مساقات عبر الإنترنت Online Courses

  • التسجيل
  • تسجيل الدخول
الرئيسية / الدورات الدراسية / قانون إيمان الرسل / الدرس الثالث: يسوع المسيح

قانون إيمان الرسل – الدرس الثالث – القسم الثالث

تقدم القسم:
← العودة إلى الدرس
  • الفيديو
  • الملف الصوتي
  • النص

العمل
التواضع
التجسد

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aAPC03_09.mp4
موضوعات ذات صلة
How did the incarnation make the Son of God a more effective high priest?

الآلام

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aAPC03_10.mp4
موضوعات ذات صلة
How did Christ's death atone for sin?

التمجيد
القيامة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aAPC03_11.mp4
موضوعات ذات صلة
Why is the resurrection of Jesus an indispensable part of the gospel message?

الصعود
التربع على العرش

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aAPC03_12.mp4
موضوعات ذات صلة
What work is Jesus doing in heaven right now?

الدينونة
الخاتمة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aAPC03_13.mp4
موضوعات ذات صلة
How important is the doctrine of the last judgment?
  • العمل
    التواضع
    التجسد
  • الآلام
  • التمجيد
    القيامة
  • الصعود
    التربع على العرش
  • الدينونة
    الخاتمة

العمل
التواضع
التجسد

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aAPC03_09.mp3
موضوعات ذات صلة
How did the incarnation make the Son of God a more effective high priest?

الآلام

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aAPC03_10.mp3
موضوعات ذات صلة
How did Christ's death atone for sin?

التمجيد
القيامة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aAPC03_11.mp3
موضوعات ذات صلة
Why is the resurrection of Jesus an indispensable part of the gospel message?

الصعود
التربع على العرش

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aAPC03_12.mp3
موضوعات ذات صلة
What work is Jesus doing in heaven right now?

الدينونة
الخاتمة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aAPC03_13.mp3
موضوعات ذات صلة
How important is the doctrine of the last judgment?
  • العمل
    التواضع
    التجسد
  • الآلام
  • التمجيد
    القيامة
  • الصعود
    التربع على العرش
  • الدينونة
    الخاتمة

العمل

شاع بين اللاهوتيين، في القرون الأخيرة، أن يتحدثوا عن عمل يسوع بعلاقته بفكرتين. أولاً، باتضاعه، إذ وضع نفسه بتنازله واتخاذه طبيعة بشرية ضعيفة، وليتألم على الأرض ليفدي البشر الساقطين. وثانياً، بتمجيده، حيث كشف الله الآب عن مجد المسيح الإلهي المَخفي، وأغدق عليه مجداً وكرامةً إضافيين. وهاتان الفكرتان غير مذكورتين بوضوح في “قانون إيمان الرسل”، لكنهما ناحيتان مساعدتان للتأمل في عمل يسوع.

بينما نتأمل في عمل يسوع في هذا الدرس، سنتناول أولاً تواضعه، أي تلك الأمور التي أخفَت أو حجبت مجده. وثانياً، سنتأمل تمجيده، أي العمل الذي أظهر مجده، والذي سيُنتِج المزيد من المجد في المستقبل. دعونا نبدأ بتواضع المسيح خلال خدمته الأرضية.

التواضع

إن عمل يسوع في التواضع مذكور في الأسطر التالية من قانون إيمان الرسل:

الذي حُبل به بالروح القدس،

وولد من مريم العذراء.

وتألم على عهد بِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ،

وصلب ومات وقبر؛

ونزل إلى الجحيم.

لقد حجب ابن الله مجده في كلٍ من هذه الأعمال، وأخفاه عن الأنظار، وأخضع نفسه للمعاناة والهوان. ولأن طبيعة الابن الإلهية ثابتة، فلا يمكن إذلالها. وهكذا، كان تواضعه محصوراً بطبيعته البشرية. ومع ذلك، وبسب اتحاد طبيعته البشرية بشخصه تماماً، فقد اختبر شخصه الإلهي التواضع بصورة كاملة.

سنلخّص أعمال يسوع في التواضع في هذا الدرس، تحت عنوانين رئيسيين: تجسده وآلامه. دعونا نبدأ بالنظر إلى تجسده، عندما جاء إلى الأرض ككائن بشري.

التجسد

يشير المصطلح اللاهوتي التجسد إلى اتخاذ يسوع طبيعة بشرية بصورة دائمة. وتشير كلمة “تجسد” بشكل حرفي إلى “اتخاذه جسداً”، أي جسداً بشرياً. لكن كما رأينا، أكد اللاهوت المسيحي باستمرار، أن يسوع أخذ أيضاً نفساً بشرية. وهكذا، عندما نتكلم عن التجسد في اللاهوت، فإننا نشير عادة إلى الطبيعة البشرية الكاملة ليسوع. وتتحدث الأسفار المقدسة عن تجسد المسيح في عدة أماكن مثل يوحنا 1: 1 و14؛ فيلبي 2: 6-7؛ وعبرانيين 2: 14–17. إن يوحنا 1: 1 و14 على الأرجح، مصدر المصطلح التقني “تجسد”. اصغِ لما كتبه يوحنا هناك:

فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا. (يوحنا 1: 1 و14)

لاحظ أن يوحنا قال إن ابن الله صار جسداً-المعنى الحرفي للتجسد. وكان قصده أن يسوع أخذ طبيعة بشرية حقيقية، بما في ذلك جسد بشري حقيقي.

إن الأعمال المرتبطة بتجسد يسوع، في قانون إيمان الرسل، هي الحبل به وولادته. وقد سبق وتكلمنا عن هذه الأحداث من حيث علاقتها بولادة يسوع، وأظهرنا أنها تبرهن ناسوته. ونريد الآن أن نتأمل في هذه الأحداث من جديد، لكن من معيار عمل يسوع كالمسيّا. لماذا كان التجسد ضرورياً؟ وماذا حقق يسوع من خلاله؟

تعلّم الأسفار المقدسة أن عمل يسوع في التجسد أنجز ثلاثة أشياء على الأقل: أولاً، أعطى هذا التجسد الله الابن الحق الشرعي ليكون الملك الداوديّ. ثانياً، أعطاه الرحمة والتعاطف اللذين احتاجهما حتى يكون رئيس كهنة فعال. وثالثاً كان التجسد ضرورياً حتى يصبح يسوع ذبيحة كفارية عن الخطية. دعونا نتأمل كلاً من هذه النقاط، مبتدئين بحقيقةِ وجوب أن يكون الملك الداوديّ كائنا بشرياً.

