم التعبير عنه نحو الله مباشرة، أو من خلال وسائط النعمة، فإن الإيمان هو الأداة الرئيسية التي يطبِّق بها الله النعمة والبركات الأخرى على حياتنا.

تَذكُر الأسفار المقدسة عدة وسائط يعمل بها الإيمان عادة. لكن من أجل أهدافنا في هذا الدرس، يمكننا تلخيص تلك الوسائط الأخرى تحت فئتين عامتين، بدءاً بالصلاة.

يتم تقديم الصلاة في كل الأسفار المقدسة، كالواسطة العادية لطلب النعمة والغفران من الله. على سبيل المثال، يتكلم الكتاب المقدس عادة عن صلوات الاعتراف والتوبة كتعبيرات إيمان يطبّق بها الروح القدس الغفران علينا. ويتم التعليم عن فعالية هذه الصلوات في الملوك الأول 8: 29–40، مزمور 32: 1–11، أعمال الرسل 8: 22، رسالة يوحنا الأولى 1: 9، وعدة أماكن أخرى. إن صلوات الاعتراف والتوبة المُخلِصة، بالنسبة لمن تعرّف على الرب حديثاً، هي وسائطٌ يُطبِّق بها الروح القدس الغفران والخلاص على حياتهم في البداية. ولهذا السبب تشير الكنيسة إلى التجديد في أعمال الرسل 11: 18 بالتوبة للحياة. وتستمر صلوات الاعتراف والتوبة بالنسبة لكل المؤمنين، في كونها وسائط هامة للحصول على نعمة الله في حياتنا. وكما نقرأ في رسالة يوحنا الأولى 1: 9:

إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ [الله] أَمِينٌ وَعَادِلٌ حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. (1 يوحنا 1: 9)

إن أخبار الإنجيل الرائعة هي أن الله يغفر خطايانا مجاناً على أساس ما فعله المسيح من أجلنا. ويمكننا نوال هذا الغفران ببساطة عندما نطلبه بالإيمان.

يعتقد الكثير أننا إذا علّمنا أن الله يسامح الخطاة بمجرد مجيئهم إليه وقولهم “سامحني أيها الآب السماوي”، فإن هذا يجعل نعمة الله رخيصة. لكن حقيقة الأمر هي أن ذلك يعظّم نعمة الله. ليس لأن توبتنا تخلّصنا، أو لأنها الأساس الذي يسامحنا به الله. بل لأن الله نفسه وفّر أساس مغفرتنا ومصالحتنا معه في الموت الغالي لابنه الوحيد والذي لا يُقدَّر بثمن. [د. ليچن دنكن الثالث]

إن حقيقة أن يسوع المسيح، ابن الله، الأقنوم الثاني في الثالوث، جاء إلى الأرض وأمضى ثلاثين سنة في التواضع والخدمة، ثم تألم ومات على الصليب، حاملاً دَين خطيّتنا الأبدي ليدفع عقاب خطايانا. وهكذا إن هذه النعمة ليست رخيصة على الإطلاق. ونحن ننالها كهدية مجانية، فقط لأن يسوع أعطى حياته من أجلنا. [د. مارك ستراوس]

إن كل من يُقبِل إليه ويقول له ببساطة، يا رب اغفر لي، يغفر لهم يسوع. ليس لأن طلبهم للغفران نبيل جداً، وليس لأن توبتهم جيدة، بل لأن يسوع قام بكل ما هو ضروري لنتحد في شركة مع أبينا السماوي. [د. ليچن دنكن الثالث]

يجب أن نتوقف لحظة لنذكر أنه بالإضافة إلى صلوات الاعتراف والتوبة التي تعمل كوسائط غفران عادية، تعمل صلوات التشفع أحياناً كوسائط غفران استثنائية أو غير عادية.