لقد سبق وذكرنا أنه كان على المسيّا أن يكون إنساناً حتى يحقق الله وعوده لداود. ولهذا، سنتأمل عند هذه النقطة، كيف أن عمل يسوع في التجسد أعطاه الحق في عرش داود. والمشكلة التي نواجهها، هي أن الحق الشرعي في وراثة عرش داود، هو فقط لأبناء داود. وهكذا، يمكن أن يحق ليسوع المطالبة بعرش داود فقط، إذا كان له أب بشري ينحدر من سلالة داود. ولحل هذه المشكلة تَجَسَّدَ يسوع من خلال مريم العذراء التي كانت مخطوبة ليوسف. وكما نرى في سلسلة نسب يسوع في متى 1، ولوقا 3، كان يوسف نسلاً شرعياً مباشراً لداود. وهكذا، عندما تزوج يوسف من مريم وتبنّى يسوع، حصل يسوع على سلسلة نسب يوسف الشرعية، ومعها الحق ليكون الملك المسيَّاني.

بالإضافة إلى إعطاء الله الابن الحق الشرعي ليكون الملك الداوديّ، فقد أعطاه التجسد الرحمة والتعاطف اللذان احتاجهما ليكون رئيس كهنة فعال نيابةً عن شعبه.

يخبرنا الكتاب المقدس بأن تجسُّد يسوع جعله رئيس كهنة فعّال أكثر مما كان عليه أو ما يمكن أن يكون عليه، لو أنه لم يعرف ملء معنى أن يكون إنساناً ويختبر ذلك معنا ولأجلنا. وتوجد مجموعة متنوعة من الطرق التي يتجلّى فيها ذلك. وإحدى هذه الطرق هي أن يسوع في حياته وخبرته، تعاملَ وواجه في العالم الساقط نفس نطاق المشاكل البشرية التي نواجهها نحن، أن الله في الجسد يعرف نفس نوع أوجاع القلب، والجروح التي يختبرها أي شخص يعيش في هذا العالم الساقط. وليس هذا شيئاً نظرياً بالنسبة له. بل أنه أتى إلى العالم في جسدنا ودمنا الفقيرَين واختبره بنفسه. [د. ليچن دنكن الثالث]

ناقَشَ مؤلف سفر العبرانيين هذا الجانب من التجسد في عبرانيين 2: 17-18. اصغِ لما كتبه هناك:

مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ لِكَيْ يَكُونَ رَحِيماً وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِيناً فِي مَا ِللهِ… لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ. (عبرانيين 2: 17-18)

بالإضافة إلى إعطاء يسوع الحق ليكون الملك الداوديّ والخبرة ليكون رئيس كهنة فعال، مكّن التجسد يسوع من أن يصبح ذبيحة كفَّارية عن خطايا شعبه.

كما رأينا سابقاً في هذا الدرس، كان على يسوع أن يكون إنساناً حتى يموت عوضاً عن شعبه. لكن لماذا كان ناسوته أساسياً في الكفّارة؟ إن الجواب هو، أن الله فرض الموت البشري كعقاب على الخطية البشرية. وتعلّم الأسفار المقدسة هذا في تكوين 2: 17، رومية 5: 12؛ و6: 23، يعقوب 1: 15 وفي عدة أماكن أخرى. وقد انتشرت الخطية بدءاً من آدم، إلى الجنس البشري بأكمله، وجلبت العقاب الشرعي بالموت البشري. لهذا السبب، يمكن للموت البشري ذو الجسد والدم الحقيقين فقط، أن يلبي متطلبات الله. اصغِ للطريقة التي شرح بها بولس الصلة بين ناسوت يسوع وخلاصنا في رومية 5: 15–19:

لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ… لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ… لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً. (رومية 5: 15–19)

لقد شدّد الرسول بولس، مراراً وتكراراً، أن بر يسوع البشري كان العلاج والنظير لخطيئة آدم البشرية. وقد أوضح بولس بشكل كبير أنه على يسوع أن يكون إنساناً حتى يُصلِح ما دمره آدم. كان عليه أن يكون إنساناً، حتى يأخذ العقاب الذي فرضه الله على البشرية وينشر بره إلى البشر الآخرين.

نشدد أحياناً كمحافظين، على ألوهية المسيح حتى أننا ننسى أن حقيقة ناسوته خلصتنا. ولأن يسوع أصبح إنساناً حقيقياً، فقد عانى ومات عنا وعن خطايانا. وهكذا، إن ناسوته هام لخلاصنا. [د. مارك ستراوس]

بعد أن تأملنا في تجسد يسوع، دعونا نبحث في آلامه، أي الجانب الثاني لعمل التواضع المذكور في قانون إيمان الرسل.

الآلام

إن المصطلح اللاهوتي آلام مشتقٌ من الفعل اليوناني pascho، والذي يعني يعاني. وهو يشير إلى معاناة يسوع وموته ابتداءً من ليلة القبض عليه. إن آلام يسوع مذكورة في الأسطر التالية من قانون إيمان الرسل:

 وتألم على عهد بِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ،

وصلب ومات وقبر؛

ونزل إلى الجحيم.

إن معظم المسيحيين على علمٍ بقصة اعتقال يسوع، معاناته، وصلبه. وبدلاً من استعراض تلك التفاصيل هنا، سنركّز على السبب الذي دفع يسوع ليعرّض نفسه لهذه الأحداث.

أما بالنسبة لما يتعلق بآلام يسوع، تشرح الأسفار المقدسة أن تعليم يسوع الطاعة، وإيداعه بين يدَي الله الآب كان أمراً ضرورياً. كما نقرأ في عبرانيين 5: 8:

مَعَ كَوْنِهِ ابْناً تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ. (عبرانيين 5: 8)

وكما كتب بطرس في رسالة بطرس الأولى 2: 20-21:

بَلْ إِنْ كُنْتُمْ تَتَأَلَّمُونَ عَامِلِينَ الْخَيْرَ فَتَصْبِرُونَ فَهذَا فَضْلٌ عِنْدَ اللهِ لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا تَارِكاً لَنَا مِثَالاً لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ. (1 بطرس 2: 20-21)

تمّم المسيح مشيئة الآب من خلال آلامه، وبالتالي استودع نفسه في عهدة الآب. وقد حصل، من خلال الطاعة الكاملة للآب، على مكافأة أبدية – مكافأة يشاركنا بها بسخاء.

ولكن سوء معاملة يسوع تحت حكم بيلاطس، لم ينته بآلامه فحسب، بل استمر حتى موته مصلوباً. وقد يكون هذا من أكثر الجوانب المعروفة لعمل المسيح في التواضع، وذلك لسبب وجيه: فقد كان موته من كفّر عن خطيتنا وتمّم خلاصنا.

لقد حل موت الرب يسوع عن الخطية المسألة، لأنه أصبح بديلاً لعقوبتنا. وهذا ما يظهر عليه خلال العهد الجديد. ويعني البديل أنه أخذ مكاننا وتشير العقوبة إلى حقيقةِ أنه أخذ مكاننا في تحمُّل الحُكم، أي العقوبة التي نستحقها كلنا بسبب تجاوزاتنا لناموس الله، العقوبة التي هدَّدنا بها الله بسبب كسر ناموسه. إن طبيعة الله كما يلي، وأعني بذلك أن هذه هي قداسته. في الواقع إن طبيعته هي أنه حيث توجد خطية، لابد من وجود عقاب. وكانت طريقة الخلاص الرائعة، الحكيمة والمُحِبة التي وضعها الله، بتحويل العقوبة عن أكتافنا المُذنبة إلى أكتاف ابنه المُتجسد البريئة الخالية من العيوب، الذي قدّم بذلك نموذجاً للذبيحة الحيوانية التي كانت خالية من العيوب والتي كانت مطلوبة خلال العهد القديم كله. [د. جيمس پاكر]

غالباً ما وصف الرسول بولس الصلب باعتباره لب الإنجيل. ونجد هذا في أماكن مثل رومية 6: 6، رسالة كورنثوس الأولى 1: 17-18، غلاطية 6: 14، وكولوسي 1: 20. وكمثال واحد فقط، اصغ لكلماته في غلاطية 2: 20-21:

مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ إِيمَانِ ابْنِ اللهِ الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي. لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ. (غلاطية 2: 20-21)

كان موت المسيح العمل الرئيسي الذي تمّم خلاصنا. ولهذا السبب، كان الحقيقة الرئيسية في الكرازة بالإنجيل عبر التاريخ.

بعد صلب يسوع، دُفن جسده في قبر، حيث بقي هناك بلا حياة لثلاثة أيام. وكونه إنسان كامل، خضع يسوع لتجربة الموت العادية البشرية. ويسجل قانون إيمان الرسل هذه الحقيقة في هذه الكلمات:

نزل إلى الجحيم.

وفي ذلك الوقت، بقي جسد يسوع في القبر، بينما نزلت نفسه إلى مكان الأموات.

يجب أن نذكر أن اللاهوتيين المعاصرين لا يتفقون تماماً حول معنى عبارة: نزل إلى الجحيم. ويفسّر العديد من الكنائس اليوم هذا السطر، ليقولوا فقط أن المسيح قد دُفن. ولكن من الواضح أن هذا لم يكن ما قصده قانون إيمان الرسل. فمن جهة، يذكر قانون الإيمان أن يسوع دُفن وأنه نزل إلى الجحيم. ويبدو بوضوح أن هاتين العبارتين منفصلتان ومتعاقبتان في السجل التاريخي.

من جهة أخرى، رغم صحة أن عبارة الجحيم قد تعني ببساطة تحت الأرض، يُشير استخدامه في الكتاب المقدس وفي كتابات الكنيسة الأولى تقريباً بشكل دائم إلى العالم السفلي الذي يحتوي أنفس الأموات. وقد نفكر بأن هذا هو معناه الافتراضي في الكنيسة الأولى– أي المعنى الذي فكّر به المسيحيين القدماء عندما استخدموا كلمة “الجحيم”. ولهذه الأسباب كلها، من الأفضل أن نختم بالقول إن قانون إيمان الرسل أراد أن يعلّم أن نفس يسوع نزلت فعلاً إلى العالم السفلي، في الفترة بين موته وقيامته. ولكن ماذا كانت طبيعة هذا الجحيم؟

غالباً ما تم وصف الكون، في العالم القديم، بلغة البنية العمودية. فقد كانت الأرض، حيث عاشت الكائنات البشرية، في الوسط. وقيل عن السماء، أي مملكة الله وملائكته، كما لو أنها الفضاء. وتحت الأرض، كان عالم غامض، تسكن فيه أنفس الموتى. وغالباً ما تمت تسميته في العهد القديم العبري، sheol، ودُعي عادةً في العهد الجديد اليوناني، وفي الترجمات اليونانية للعهد القديم، بكلمة الهاوية.

لقد قيل في العهد القديم، أن أنفس الأبرار والأشرار تسكن هناك منتظرة الدينونة الأخيرة. لكن تشير الهاوية في العهد الجديد عادةً، إلى مقر الأنفس الشريرة، كما في لوقا 10: 15. ورغم ذلك، يؤكد العهد الجديد، على الأقل قبل قيامة يسوع، أن أنفس الأبرار كانت في الهاوية أيضاً. ويخبرنا أعمال الرسل 2: 27–29 أن الملك البار داود كان في الهاوية.