يمكن تعريف التشفع كالتوسّط أو الالتماس أو الصلاة نيابة عن الآخر. تدوّن الأسفار المقدسة عدة أمثلة كتابية عن أشخاص قدّموا صلوات تشفعية فعّالة. ونرى هذا في العدد 14: 19-20، حيث غفر الرب خطيّة إسرائيل استجابة لصلاة موسى التشفعية. أخبار الأيام الثاني 30: 18–20، حيث غفر الرب للشعب الذي لم يستعد للفصح جيداً، وذلك استجابة لصلاة حَزَقِيَّا التشفعية. أيوب 1: 5، حيث نتعلّم أن أيوب قدّم ذبائح تشفعية فعّالة من أجل أولاده باستمرار. ويعقوب 5: 14-15، حيث علّم يعقوب شيوخ الكنيسة عن إمكانية نوال الغفران لمن أخطأ. ولا يُطبِّق الله الغفران دائماً استجابة لصلوات المؤمنين التشفعية. لكنه يفعل ذلك كثيراً.

بالإضافة إلى هذه الأنواع من التشفع البشري، يشفع الابن والروح القدس للشعب. إن الشفاعة التي يقدمها يسوع مذكورة في إشعياء 53: 12، رومية 8: 34، وعبرانيين 7: 25. ويتم التعليم عن شفاعة الروح القدس في رومية 8: 26-27.

إن الفئة العامة الثانية لوسائط الغفران هي الأسرار، أو ما يسميه العديد من الكنائس البروتستانتية الحديثة “بالفرائض” وبالتحديد فريضتَي المعمودية وعشاء الرب.

عندما نستخدم مصطلح سرّ، يجب أن نوضح أننا لا نتكلم هنا عن وجهة نظر الكنيسة الرومانية الكاثوليكية لسرّي عشاء الرب والمعمودية. بل تم استخدام كلمة “سر” تاريخياً من قبل العديد من الطوائف البروتستانتية للإشارة إلى عشاء الرب والمعمودية. إن هذان الطقسان فريضتان مميزتان ومقدستان، أعطاهما الله للكنيسة كوسائط للتعبير عن إيماننا ونوال بركاته. وتختلف التقاليد البروتستانتية حول تفاصيل أعمال هاتان الفريضتان. لكنها تتفق على أهميتهما.

يشعر المسيحيون أحيانًا بالرَيبَة عندما يسمعون آخرين يتحدثون عن عشاء الرب والمعمودية كوسيلتين للمغفرة. لذا، من المهم أن نشدّد أن ليس لهاتين الفريضتين أي استحقاق بذاتهما يجعلهما فعّالتين. فهما ليستا أساسًا للمغفرة. في الوقت ذاته، يعلّم الكتابُ المقدس أنه عندما نعبّر عن إيماننا من خلال العشاء الرباني والمعمودية، فإن الروح القدس يستخدمُ هاتين الفريضَتين ليطبّق المغفرة على حياتنا.

يتم الحديث عن المعمودية كواسطة للنعمة في فقرات مثل مرقس 1: 4، أعمال الرسل 2: 38، رومية 6: 1–7، وكولوسي 2: 12-14. وكمثال واحد فقط، اصغ لكلمات حَنَانِيَّا لبولس في أعمال الرسل 22: 16:

وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِياً بِاسْمِ الرَّبِّ. (أعمال الرسل 22: 16)

أشار حَنَانِيَّا هنا إلى أن خطايا بولس غُفِرت أو غُسِلت بالمعمودية.

وبالطبع، ليست المعمودية واسطة ضرورية للغفران. حيث يمكننا نوال الغفران بطرق أخرى أيضاً. على سبيل المثال، لم يعتمد اللص الذي آمن أثناء صلبه مع يسوع أبداً. ومع ذلك، يشير لوقا 23: 43 إلى أنه نال الغفران والخلاص. ولهذا، يجب ألا نقع في خطأْ التفكير بأن الغفران والخلاص متوفران فقط لمن يعتمدوا. ومع ذلك تشير الأسفار المقدسة بوضوح إلى أن المعمودية تعمل كالواسطة في تطبيق الغفران على حياتنا. وينطبق الأمر نفسه على عشاء الرب. حيث علّم بولس بوضوح أن الاشتراك في عشاء الرب، واسطة لنوال فوائد موت المسيح، مثل الغفران. اصغ لما كتبه في رسالة كورنثوس الأولى 10: 16:

كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ. (1 كورنثوس 10: 16)

كانت هذه أسئلة بلاغية. وعَرَفَ كل من قرأ رسالة بولس أن الإجابات هي نعم بالطبع. إننا متحدون بالمسيح من خلال الاشتراك بعشاء الرب بالإيمان.