هذا لا يعني أنه يتم معاملة كل شخص في الهاوية أو الجحيم بالتساوي. حيث يَدُلُ المثل الذي أعطاه يسوع عن لعازر والرجل الغني، والموجود في لوقا 16: 19–31، على وجود هاوية كبيرة تفصل أنفس الأشرار عن أنفس الأبرار. وبينما كان الأشرار يعانون في العذاب، كان الأبرار يتعزون. وكان إبراهيم، في هذا المثل، مقيماً في مكان التعزية. ولهذا غالباً ما دعا اللاهوتيون هذا الجزء من الهاوية بجانب إبراهيم أو حرفياً حضن إبراهيم.

وقد عبّر أب الكنيسة ترتليان، الذي كتب في بداية القرن الثالث، عن الاعتقاد السائد حول هذا القسم من الهاوية. اصغِ لما كتبه في الفصل السابع عَشَر من مؤلفه عن قيامة الأجساد:

إن حقيقة أن الأرواح حتى الآن معرّضة للعذاب والبركة في الهاوية… تم إثباتها في حالة لعازر.

وكان لدى أب الكنيسة إغناطيوس، الذي كتب سنة 107 ميلادية، ما أراد قوله في رسائله إلى أهل كنيسة ترالِس:

[أقصد] بأولئك الذين تحت الأرض، الحشد الذي قام مع الرب. حيث تقول الأسفار المقدسة: “قَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ” بما أن قبورهم كانت مفتوحة. فقد نزل وحده إلى الهاوية فعلاً، لكنه قام مصحوباً بحشد؛ ومزق ذلك الفاصل الذي كان موجوداً منذ تأسيس العالم.

وهكذا، عندما يقول قانون الإيمان أن يسوع نزل إلى الجحيم، فإن المعنى المرجح هو أن نفسه البشرية نزلت إلى مكان الأنفس التي غادرت. ونزل بالتحديد إلى المكان المخصّص لأنفس الأبرار وليس إلى المكان الذي يتعذب فيه الأشرار. لقد كانت إقامة يسوع في هذا الجزء من الجحيم جزءاً ضرورياً من عمله، لأنها أخضعت نفسه للعقاب القضائي للموت البشري الحقيقي.

تُبيّن لنا آلام يسوع ما معنى أن تكون إنساناً حقاً في عالم ساقط. فإن كان على ربنا الكامل أن يتألم بينما قاوم الخطية، فلا شك أننا نحن غير الكاملين، سنعاني أيضاً. في الواقع، كما كتب بولس في رسالة تيموثاوس الثانية 3: 12، إن المعاناة مضمونة لكل من يسعى حتى يحيا حياة القداسة. لكن تُعلّم الأسفار المقدسة أيضاً أن المسيح يتألم أيضاً عندما نتألم نحن. هذا يعني أنه يتعاطف مع ألمنا، ويتوق لتعزيتنا. وكما علّم بولس في كولوسي 1: 24، فإن معاناة المسيح من خلالنا في النهاية ستكتمل. وعندما يحدث هذا، سيعود المسيح في المجد، وسننال ميراثنا الأبدي. إن معاناتنا ليست دون هدف؛ فهي وسيلة يستخدمها الله ليحقق الاستعادة الكاملة لكل الخليقة.

بعد أن نظرنا إلى عمل يسوع في التواضع، علينا أن نتأمل عمله في التمجيد، عندما تم الإعلان عن مجده الإلهي مرة أخرى.

التمجيد

عندما نتكلم عن تمجيد المسيح، من المهم أن نتذكر أنه كان أكثر من كشف عن مجده المستتر. فباتضاعه، اكتسب الابنُ مجداً أعظم من الذي كان يملكه في الأصل. وقد قام بأعمال باركها الآب، وبتقديمه ذاته ذبيحة، اشترى له شعباً من الورثة، وكذلك حقَ الجلوسِ على عرشِ ملكوت الله. فمن خلالِ هذه الأعمال، ازداد في الواقع استحقاق الابن وأهليته ومجده نتيجة تواضعه.

يذكر قانون إيمان الرسل تمجيد المسيح في بنود الإيمان التالية

وقام في اليوم الثالث من الأموات،

وصعد إلى السماء،

وهو جالس عن يمين الآب القادر على كل شيء.

وأيضاً سيأتي من هناك ليدين الأحياء والأموات.

كانت طبيعة المسيح الإلهية ممجَّدة بثبات دائماً، فهي لم تتعرض للموت، ولم تُنزَع عن عرشه في السماء. وهكذا، كان تمجيد ابن الله محصوراً بطبيعته البشرية. ومع ذلك، ومثل كل اختبار للمسيح في طبيعته البشرية، اختبر شخصه الإلهي التمجيد بشكل كامل.

ستنقسم منقاشتنا حول تمجيد المسيح إلى أربعة أجزاء. أولاً، سنتكلم عن قيامة المسيح من بين الأموات. ثانياً، سنتكلم عن صعودِه إلى السماء. ثالثاً، سنستكشف معنى تَرَبُعِهِ على العرش عن يمين الآب. ورابعاً، سنذكر الدينونة المستقبلية التي سيحققها. فلنبدأ بقيامة المسيح من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه.

القيامة

لا يدرك معظم المسيحيين أن أهمية قيامة المسيح لا تقل عن أهمية موته بالنسبة لخلاصنا. لهذا السبب، تتحدث رسالة بطرس الأولى 3: 21 عن الخلاص من خلال قيامة يسوع المسيح. في الواقع، إن خلاصنا ليس مجرد شيء اشتراه المسيح من أجلنا، ثم أعطانا إياه كهَدية، رغم أننا غالباً ما نصفه بهذه الطريقة. بدلاً من ذلك، إنه الهدية التي يعطينا إياها يسوع من خلال اتحادنا به – وهذه هي فكرة الوجود “في المسيح”، التي نسمع عنها الكثير في رسائل العهد الجديد.

فقد تمت مسامحتنا من خلال موته لأننا، باتحادنا به متنا معه على الصليب. وننال الحياة الأبدية لأننا قُمنا أيضاً لحياة جديدة من خلال قيامته. وتتحدث الأسفار المقدسة عن هذا في رومية 6: 3–11؛ و8: 10-11، رسالة كورنثوس الثانية 5: 14؛ و13: 4، كولوسي 2: 11-3: 3، وعدة أماكن أخرى. وكمثال واحد فقط، كتب بولس هذه الكلمات في رومية 6: 4-5:

فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ نَصِيرُ أَيْضاً بِقِيَامَتِهِ. (رومية 6: 4-5)

باختصار، لقد ضَمِنَ العمل الذي قام به المسيح بالقيامة من الأموات، أننا أيضاً سننال حياة روحية جديدة، عندما نؤمن به، وأننا سنحصل في المستقبل على أجسادنا المُقامة المُمجدة، تماماً مثل جسده. إن تمجيده، بهذا المعنى، هو تمجيد لنا أيضاً، مانحاً إيانا الكرامة، المجد والاحترام.

لقد وُضِع يسوع في الموت وراء قوة الخطية. حيث لا يمكنك إغراء إنسان ميت. لكن الخطية سلّمت يسوع للموت حليفها الأقوى. وهكذا سمحت ليسوع بمواجهة الموت، وقَهَرَ يسوع الموت عندما واجهه. وهكذا، يُعلن يسوع في رؤيا 1: 18، أنا الحي وكنتُ ميّتاً وها أنا حيٌّ إلى أبد الآبدين، ولي مفاتيح الهاوية والموت. وقد استخدمهم ليحرر نفسه، لكنه ما زال يحتفظ بهم، لأنه سيستخدم هذه المفاتيح يوماً ليحرر شعبه من عبودية الموت. [د. نكص تشامبلن]

لم يكن الصليب وقيامة يسوع الوسائل التي ننال بها الغفران والكفارة عن خطايانا فحسب، لكن بنفس الأهمية وربما أكثر. حيث تبدأ الخليقة الجديدة عند القبر. إنها البؤرة الجديدة النقطة الحاسمة الجديدة للتاريخ نفسه. ونعيش كلنا الآن في الأزمنة الأخيرة، بسبب قيامة يسوع المسيح. حيث أسس بداية النهاية، لأن أمل المسيحي هو أن تلك البداية ستحدث عند المجيء الثاني للمسيح، والذي تسميه الأسفار المقدسة، خليقة جديدة في حد ذاتها. [د. جوناثان پننچتن]

بالإضافة إلى عمل القيامة، ضَمِنَ تمجيد يسوع أيضاً صعودَه من الأرض إلى السماء.

الصعود

كان الصعود الحدث حيث تم أخذ يسوع إلى السماء في الجسد. وقد صعد يسوع على السحاب إلى السماء بعد أربعين يومٍ من قيامته. ويصف لوقا الصعود في لوقا 24: 50-51، وأعمال الرسل 1: 6–11.

أنجز صعود يسوع الكثير من الأمور التي لم يكن باستطاعته القيام بها عندما كان على الأرض. على سبيل المثال، أخبر يسوع الرسل في يوحنا 14: 2-3، أنه كان صاعداً ليعدّ لهم مكاناً في السماء. وقال في يوحنا 16: 7، أنه لن يتمكّن من إرسال الروح القدس ليقوّي الكنيسة للخدمة، ما لم يصعد أولاً إلى السماء.

علاوة على ذلك، كان لابد من صعود يسوع إلى السماء فعلاً، حتى يتمّم عمل الكفارة [عمله الفدائي] الذي بدأه على الصليب. وقد ناقش كاتب العبرانيين هذه المسألة في الفصلين 8 و9 من السفر. باختصار، قال إن الهيكل الأرضي كان نسخة عن الهيكل في السماء. وقد قارن كفارة المسيح بالعمل الذي قام به رؤساء الكهنة الأرضيين في يوم الكفارة السَنوي، عندما كانوا يأخذون دم الذبيحة إلى قدس الأقداس ويرشوه على المذبح، وبالتالي ينالوا الغفران عن خطايا الشعب. وبنفس الطريقة، دخل يسوع قدس أقداس الهيكل الحقيقي في السماء، ورش دمه على المذبح. وهذا تمم شعائر الذبيحة الني بدأها يسوع على الصليب. اصغِ للطريقة التي يصف بها عبرانيين 9: 11-12 عمل يسوع الكفاري في السماء:

وَأَمَّا الْمَسِيحُ وَهُوَ قَدْ جَاءَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ …ِ فَبِالْمَسْكَنِ الأَعْظَمِ وَالأَكْمَلِ غَيْرِ الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ أَيِ الَّذِي لَيْسَ مِنْ هذِهِ الْخَلِيقَةِ … بِدَمِ نَفْسِهِ دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيّاً. (عبرانيين 9: 11-12)

علاوة على ذلك، وكرئيس كهنتنا في السماء، ما زال المسيح يتشفع من أجلنا، مطالباً باستمرار ببركات الكفارة من أجلنا عندما نخطئ. ويُشير اللاهوتيون باستمرار إلى عمل يسوع المستمر في الهيكل السماوي كجلسة له. وهذه الجلسة هي التي تجعل خلاصنا مضموناً. يصف عبرانيين 7: 24-25 هذه الجلسة كما يلي:

فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ. فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضاً إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ. (عبرانيين 7: 24-25)

وكما نرى هنا، كان صعود يسوع إلى السماء جانباً حاسماً لعمله الفدائي. ولا يمكننا أن نَخلُص بدونه.

بعد أن تحدثنا عن قيامة وصعود يسوع، أصبحنا مستعدين لدراسة تَرَبُعه على العرش عن يمين الله في السماء.

التربع على العرش

يذكر العهد الجديد تربُّع يسوع على العرش عن يمين الله الآب في عدة أماكن. إن الفكرة الأساسية هي، أن يسوع هو ملكنا البشري العظيم، وأن له عرشاً في السماء عن يمين عرش الآب العظيم. إن الآب في هذا السيناريو، هو الملك الأعظم أو السيد الأعلى، والمسيح هو الملك الأقل شأناً، أو التابع الذي يخدمه. وهذا يتبع نمط الممالك في العالم القديم، حيث يسيطر الملوك الأقل شأناً على أجزاء متنوعة من الإمبراطورية العظيمة، ويدفعون الجزية ويقدمون الخدمة للإمبراطور.