إن غفران الخطايا بركة عظيمة للخلاص نختبرها خلال حياتنا المسيحية. وسواء كنا حديثي الإيمان، أو مؤمنين طوال حياتنا، فإن الغفران عملية مستمرة لمسيرتنا مع المسيح، وينتج عنها الكثير من البركات الأخرى أيضاً.

تحدث جون وسلي، وهو مؤسس كنيسة المثودِست الذي عاش من سنة 1703-1791 ميلادية، عن الغفران في عظته السادسة والعشرين، التي فسّر فيها العظة على الجبل. اصغ لما قاله هناك:

ما أن … ننال غفران الخطايا، ننال أيضاً نصيباً مع الذين تقدّسوا، وذلك بالإيمان به. وقد فقدت الخطيّة قوتها: لم يعد لها سلطان على من هم تحت النعمة، أي الذين وَجَدوا استحساناً لدى الله. ولا يوجد الآن دينونة على الذين هم في المسيح يسوع، وبالتالي هم أحرار من الخطية والذنب. وقد تحقق برّ الشريعة فيهم، وهم لا يسلكوا بحسب الجسد، بل بحسب الروح.

أعتقد أن غفران الخطايا، في بعض النواحي، هو الحقيقة الأثمن بالنسبة لنا كمسيحيين. إن ما يعنيه غفران الخطايا في جوهره، هو أن نكون في علاقة صحيحة مع الله خالقنا. فعندما ننظر إلى العالم اليوم، نرى أن الناس يتوقوا إلى معنى؛ مغزى وهدف. وهناك الكثير من الارتباك في حضارتنا. ما هو الغرض من الحياة؟ ما هو الغرض من العيش؟ لماذا أنا هنا؟ وهكذا يجرّب الناس كل الأشياء ليجدوا معنى ومغزى لوجودهم – سواء كان بالسعي وراء عملهم، نشاطهم الجنسي أو المخدرات. أعني أن هناك كل أنواع المواقع والطرق التي يسعى بها الناس ليجدوا السعادة والفرح. لكن يخبرنا الإنجيل أن حاجتنا الأساسية كبشر هي أن نكون في علاقة صحيحة مع خالقنا، مع الشخص الذي صنعنا. ويقول الإنجيل أن الله أرسل ابنه يسوع المسيح ليكفّر عن خطايانا، ويمتص غضب الله. فقد أرسل الله ابنه بدافع محبته لغفران الخطايا، حتى إذا وثقنا به، ننال غفران الخطايا. وعندما نختبر هذا، عندما نرجع إلى يسوع المسيح من أجل غفرانٍ كهذا، نختبر سلاماً عجيباً. نختبر مصالحة مع العالم، لأنه مصالحةٌ مع العالم بالفعل. ونُدرك فجأة أن هذا هو ما خُلِقنا من أجله. لقد خُلقنا لنكون في علاقة صحيحة مع الله. [د. توم شراينر]

بعد أن استكشفنا عقيدة غفران الخطايا، نحن مستعدين لدراسة بند إيماننا التالي: قيامة الأجساد.