عندما نفكر بمُلك المسيح عادةً، فإننا نفكر به كشيء مُمَجد جداً وعالٍ، لأن يسوع موجود الآن عن يمين الله الآب، وهو الملك. لكن علينا أن نتذكر أن يسوع كان مُمَجداً في مُلكه في طبيعته البشرية. هذا يعني، أن يسوع كان ملكاً في طبيعته الإلهية دائماً. ويسوع هو ابن داود، وبالتالي الشخص الذي يمثّل أمه إسرائيل، وشعب الله. وكان ابن داود ملكاً تابعاً مثل داود، كان خادماً للملك الأعظم، الله الآب في السماء. [د. ريتشارد پرات. الابن]

في الفقرات التي تَذكُر يسوع في دوره كملك، يتم أيضاً الإشارة إليه ككاهن يتشفع من أجل شعبه. وهذا يتبع نمط العالم القديم، الذي خدم فيه الملوك عادةً ككهنة. على سبيل المثال، كان مَلْكِي صَادَقَ كاهناً وملكاً في الوقت ذاته في تكوين 14.

وعندما تتحدث الأسفار المقدسة عن مركز يسوع عن يمين الآب، فإنها تشدّد أحياناً على دوره كملكنا المسيّاني، كما في أعمال الرسل 2: 30–36، أفسس 1: 18–23، عبرانيين 1: 3–9، ورسالة بطرس الأولى 3: 21-22.

ومع ذلك يسلّط الكتاب المقدس الضوء في أوقات أخرى، على دور يسوع كرئيس الكهنة الذي يتشفع من أجلنا. ونجد ذلك في فقرات مثل رومية 8: 34 وعبرانيين 8: 1.

لكن يبقى المعنى ذاته في كلتا الحالتين: حيث أن لدى يسوع السلطة والقدرة على كل الخليقة، التي يسيطر عليها نيابة عن الآب. وهو يخلّص شعبه من خلال هذا المركز، ويضمن أن ينظر إليهم الآب بعين العطف.

بعد قيامة يسوع من الأموات، صعودَه إلى السماء، وتربعه على العرش عن يمين الآب، يذكر قانون إيمان الرسل الدينونة التي سيقوم بها المسيح في اليوم الأخير.

الدينونة

عندما يقول قانون إيمان الرسل أن يسوع سيعود للدينونة، فهو يُعلِن أنه سيأتي من هناك أي من عرشه عن يمين الله. إن الفكرة هي أن يسوع هو الملك البشري على كل الخليقة وسيمارس الدينونة المَلَكية على كل من كسر وصاياه ولم يحترم مُلكه ومملكته. ونرى ذلك في الأسفار المقدسة مثل لوقا 22: 30، أعمال الرسل 17: 31 ورسالة تسالونيكي الثانية 1: 5؛ و4: 1.

ستشمل الدينونة الأخيرة الأحياء والأموات، أي كل الذين سبق وعاشوا، بما فيهم أولئك الذين سيكونوا أحياء عند رجوع يسوع. وستتم إدانة كل كلمة، فكر، وعمل قام بها كل إنسان وفقاً لشخص الله. إن الحقيقة الرهيبة هي أن الكل مذنبٌ بارتكاب الخطية وسيُحكم عليهم بالموت. إن الأخبار السارة هي أن أولئك المتحدين بالمسيح بالإيمان، سبق وخضعوا للدينونة من خلال موت المسيح، وتم تبريرهم بقيامة المسيح. وبالتالي، سينالوا يوم الدينونة بركة وميراثاً أبديين. لكن الأخبار السيئة هي أن أولئك البعيدين عن يسوع، سيتحملون حِملاً كاملاً من غضب الله في شخصهم. وسيُلقَون في الجحيم للأبد.

إن عقيدة الدينونة الأخيرة ليست معروفة جداً في أيامنا. وأعتقد أنه رغم أن الأشياء لم تتغير كثيراً، لا أظن أن الدينونة كانت جذابة للكائنات البشرية. وقد أجادل بأهمية الإعلان عن الدينونة لأولئك الذين لا يثقون بالمسيح. [د. توم شراينر]

إن أحد أسباب الحديث عن الجحيم هو أنه الحقيقة. ولا يمكننا الهروب من الحقيقة. لكن إذا أردت التبشير بشكل جيد، عليك التبشير بالحقيقة، ينبغي أن تتحدث عن الدينونة النهائية. ولهذا نتحدث عن الجحيم. إن العديد من الأشياء التي يمكن أن يأتي بها الجحيم هي ببساطة صعوبة التبشير بدون الجحيم. ولهذا نتحدث عنها. لكن تذكّر، نحن نتحدث عنها أكثر من أي شيء لأنها الحقيقة، ونحن لا نريد الهروب من الحقيقة. [د. مات فريدمان]

الخاتمة

لقد استعرضنا في هذا الدرس، بنود الإيمان في قانون إيمان الرسل التي تتكلم عن ربنا يسوع المسيح. وقد تأملنا في ألوهيته الكاملة، بما في ذلك طبيعته الإلهية وعلاقته بأقنومَي الثالوث الآخرَين. استعرضنا ناسوته الكامل، بما في ذلك العلاقة بين طبيعتيه الإلهية والبشرية. ولخّصنا عمله، منذ بداية تواضعه إلى تمجيده النهائي.

 أما بالنسبة للذين يدعون أنفسهم مسيحيين بيننا، وبالنسبة لجميع الذين يريدون أن يفهموا المسيحية، فمن الضروري أن يُكوّنوا فهماً جيداً عن شخص المسيح وعمله. فيسوع هو محورُ ديانتِنا – أي هو الشخص الذي يجعلنا مميّزين عن سائر المعتقدات التي حولنا. فهو سيدُ الكونِ، ونقطةُ الارتكاز التي يدورُ التاريخ حولها. هو إلهنا، ورئيسُ كهنتنا، وملكُنا. والخلاصُ هو فقط عن طريق معرفتِه، ومحبتِه، والعيشِ متحدين معه.