  • دليل الدراسة
  • الكلمات المفتاحية

القسم الأول: الغفران

مخطط لتدوين الملاحظات

المقدمة

I. الغفران

أ‌. مشكلة الخطية

1. التعريف

2. الأصل

3. العواقب

ب‌. النعمة الإلهية

1. الآب

2. الابن

3. الروح القدس

ج‌. المسؤولية الفردية

1. الشروط

2. الوسائط

أسئلة المراجعة

1. ما هي ملامح خلاصنا المذكورة في قانون إيمان الرسل؟
2. كيف تعرِّف 1يوحنا 3: 4 الخطية؟
3. اشرح الفرق بين خطايا “الارتكاب” وخطايا “الإغفال”؟
4. ما هي الأساسات التي تقوم عليها وصايا الله؟ بمعنى آخر، ماذا تعكس؟
5. ما الذي يجب أن يحفزنا على طاعة الله؟
6. ما هي نتائج الخطية والسقوط؟
7. كيف يعرِّف الدرس “نعمة” الله؟
8. اشرح دور كل أقنوم من الثالوث في الخلاص.
9. بحسب الدرس، ما هي شروط الغفران؟
10. اشرح ملامح إيمان الخلاص.
11. ما هو أساس غفراننا؟
12. ما هي وسائط غفراننا؟
13. ما الذي يعلِّمه الدرس عن دور أسرار المعمودية وعشاء الرب في خلاصنا؟
14. تأكد من معرفتك لمحتوى كل من المقاطع التالية من الكتاب المقدس:
1يوحنا 5: 3
رومية 5: 12-19
رومية 3: 23-24
2تسالونيكي 2: 13
مزمور 103: 8-13
مزمور 51: 16-17
1يوحنا 1: 9

أسئلة تطبيقية

1. هل أدركت شخصيًا بأنك خاطئ مستحق الإدانة؟ هل اختبرت “الانكسار” والتوبة عن خطيتك؟
2. هل قبلت شخصيًا الخلاص الذي اشتراه المسيح بموته وقيامته؟ أتؤمن بعمله الخلاصي لأجلك؟ هل طلبت الغفران من الله؟
3. هل جعلك هذا الدرس تفكر بشكل مختلف في أي ملمح من ملامح الخلاص؟ اشرح.

AJAX progress indicator
Search: (clear)
  • أدوني
    اسم عبري لله يعني "الرب"، "السيد"، "الحاكم".
  • الإلحاد
    الإيمان بأنه لا يوجد إله.
  • أوغسطينوس
    أسقف هيبو (354-430م)، آمن بالكتاب المقدس كالسلطة النهائية في العقيدة واعتبر قوانين الايمان الخاصة بالكنيسة ملّخصات مفيدة للتعاليم الكتابية. وهو الذي كتب كتاب الاعترافات Confessions، ومدينة الله The City of God.
  • باسيليوس
    أسقف قيصرية، تم انتخابه في عام 370م؛ وقد دافع عن الكتاب المقدس كالسُلطة النهائية في العقيدة.
  • جامعة
    مصطلح يعني "شاملة"، يُستخدم في قانون إيمان الرسل ليصف الكنيسة على أنها تشمل كل المؤمنين، من كل الأماكن، عبر التاريخ ككل.
  • مؤيد انتهاء المواهب
    الشخص الذي يؤمن بأن المواهب الخارقة للطبيعة والتي ظهرت في زمان العهد الجديد، مثل التكلم بألسنة، والنبوة، قد أُعطيت فقط من أجل الانتشار الخاص للإنجيل ولتأسيس الكنيسة في زمان الرسل وأنها قد توقفت الآن.
  • خلقدونية
    مدينة في أسيا الصغرى تم انعقاد مجمع كنسي فيها عام 451م، للدفاع عن العقائد المسيحية الكلاسيكية وإنكار الهرطقات.
  • كريستوس
    كلمة يونانية (تم نقلها حرفيًا إلى العربية) تعني المسيح، وهي مستخدمة في السبعينية لتترجم "مشيخ" أو "مسيا" وتعني "الممسوح"
  • الكنيسة
    شعب الله، جماعته، الاستعلان المرئي لملكوت الله على الأرض.
  • النعمة العامة
    إحسان الله الظاهر لكل البشر.
  • الصفات القابلة للمشاركة
    أو الصفات التي يمكن نقلها؛ وهي صفات الله التي يمكن مشاركتها مع خليقته بمقدار ما (مثل الحكمة، والقدرة، والصلاح).
  • الاستمرارية
    وجهة النظر القائلة بأن المواهب الخارقة للطبيعة والظاهرة في زمن العهد الجديد، مثل التكلم بألسنة، والنبوة مستمرة حتى يومنا هذا.
  • نعمة العهد­­­­
    صبر الله والمميزات التي يعطيها لكل من هم جزء من شعب عهده، حتى وإن لم يكونوا مؤمنين حقيقيين.
  • كبريانوس
    أسقف قرطاجة، من القرن الثالث (تقريبًا 200-258م)، والذي كتب أن التعاليم التقليدية للكنيسة لا يجب أن تكون لها سلطة أعظم من الكتاب المقدس.
  • التدبيري
    مصطلح يعني "ما يختص بإدارة المنزل"، ويُستخدم في الحديث عن كيف أن الأقانيم الثلاثة في الثالوث يتعاملون مع بعضهم البعض.
  • Ekklesia
    كلمة يونانية (مترجمة بحروف إنجليزية) تعني "جماعة"، "شعب الله"، "كنيسة".
  • إيل إليون (عيليون):
    اسم كتابي لله يعني "الله العلي".
  • إيل شداي
    اسم كتابي لله يعني "الله القدير".
  • الحياة الأبدية
    أن نعرف الله، وأن نحيا للأبد في بركاته الكاملة.
  • Ex nihilo
    تعبير لاتيني يعني "من العدم".
  • الإعلان العام
    استخدام الله للعالم الطبيعي ولأعماله ليُعرف البشرية كلها بوجوده، وطبيعته، وحضوره، وأعماله، وإرادته.
  • التمجيد
    المرحلة الأخيرة من خلاصنا، عندما نستقبل الجسد الأبدي الكامل ونصبح ما قُصد لنا أن نكون عليه بشكل كامل، وأن تكون لنا النصرة الكاملة على الخطية والموت.
  • الغنوسية
    هرطقة مبكرة ظهرت في القرون الأولى بعد المسيح؛ آمنت أن المادة شر، بما فيها جسد الإنسان. لذا، فلا يمكن لله أبداً أن يأخذ شكل الجسد البشري، وبالتالي، فإن يسوع لم يكن الله وانسان معاً.
  • النعمة
    إحسان الله غير المُستَحَق.
  • Hades- الهاوية
    كلمة يونانية (مترجمة بحروف إنجليزية) مستخدمة في العهد الجديد، تعني في الغالب مسكن الأرواح الشريرة، ولكنها تشير أحياناً إلى مكان كل من الأبرار والأشرار.
  • Hagios
    كلمة يونانية (مترجمة بحروف إنجليزية) تعني "مُقَدَس" أو "منفصل".
  • الهينوثية
    الاعتقاد بوجود العديد من الآلهة، مع تكريس خاص لإله أساسي.
  • هيبوليتوس
    لاهوتي من روما (170-236م تقريباً)؛ كتب كتاب Against the Heresy of One Noetus حيث دافع عن الأسفار المقدسة كالسلطة النهائية للعقيدة.
  • مقدس
    نقي أخلاقياً، مكرس لخدمة الله بطريقة خاصة.
  • الأقنومية
    المصطلح في اليوناني هو Hypostasis، ويعني "الجوهر أو الطبيعة الضمنية"، استُخدمت في القرون المبكرة بعد المسيح للتعبير عن عقيدة أن الطبيعة الإلهية والبشرية للمسيح متحدتان في "شخص" واحد.
  • الاتحاد الإقنومي
    تعبير يُستخدم لشرح عقيدة أن لاهوت المسيح وناسوته متحدان في شخص واحد.
  • الاستنارة
    موهبة إلهية للمعرفة أو الفهم فيما يختص بالإدراك بشكل أساسي، والتي نسندها إلى عمل الروح القدس.
  • الصفات غير القابلة للمشاركة