  • دليل الدراسة
  • الكلمات المفتاحية

القسم الثالث: العمل

مخطط لتدوين الملاحظات

III. العمل

أ‌. التواضع

1. التجسد

2. الآلام

ب‌. التمجيد

1. القيامة

2. الصعود

3. التربع على العرش

4. الدينونة

الخاتمة

أسئلة المراجعة

1. تأكد من حفظك المقطع الخاص بعمل المسيح من قانون إيمان الرسل.

2. أي ملمح من ملامح الإنسان أخذ يسوع على نفسه في التجسد؟

3. ما هي ضرورة تجسد يسوع؟

4. لماذا كان يسوع مؤهلًا شرعيًا لأن يكون من نسل داود؟

5. ما هو المصدر اللغوي لكلمة “الآلام”؟

6. ماذا يعني أن يسوع كان “بديلًا لعقوبتنا”؟

7. ما هو مفهوم العهد القديم عن كلمة “Sheol”؟

8. ما هو مفهوم العهد الجديد عن كلمة “Hades”؟

9. كيف يفسر الدرس الجملة التي وردت في قانون إيمان الرسل “نزل إلى الجحيم”؟

10. يُعلِّم الدرس أن قيامة المسيح تشير إلى بداية ________ جديد.

11. تأكد من معرفتك لمحتوى كل من المقاطع التالية من الكتاب المقدس:
عبرانيين 2: 17-18
رومية 5: 18-19
غلاطية 2: 20-21
لوقا 16: 19-31
رومية 6: 4-5
عبرانيين 9: 11-12

12. ما معنى مصطلح “جلسة” بالإشارة إلى عمل المسيح؟

13. ماذا يُعلِّم الدرس عن مَن هو المُدان؟

أسئلة تطبيقية

1. كيف يؤثر عليك انعكاس تواضع يسوع وآلامه بدلًا عنك؟ مثلًا، هل يحزنك هذا الأمر؟ هل يجعلك تريد أن تسأل الغفران؟ هل يجعلك تريد أن تقاوم التجربة؟ هل يعطيك فرحًا؟ هل يجعلك تدرك كم أحبَك؟ اشرح.

2. بأي طريقة يشجعك أن تعرف أن يسوع جالسًا عن يمين الآب يتشفع لك؟ مثلًا، هل يساعدك هذا على الصلاة بإيمان أكبر؟ هل يساعدك هذا على مقاومة التجربة؟ اشرح.

3. هل تؤمن أن يسوع نزل حرفيًا إلى الجحيم؟ كيف تفهم هذا الأمر؟ ما أهميته بالنسبة لك؟

4. ما هو أهم أمر تعلَّمته في كل هذا الدرس عن يسوع المسيح؟ اشرح.