    أو الصفات التي لا يمكن نقلها؛ وهي صفات الله والتي لا يمكن نقلها للإنسان (مثال: كلية القدرة، كلية المعرفة، وكلية الحضور، والأزلية).
  • الكنيسة غير المنظورة
    كل الناس عبر الزمن الذين اتحدوا بالمسيح من أجل الخلاص.
  • الإرشاد الداخلي
    موهبة إلهية للمعرفة أو الفهم؛ مختصة بالمشاعر أو الحدس بشكل أساسي، ونسنده لعمل الروح القدس.
  • الإسلام
    ديانة توحيدية للمسلمين، تلتزم بكلام وتعاليم محمد، وتؤمن – من بين الأشياء الأخرى - أن يسوع كان نبي حقيقي لله، ولكنه لم يُصلب، ولم يقم، وليس هو الله.
  • قادوش
    مصطلح عبري (مترجم بحروف عربية) يعني "قدوس"، "مقدس".
  • Koinonia
    كلمة يونانية (مترجمة بحروف إنجليزية) تعني "شركة" أو "اشتراك"، وتُستخدم في الإشارة إلى كنيسة العهد الجديد.
  • Kurios
    كلمة يونانية (مترجمة بحروف إنجليزية) تعني "رب"، أو "حاكم"، أو "سيد"، وهو اسم لله في العهد الجديد.
  • التوحيد
    أو Monotheism، وتعني الإيمان بإله واحد فقط.
  • قانون الإيمان النيقاوي
    هو قانون إيمان كُتب في مجمع نيقية في عام 325م. وهو استفاضة لقانون إيمان الرسل، وأكد على عقيدة الثالوث كما دحض الأريوسيّة.
  • وجودي
    معنى المصطلح "المختص بالكينونة"؛ يُستخدم للإشارة إلى حقيقة أن الأقانيم الثلاثة للثالوث يمتلكون نفس الصفات الإلهية والجوهر الإلهي.
  • أوريجانوس
    لاهوتي مسيحي مبكّر من الإسكندرية (185-254م تقريباً). تشتمل أعماله على: On First Principles (عن المبادئ الأولى)، والذي دافع فيه عن الكتاب المقدس كالسلطة النهائية لنا فيما يختص بالعقيدة المسيحية، وكتاب Hexapla (السداسية)، وهي دراسة مقارنة للترجمات المختلفة للعهد القديم.
  • آلام
    من الكلمة اليونانية pascho تعني "أن يتألم"، وتشير إلى آلام يسوع وموته، بداية من ليلة القبض عليه.
  • تعدد الآلهة
    أو Polytheism، وتعني الإيمان بآلهة متعددة.
  • قانون الإيمان الروماني
    قانون إيمان استُخدم في كنيسة روما في القرون الأولى بعد المسيح، وهو في الغالب الأساس الذي بُنى عليه قانون إيمان الرسل.
  • الدوستيون­­­­­­
    طائفة مُهرطقة، انكرت إنسانية المسيح، وعلّمت بأن المسيح ظهر فقط وكأنه إنسان ولم يكن لديه جسد مادي حقيقي.
  • الصدوقيين
    طائفة يهودية كانت موجودة في زمان المسيح؛ التصقت بالناموس المكتوب ولم تؤمن بقيامة الأموات.
  • الخلاص
    التحرر من سلطة الشر ومن دينونة الله للخطية من خلال حياة، وموت، وقيامة يسوع المسيح.
  • التقديس
    عملية جعل الناس والأشياء مقدسة.
  • النعمة المُخلصة
    تطبيق المميزات الأبدية لحياة المسيح الكاملة، وموته، وقيامته، وصعوده، وعودته المجيدة على من يقبلونه كرب ومخلص.
  • السبعينية­
    الترجمة اليونانية للعهد القديم.
  • الجلوس
    مصطلح لاهوتي يُستخدم للإشارة إلى حكم يسوع المستمر وخدمته في التشفع وهو جالس عن يمين الله الآب.
  • Sheol- الهاوية
    مصطلح عبري (مترجمة بحروف إنجليزية) تستخدم في العهد القديم للإشارة إلى مكان الأرواح التي رحلت، كل من البارة والشريرة.
  • بساطة الله
    مصطلح لاهوتي يُستخدم لشرح أن جوهر الله ليس مركب من مواد مختلفة، بل هو وحدة موحدة مكونة من ذات واحدة فقط.
  • الخطية
    التعدي، عدم الامتثال لشريعة الله أو التعدي عليها.
  • تفرّد الله
    مصطلح لاهوتي يُستخدم للإشارة لله ليعني أنه هو الإله الحقيقي وحده.
  • Sola Scriptura
    مصطلح لاتيني يعني "الكتاب المقدس وحده". وهو الإيمان بأن الأسفار المقدسة تقف كالحاكم الأعلى والأسمى لكل المسائل اللاهوتية؛ وهو أحد مبادئ الإصلاح الأساسيّة.
  • النفس
    الجزء الخالد الغير مادي للإنسان، كل الجوانب الداخلية، الغير مادية لكينونتنا.
  • الإعلان الخاص
    كشف الله عن نفسه وعن إرادته لعدد مختار من الناس من خلال الأحلام، والرؤى، والأنبياء، والأسفار المقدسة، والطرق الأخرى المشابهة.
  • ترتليان
    (155-230م تقريباً) كاتب مسيحي مبكر من قرطاجة، وأحد آباء الكنيسة؛ كتب كتاب ضد مارسيون Against Marcion، وأشاع المصطلح اللاتيني المستخدم لشرح الثالوث.
  • غير المتمايز
    مصطلح تقني للاعتقاد بأن الله كائن واحد غير مرئي لا يوجد تمايز بين أقانيمه.
  • الكنيسة المنظورة
    الأشخاص الذين هم جزء من الكنيسة المجتمعة بشكلٍ مستديم؛ والذين يعترفون بإيمانهم بالمسيح بشكل علني، وقد يكون لهم الإيمان الحقيقي الذي يخلّص، أو لا يملكونه.
  • يهوه
    الاسم العبري لله والذي يأتي من عبارة "أهيه الذي أهيه"؛ تُترجم في الكثير من الأحيان "رب".
الاختباراتالحالة
1