AJAX progress indicator
Search: (clear)
  • أدوني
    اسم عبري لله يعني "الرب"، "السيد"، "الحاكم".
  • الإلحاد
    الإيمان بأنه لا يوجد إله.
  • أوغسطينوس
    أسقف هيبو (354-430م)، آمن بالكتاب المقدس كالسلطة النهائية في العقيدة واعتبر قوانين الايمان الخاصة بالكنيسة ملّخصات مفيدة للتعاليم الكتابية. وهو الذي كتب كتاب الاعترافات Confessions، ومدينة الله The City of God.
  • باسيليوس
    أسقف قيصرية، تم انتخابه في عام 370م؛ وقد دافع عن الكتاب المقدس كالسُلطة النهائية في العقيدة.
  • جامعة
    مصطلح يعني "شاملة"، يُستخدم في قانون إيمان الرسل ليصف الكنيسة على أنها تشمل كل المؤمنين، من كل الأماكن، عبر التاريخ ككل.
  • خلقدونية
    مدينة في أسيا الصغرى تم انعقاد مجمع كنسي فيها عام 451م، للدفاع عن العقائد المسيحية الكلاسيكية وإنكار الهرطقات.
  • كريستوس
    كلمة يونانية (تم نقلها حرفيًا إلى العربية) تعني المسيح، وهي مستخدمة في السبعينية لتترجم "مشيخ" أو "مسيا" وتعني "الممسوح"
  • كبريانوس
    أسقف قرطاجة، من القرن الثالث (تقريبًا 200-258م)، والذي كتب أن التعاليم التقليدية للكنيسة لا يجب أن تكون لها سلطة أعظم من الكتاب المقدس.
  • إيل إليون (عيليون):
    اسم كتابي لله يعني "الله العلي".
  • إيل شداي
    اسم كتابي لله يعني "الله القدير".
  • Ex nihilo
    تعبير لاتيني يعني "من العدم".
  • الغنوسية
    هرطقة مبكرة ظهرت في القرون الأولى بعد المسيح؛ آمنت أن المادة شر، بما فيها جسد الإنسان. لذا، فلا يمكن لله أبداً أن يأخذ شكل الجسد البشري، وبالتالي، فإن يسوع لم يكن الله وانسان معاً.
  • Hades- الهاوية
    كلمة يونانية (مترجمة بحروف إنجليزية) مستخدمة في العهد الجديد، تعني في الغالب مسكن الأرواح الشريرة، ولكنها تشير أحياناً إلى مكان كل من الأبرار والأشرار.
  • الهينوثية
    الاعتقاد بوجود العديد من الآلهة، مع تكريس خاص لإله أساسي.
  • هيبوليتوس
    لاهوتي من روما (170-236م تقريباً)؛ كتب كتاب Against the Heresy of One Noetus حيث دافع عن الأسفار المقدسة كالسلطة النهائية للعقيدة.
  • الأقنومية
    المصطلح في اليوناني هو Hypostasis، ويعني "الجوهر أو الطبيعة الضمنية"، استُخدمت في القرون المبكرة بعد المسيح للتعبير عن عقيدة أن الطبيعة الإلهية والبشرية للمسيح متحدتان في "شخص" واحد.
  • الاتحاد الإقنومي
    تعبير يُستخدم لشرح عقيدة أن لاهوت المسيح وناسوته متحدان في شخص واحد.
  • الإسلام
    ديانة توحيدية للمسلمين، تلتزم بكلام وتعاليم محمد، وتؤمن – من بين الأشياء الأخرى - أن يسوع كان نبي حقيقي لله، ولكنه لم يُصلب، ولم يقم، وليس هو الله.
  • Kurios
    كلمة يونانية (مترجمة بحروف إنجليزية) تعني "رب"، أو "حاكم"، أو "سيد"، وهو اسم لله في العهد الجديد.
  • التوحيد
    أو Monotheism، وتعني الإيمان بإله واحد فقط.
  • قانون الإيمان النيقاوي
    هو قانون إيمان كُتب في مجمع نيقية في عام 325م. وهو استفاضة لقانون إيمان الرسل، وأكد على عقيدة الثالوث كما دحض الأريوسيّة.
  • أوريجانوس
    لاهوتي مسيحي مبكّر من الإسكندرية (185-254م تقريباً). تشتمل أعماله على: On First Principles (عن المبادئ الأولى)، والذي دافع فيه عن الكتاب المقدس كالسلطة النهائية لنا فيما يختص بالعقيدة المسيحية، وكتاب Hexapla (السداسية)، وهي دراسة مقارنة للترجمات المختلفة للعهد القديم.
  • آلام
    من الكلمة اليونانية pascho تعني "أن يتألم"، وتشير إلى آلام يسوع وموته، بداية من ليلة القبض عليه.
  • تعدد الآلهة
    أو Polytheism، وتعني الإيمان بآلهة متعددة.
  • قانون الإيمان الروماني
    قانون إيمان استُخدم في كنيسة روما في القرون الأولى بعد المسيح، وهو في الغالب الأساس الذي بُنى عليه قانون إيمان الرسل.
  • الدوستيون­­­­­­
    طائفة مُهرطقة، انكرت إنسانية المسيح، وعلّمت بأن المسيح ظهر فقط وكأنه إنسان ولم يكن لديه جسد مادي حقيقي.
  • السبعينية­
    الترجمة اليونانية للعهد القديم.
  • الجلوس
    مصطلح لاهوتي يُستخدم للإشارة إلى حكم يسوع المستمر وخدمته في التشفع وهو جالس عن يمين الله الآب.
  • Sheol- الهاوية
    مصطلح عبري (مترجمة بحروف إنجليزية) تستخدم في العهد القديم للإشارة إلى مكان الأرواح التي رحلت، كل من البارة والشريرة.
  • بساطة الله
    مصطلح لاهوتي يُستخدم لشرح أن جوهر الله ليس مركب من مواد مختلفة، بل هو وحدة موحدة مكونة من ذات واحدة فقط.
  • تفرّد الله
    مصطلح لاهوتي يُستخدم للإشارة لله ليعني أنه هو الإله الحقيقي وحده.
  • Sola Scriptura
    مصطلح لاتيني يعني "الكتاب المقدس وحده". وهو الإيمان بأن الأسفار المقدسة تقف كالحاكم الأعلى والأسمى لكل المسائل اللاهوتية؛ وهو أحد مبادئ الإصلاح الأساسيّة.
  • النفس
    الجزء الخالد الغير مادي للإنسان، كل الجوانب الداخلية، الغير مادية لكينونتنا.
  • ترتليان
    (155-230م تقريباً) كاتب مسيحي مبكر من قرطاجة، وأحد آباء الكنيسة؛ كتب كتاب ضد مارسيون Against Marcion، وأشاع المصطلح اللاتيني المستخدم لشرح الثالوث.
  • غير المتمايز
    مصطلح تقني للاعتقاد بأن الله كائن واحد غير مرئي لا يوجد تمايز بين أقانيمه.
  • يهوه
    الاسم العبري لله والذي يأتي من عبارة "أهيه الذي أهيه"؛ تُترجم في الكثير من الأحيان "رب".
الاختباراتالحالة
1

قانون إيمان الرسل – الدرس الثالث – الامتحان الثالث

‫القسم ‫السابق

انجازك في الدورة

محتوى الدورة الدراسية

ابدأ هنا- مخطط الدورة الدراسية
الدرس الأول: بنود الإيمان
  • التحضير للدرس الأول
  • قانون إيمان الرسل - الدرس الأول - القسم الأول
  • قانون إيمان الرسل - الدرس الأول - القسم الثاني
  • قانون إيمان الرسل - الدرس الأول - القسم الثالث
  • الأسئلة المقالية
  • الأسئلة التعبيرية
الدرس الثاني: الله الآب
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الثاني – القسم الأول
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الثاني – القسم الثاني
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الثاني – القسم الثالث
  • الأسئلة المقالية
  • الأسئلة التعبيرية
الدرس الثالث: يسوع المسيح
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الثالث – القسم الأول
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الثالث – القسم الثاني
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الثالث – القسم الثالث
  • الأسئلة المقالية
  • الأسئلة التعبيرية
الدرس الرابع: الروح القدس
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الرابع – القسم الأول
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الرابع – القسم الثاني
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الرابع – القسم الثالث
  • الأسئلة المقالية
  • الأسئلة التعبيرية
الدرس الخامس: الكنيسة
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – القسم الأول
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – القسم الثاني
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – القسم الثالث
  • قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – القسم الرابع
  • الأسئلة المقالية
  • الأسئلة التعبيرية
الدرس السادس: الخلاص
  • قانون إيمان الرسل – الدرس السادس – القسم الأول
  • قانون إيمان الرسل – الدرس السادس – القسم الثاني
  • قانون إيمان الرسل – الدرس السادس – القسم الثالث
  • الأسئلة المقالية
  • الأسئلة التعبيرية
الدرس السابع: القراءات المطلوبة
  • متطلبات القراءة ١
  • متطلبات القراءة ٢
  • متطلبات القراءة ٣
  • متطلبات القراءة ٤
العودة إلى قانون إيمان الرسل

Copyright © 2021 · Education Pro 100fold on Genesis Framework · WordPress · Log in