قانون إيمان الرسل - الدرس السادس - الجزء الأول

انجازك في الدورة

محتوى الدورة الدراسية

ابدأ هنا- مخطط الدورة الدراسية
الدرس الأول: بنود الإيمان
  • التحضير للدرس الأول
  • قانون إيمان الرسل - الدرس الأول - القسم الأول
  • قانون إيمان الرسل - الدرس الأول - القسم الثاني
  • قانون إيمان الرسل - الدرس الأول - القسم الثالث
  • الأسئلة المقالية
  • الأسئلة التعبيرية
الدرس الثاني: الله الآب
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الثاني – القسم الأول
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الثاني – القسم الثاني
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الثاني – القسم الثالث
  • الأسئلة المقالية
  • الأسئلة التعبيرية
الدرس الثالث: يسوع المسيح
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الثالث – القسم الأول
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الثالث – القسم الثاني
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الثالث – القسم الثالث
  • الأسئلة المقالية
  • الأسئلة التعبيرية
الدرس الرابع: الروح القدس
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الرابع – القسم الأول
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الرابع – القسم الثاني
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الرابع – القسم الثالث
  • الأسئلة المقالية
  • الأسئلة التعبيرية
الدرس الخامس: الكنيسة
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – القسم الأول
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – القسم الثاني
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – القسم الثالث
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – القسم الرابع
  • الأسئلة المقالية
  • الأسئلة التعبيرية
الدرس السادس: الخلاص
  • قانون إيمان الرسل – الدرس السادس – القسم الأول
  • قانون إيمان الرسل – الدرس السادس – القسم الثاني
  • قانون إيمان الرسل – الدرس السادس – القسم الثالث
  • الأسئلة المقالية
  • الأسئلة التعبيرية
الدرس السابع: القراءات المطلوبة
  • متطلبات القراءة ١
  • متطلبات القراءة ٢
  • متطلبات القراءة ٣
  • متطلبات القراءة ٤
العودة إلى قانون إيمان الرسل

Copyright © 2021 · Education Pro 100fold on Genesis Framework · WordPress · Log in